فاطمة الليلة المباركة
فاطمة الليلة المباركة
February 12, 2025 at 02:43 PM
*وثيقة زواج الإمام الحسن العسكري بالأميرة السيّدة نرجس "صلوات الله عليهما" 💍* وثيقة السيّدة نرجس والدة إمام زماننا "صلواتُ الله عليه وعليها". هذهِ الوثيقة هي مِن أهمّ الوثائق في ولادة إمام زماننا قائم آل محمد "صلوات الله عليه".. لأنّها وثيقة الزواج (وثيقة زواج إمامنا العسكري بالسيّدة الطاهرة نرجس). مصدر الوثيقة في كتاب *[كمال الدين وتمام النعمة]..* تحت عنوان: *"ما رُويَ في نرجس أُمّ القائم عليه وعليها أفضل الصلاة والسلام".* ✽ نصّ الوثيقة مع بيان ما يحتاج إلى بيانٍ من عباراتِ هذه الرواية وبشكلٍ مُوجَز: حدَّثنا مُحمّد بن عليّ بن حاتم النَوفليّ قال: حدَّثنا أبو العبّاس أحمد بن عيسى الوشّاء البغداديُّ قال: حدّثنا أحمدُ بن طاهر القمّي قال: حدّثنا أبو الحسين مُحمّد بن بَحْر الشيبانيُّ قال: *(وردتُ كربلاء سنة ستَّ وثمانين ومائتين* - في أواسط عصر الغَيبة الصُغرى - *وزُرتُ قبرَ غريب رسول اللهِ "صلّى الله‌ عليه‌ وآله" ثمّ انكفأتُ* - أي عدتُ راجعاً - *إلى مدينة السلام* - أي بغداد - *مُتوجّهاً إلى مقابر قريش* - أي الكاظميّة - *في وقتٍ قد تَضرَّمتْ الهواجر وتَوقَّدتْ السمائم* - إشارة إلى الجوّ الحار - *فلمّا وصلتُ منها* - من مدينة السلام - *إلى مشهد الكاظم واستنشقتُ نسيمَ تُربتهِ المَغمورة مِن الرحمة، المَحفوفة بحدائق الغُفران أكببتُ عليها* - على تُربتهِ - *بعبرات مُتقاطرة، وزفراتٍ مُتتابعة، وقد حَجَب الدمع طَرفيَّ* - أي عينيّ - *عن النظر فلمَّا رقأتْ العَبرة* - أيّ جفّتْ الدموع - *وانقطع النحيبُ فتحتُ بصري فإذا أنا بشيخٍ قد انحنى صُلْبهُ* - أي انحنى ظهره - *وتَقوَّس مِنكباه، وثفُنتْ جبهته وراحتاه* - ظهرت آثار السجود على جبهته وراحتيه - *وهُو يقول لآخر معه عند القبر:* *يا ابن أخي لقد نالَ عمُّك شَرَفاً بما حمَّلهُ السيّدان مِن غَوامض الغُيوب وشرائف العلوم الّتي لم يحمل مثلها إلّا سلمان، وقد أشرف عمُّكَ على استكمال المُدَّة وانقضاء العُمْر، وليس يجِدُ في أهل الولاية* - أي الشيعة - *رَجُلاً يُفضي إليه بسرِّه.* *قال مُحمّد بن بحر الشيباني: يا نفس لا يزالُ العناءُ والمَشقّةُ ينالان منكِ باتعابي الخَفّ والحافر في طلب العلم* - كلام يُضرَب مَضر المثل، يعني أتعبتُ نفسي في طلب العلم - *وقد قرعَ سمعي من هذا الشيخ لفظٌ يدلُّ على عِلْم جسيم وأثرٍ عظيم ، فقلتُ: أيّها الشيخ ومَن السيّدان؟* *قال: النجمان المُغيّبان في الثرى بسِرَّ مَن رأى،* *فقلت: إنّي أُقسم بالمُوالاة وشرف مَحلّ هذين السيّدين مِن الإمامة والوراثة إنّي خاطبٌ عِلْمَهُما، وطالب آثارهُما، وباذلٌ مِن نفسي الأيمانَ المُؤكّدةَ على حِفْظ أسرارهما،* *قال: إنْ كنتَ صادقاً فيما تقول فأحضرْ ما صَحِبكَ مِن الآثار عن نَقَلةِ أخبارهم،* *فَلمّا فتَّش الكُتب وتَصفّح الروايات منها قال:* *صدقتَ، أنا بِشْر بن سُليمان النخّاس* - أي الذي يبيع العبيد والإماء - *مِن وُلد أبي أيّوب الانصاري* - أحد صحابة النبيّ المعروفين - *أحدُ مَوالي أبي الحسن وأبي مُحمّد "عليهما‌ السلام" وجارهُما بسِرَّ مَن رأى،* *قلتُ: فأكرم أخاك ببعض ما شاهدتَ مِن آثارهما،* *قال: كان مولانا أبو الحسن عليُّ بن محمّد العسكري "عليهما‌ السلام" فقَّهني في أمر الرقيق فكنتُ لا أبتاع* - أي لا أشتري - *ولا أبيع إلّا بإذنه، فاجتنبتُ بذلك مواردَ الشُبهات حتّى كَمُلتْ مَعرفتي فيه* - أي في فقه الرقيق - *فأحسنتُ الفَرْق فيما بين الحلال والحرام.* *فبينما أنا ذاتَ ليلة في مَنزلي بسِرَّ مَن رآى وقد مَضى هَويٌّ من اللّيل* - أي جزءٌ مِن الّليل - *إذ قرع الباب قارعٌ، فعدوتُ مُسرعاً فإذا أنا بكافور الخادم رسول مولانا أبي الحسن عليِّ بن مُحمّد "عليهما‌ السلام" يدعوني إليه، فلبِستُ ثيابي ودخلتُ عليه فَرأيتهُ يُحدِّثُ ابنَهُ أبا مُحمّد* - أي الإمام العسكري - *وأُختهُ حكيمة مِن وراء الستر، فلمّا جلستُ قال: يا بِشْر إنّك مِن وُلْد الأنصار وهذهِ الولاية لم تزلْ فيكم يرثُها خَلَفٌ عن سَلَف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت وإنّي مُزكيّكَ ومُشرِّفك بفضيلة تسبقُ بها شأو الشيعة* - أي المنزلة العُليا - *في المُوالاة بها بسرٍّ أطلِعكَ عليه وأُنفذك في ابتياع أمة، فكَتَب كتاباً مُلْصقاً بخَطٍّ رُوميٍّ ولُغةٍ رُوميّةٍ ، وطَبعَ عليه بخاتمه، وأخرج شستقة صفراء* - أي محفظة يُحفظ فيها المال - *فيها مائتان وعشرون ديناراً فقال:* *خذها وتَوجّه بها إلى بغداد، واحضر مَعبر الفُرات* - اسم مَعبر على نهر دجلة - *ضحوةَ كذا، فإذا وصلتْ إلى جانبكَ زواريقُ السبايا وبرزنَ الجواري منها فستُحدقُ بهم طَوائفُ المُبتاعين* - الذين يُريدون شراء السبايا - *مِن وكلاء قُواد بني العبّاس وشراذم مِن فتيان العراق، فإذا رأيتَ ذلك فأشرفْ مِن البُعْد على المُسمّى عُمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك إلى أن يُبرزَ للمُبتاعين جاريةً صِفَتُها كذا وكذا، لابسة حريرتين صفيقتين* - ثوب مصنوع من الحرير سميك - *تمتنعُ مِن السَفور ولمس المُعترض، والانقياد لِمَن يُحاول لَمْسها ويشغلُ نظره بتأمّل مَكاشفها* - ما ظهر مِن الوجه واليدين - *مِن وراء الستر الرقيق، فيضربها النخَّاس، فتصرخُ صرخةً رُوميّة، فاعلم أنّها تقول: وا هتك سِتراه* - إنّها أُمّ القائم - *فيقولُ بعضُ المُبتاعين عليَّ بثلاثمائة دينار فقد زادني العَفافُ فيها رغبةً، فتقولُ بالعَربيّة: لو برزتَ في زيِّ سُليمان* - أي سُليمان النبيّ - *وعلى مثل سرير ملكه* - أي عرش المُلك - *ما بدتْ لي فيكَ رغبة فأشفِقْ على مالك* - أي حافظ عليه - *فيقول النخّاس: فما الحيلة ولابدَّ مِن بيعك، فتقول الجارية: وما العَجَلة ولا بُدَّ مِن اختيار مُبتاع يسكن قلبي إليه وإليَّ أمانتهُ وديانته. فعند ذلك قُم إلى عمر بن يزيد النخّاس وقل له: إنَّ معي كتاباً مُلْصقاً لبعض الأشراف كَتَبهُ بلغةٍ روميّة وخطٍّ روميٍّ، وَوَصفَ فيه كَرَمهُ ووفاءَهُ ونُبْلَهُ وسَخاءَه، فناولها لتتأمّل منهُ أخلاق صاحبهِ فإنَّ مالتْ إليه ورضِيتْهُ، فأنا وكيلهُ في ابتياعها منك. قال بشر بن سليمان النخّاس:* *فامتثلتُ جميع ما حدَّهُ لي مَولاي أبو الحسن "عليه‌ السلام" في أمر الجارية، فلمّا نظرتْ في الكتاب بكتْ بكاءً شديداً، وقالتْ لِعُمَر بن يزيد النخّاس: بِعْني مِن صاحب هذا الكتاب، وحلفتْ بالمُحرِّجة المُغلّظة* - أي بالأيمان الشديدة جدّاً - *إنَّه متى امتنع مِن بيعها منهُ قتلتْ نفسها، فما زلتْ أُشاحِّهُ في ثمنها* - أي أُناقِشهُ في ثمنها - *حتّى استقرَّ الأمرُ فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مَولاي مِن الدنانير في الشستقة الصفراء* - أي محفظة الأموال - *فاستوفاهُ منّي وتسلّمتُ منه الجارية ضاحكةً مُستبشرة، وانصرفتُ بها إلى حُجرتي الّتي كنتُ آوي إليها ببغداد فما أخذها القرارُ حتّى أخرجتْ كتاب مَولاها "عليه‌ السلام" مِن جيبها وهي تلثمهُ* - أي تُقبّلهُ بحرارة - *وتضعهُ على خدِّها وتُطبّقهُ على جَفْنها وتمسحُهُ على بدنها، فقلتُ تعجباً منها: أتلثمينَ كتاباً ولا تعرفينَ صاحبه؟* *قالتْ:* *أيّها العاجز الضعيف المَعرفة بمَحلِّ أولادِ الأنبياء، أعرني سَمْعكَ وفرِّغ لي قلبك، أنا مليكةُ بنتُ يشوعا ابن قيصر ملك الرُّوم، وأمّي مِن وُلْد الحوارييّن تنسَبُ إلى وصيِّ المَسيح شمعون، أُنبئكَ العجب العجيب:* *إنَّ جدِّي قيصر أرادَ أن يُزوِّجني مِن ابن أخيه وأنا مِن بنات ثلاث عشرةَ سنّة، فجمعَ في قَصْرهِ مِن نسْل الحوارييّن ومِن القسّيسين والرُهبان ثلاثمائة رجل، ومِن ذَوي الأخطار* - ذوي المنزلة الاجتماعيّة العالية - *سبعمائة رجل وجمعَ مِن أُمراء الأجناد* - أي الجنود - *وقوّاد العساكر ونقباء الجُيوش ومُلوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز مِن بهو مُلكهِ* - أي صالة مُلكهِ - *عَرشاً مَصوغاً مِن أصناف الجواهر إلى صحن القَصْر، فرفَعَهُ فوقَ أربعينَ مِرقاة، فَلمّا صعد ابنُ أخيه وأحدقتْ به الصُلبان وقامتْ الأساقفةُ عُكّفاً* - في حالةٍ من الخشوع المُصطنع - *ونشرتْ أسفار الإنجيل تسافلتْ الصُلبان مِن الأعالي فلصقتْ بالأرض، وتقوَّضت الأعمدةُ فانهارتْ إلى القرار، وخرَّ الصاعدُ مِن العرش مَغشيّاً عليه* - أي الذي يُريد أن يتزوّجها - *فتغيّرتْ ألوانُ الأساقفة، و ارتعدتْ فرائصهم* - أي جوانبهم، وهي الخاصرة - *فقال كبيرهم لجدِّي:* *أيّها الملك اعفنا مِن مُلاقاة هذهِ النُحوس الدالّة على زَوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني، فتطيّر جدِّي مِن ذلك تَطيّراً شديداً* - أي تشائم خائفاً - *وقال للأساقفة:* *أقيموا هذهِ الأعمدة، وارفعوا الصُلبان، واحضروا أخا هذا المُدْبر العاثر المنكوس جدَّهُ* - أي المنكوس حظّهُ - *لأُزوِّجَ منهُ هذهِ الصبيّة فيدفع نُحوسَهُ عنكم بسُعُوده، فلمّا فعلوا ذلك حدثَ على الثاني ما حدثَ على الأوَّل، وتَفرَّق الناس، وقام جدِّي قيصر مُغتمّاً ودخل قصْرَهُ وأُرخيتْ السُتور، فأُرِيتُ في تلك الّليلة كأنَّ المسيح والشمعون وعدَّةً مِن الحواريّين قد اجتمعوا في قصْر جدِّي ونصبوا فيه مِنبراً يُباري السماء علوّاً وارتفاعاً في المَوضع الّذي كان جدي نصَبَ فيه عرشه، فدخل عليهم محمّدٌ "صلّى الله‌ عليه‌ وآله" مع فتيةٍ وعدّةٍ مِن بنيه فيقومُ إليه المسيح فيعتنقهُ فيقول* - رسول الله -: *يا روحَ الله إنّي جئتكَ خَاطباً مِن وصيّك شمعون فتاتَهُ مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي مُحمّد صاحب هذا الكتاب، فنظرَ المسيح إلى شمعون فقال له: قد أتاك الشرف فصِلْ رَحِمكَ برحم رسول الله، قال: قد فعلت.* *فصعد ذلكَ المِنبر وخطبَ مُحمّدٌ "صلّى الله‌ عليه‌ وآله" وزوَّجني وشهد المسيح وشهد بنو مُحمّدٍ "صلّى الله‌ عليه‌ وآله" والحواريون، فلمّا استيقظتُ مِن نومي أشفقتُ أن أقصَّ هذهِ الرُؤيا على أبي وجدّي مخافةَ القتل، فكُنتُ أسرُّها في نفسي ولا أُبديها لهم، وضُرِبَ صدري بمَحبّة أبي مُحمّد* - أي تعلّقتُ بهِ شديد التعلّق - *حتّى امتنعتُ مِن الطعام والشراب وضعفتْ نفسي ودَقَّ شخصي ومرضتُ مَرَضاً شديداً فما بقي من مَدائن الرُوم طبيبٌ إلّا أحضرهُ جدِّي وسألهُ عن دَوائي فلمّا برَّح بهِ اليأس* - أي اشتدّ به اليأس - *قال: يا قرَّة عيني فهل تخطرُ ببالك شهوةٌ فأُزودكَها في هذهِ الدنيا؟ فقلتُ: يا جدِّي أرى أبواب الفرج عليّ مُغلقة فلو كشفتَ العذاب عمّن في سِجْنكَ مِن أُسارى المُسلمين وفككتَ عنهم الأغلال وتصدَّقتَ عليهم ومننتهم بالخَلاص لرجوت أن يهب المسيح وأُمّهُ لي عافيةً وشفاء.* *فلمّا فعل ذلك جدّي تجلّدتُ في إظهار الصحّة في بدني وتناولتُ يسيراً مِن الطعام فسُرَّ بذلك جدِّي وأقبل على إكرام الأُسارى إعزازهم، فرأيتُ أيضاً بعد أربع ليال كأنَّ سيّدة النساء قد زارتني ومَعها مريمُ بنتُ عمران وألف وصيفةٍ من وصائف الجنان فتقول لي مريم:* *هذه سيّدةُ النساء أمّ زوجك أبي مُحمّد، فأتعلّق بها وأبكي وأشكو إليها امتناعَ أبي مُحمّد مِن زيارتي، فقالتْ ليٌّ سيّدة النساء: إنَّ ابني أبا مُحمّد لا يزوركِ وأنتِ مُشركةٌ باللهِ وعلى مَذهب النصارى وهذهِ أُختي مَريم تبرَّأ إلى الله تعالى مِن دينك، فإنَّ مِلتِ إلى رضا الله عزَّ وجلَّ ورضا المسيح ومريم عنكِ وزيارة أبي مُحمّد إيّاكِ فقُولي: أشهدُ أن لا إله إلّا الله وأشهد أنَّ أبي مُحمداً رسول الله.* *فلمّا تكلّمتُ بهذه الكلمة ضَمّتني سيّدةُ النساء إلى صَدرها فطيّبتْ لي نفسي، وقالت:* *الآن توقّعي زيارةَ أبي مُحمّد إيّاكِ فإنّي مُنفِذتهُ إليكِ،* *فانتبهتُ وأنا أقول:* *واشوقاه إلى لقاءِ أبي مُحمّد، فلمّا كانتْ اللّيلةُ القابلة جاءني أبو مُحمّد "عليه‌ السلام" في مَنامي فرأيتهُ كأني أقولُ له:* *جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلتَ قلبي بجَوامع حُبّك؟ قال: ما كان تأخيري عنكِ إلّا لِشرككِ وإذ قد أسلمتِ فإنّي زائركِ في كُلّ ليلةٍ إلى أن يجمعَ اللهُ شَمْلنا في العيان* - في عالم اليقظة - *فما قطعَ عنّي زيارتَهُ بعد ذلك إلى هذهِ الغاية.* *قال بِشْر: فقُلت لها: وكيف وقعتِ في الأسر؟ فقالت: أخبرني أبو مُحمّد ليلةً مِن الّليالي أن جدَّك سيُسرّب جُيوشاً إلى قتال المُسلمين يوم كذا، ثمَّ يتبَعُهم، فعليكِ باللّحاق بهم مُتنكّرةً في زيّ الخدم مع عدّةٍ مِن الوصائف* - أي الخادمات في القصر المَلَكي - *مِن طريق كذا، ففعلتُ، فوقعتْ علينا طلائعُ المُسلمين* - مُقدّمة الجيش - *حتّى كان مِن أمري ما رأيتَ وما شاهدتَ، وما شعر أحدٌ بي بأنّي ابنةُ ملكِ الرُوم إلى هذهِ الغايةِ سِواك وذلك باطلاعي إيّاكَ عليه، ولقد سألني الشيخ الّذي وقعتُ إليه في سَهْم الغَنيمة عن اسمي فأنكرتُهُ* - أي أخفيتهُ - *وقلتُ: نرجس، فقال: اسْم الجواري، فقلت: العجب إنّك روميّة ولسانكِ عربيٌّ؟ قالتْ: بلغ مِن ولوع جدّي وحَمْلهِ إيّاي على تعلَّم الآداب أن أوعز إلى إمرأةٍ تُرجمانٍ لهُ في الاختلاف إليَّ، فكانتْ تقصُدني صباحاً ومساءً وتُفيدني* - أي تُعلّمني - *العربيّة حتّى استمرَّ عليها لساني واستقام.* *قال بِشْر: فلمّا انكفأتُ بها إلى سرَّ مِن رأى، دخلتْ على مولانا أبي الحسن العسكري "عليه‌ السلام" فقال لها:* *كيف أراكِ اللهُ عزَّ الإسلام وذُلَّ النصرانيّة وشرَفَ أهل بيتِ مُحمّد "صلّى الله‌ عليه‌ وآله"؟* *قالتْ: كيف أصِفُ لكَ يا ابن رسول الله ما أنتَ أعلمُ به منّي؟* *قال: فإنّي أُريدُ أن أُكرمَكِ فأيُّما أحبُّ إليكِ عشرةُ آلاف درهم؟ أم بشرى لكِ فيها شرف الأبد؟* *قالت: بل البشرى، قال "عليه‌ السلام": فأبشري بولدٍ يملكُ الدُنيا شَرْقاً وغَرْباً ويملأُ الأرض قِسْطاً وعَدْلاً كما مُلئتْ ظُلماً وجوراً، قالت: ممّن؟ قال "عليه‌ السلام": ممّن خطبكِ رسولُ الله لهُ مِن ليلة كذا مِن شهر كذا مِن سنّة كذا بالرُوميّة* - أي كان يتحدّث معها بالرُوميّة - *قالت: مِن المَسيح ووصيّه؟ قال: فمِمَّن زوَّجكِ المسيح ووصيّه؟* *قالت: مِن ابنك أبي مُحمّد؟ قال: فهل تَعرفينه؟ قالتْ: وهل خلوتُ ليلةً مِن زيارته إيّاي مُنذُ الّليلة الّتي أسلمتُ فيها على يد سيّدةِ النساء أمّه.* *فقال أبو الحسن "عليه‌ السلام": يا كافور ادعُ لي أُختي حكيمة،* *فلمّا دخلتْ عليه قال "عليه‌ السلام" لها: ها هيه* - يعني هذه هي التي ننتظرها - *فاعتنقتْها طَويلاً وسُرّتْ بها كثيراً، فقال لها مولانا: يا بنتَ رسول الله أخرجيها إلى منزلكِ وعلّميها الفَرائض والسُنَن فإنَّها زوجةُ أبي مُحمّد وأمِّ القائم).* -نهاية الخبر - • نحنُ الآن أمام حَدَثٍ كبير.. أمام مُقدّماتٍ لِميلاد بقيّة الله الأعظم.. الإمام الهادي رتّب كُلّ هذا البرنامج، والأميرةُ رُتِّبَ لها برنامجٌ غَيبيٌ *(برنامجٌ في عالم اليقظةِ وبرنامجٌ في عالم المنام والغَيب)* مُنذُ أن كانتْ في قصْر جدّها القَيصر. ففي عالم اليقظةِ جَرى الذي جَرى في قَصْر جدّها حين تهاوتْ الصُلبان وتَقوّضتْ الأعمدة وكان الذي كان.. إلى أن تَحرّكتْ الجيوش. وفي عالم المَنام والغَيب كانتْ الّلقاءاتُ مع النبيّ الأعظم والأئمة المَعصومين ومع المَسيح ومع الحواريّين ومع جدّها شمعون ومع الصدّيقة الطاهرة ومع السيّدة مريم والحكايةُ طويلة.. وما كان بينها وبين إمامنا الحسن العسكري إلى أن جاءتْ إلى سامرّاء.. وها هي السيّدةُ حكيمةُ في انتظارها... هذه حلقاتٌ مِن برنامج مُفصّل. • قول الإمام الهادي للسيّدة حكيمة: *(يا بنتَ رسول الله أخرجيها إلى منزلكِ وعلّميها الفَرائض والسُنَن فإنَّها زوجةُ أبي مُحمّد وأمِّ القائم)* هناك يتمّ الإعداد لأمّ القائم.. في بيت حكيمة.. هُنا مركز الإعداد للرحم الذي يتطهّر بميلاد ذلك النُور. سلامٌ على قائم آل مُحمّد وعلى أبيهِ وجدّه وآبائهِ الأطهار. سلامٌ على قائم آل مُحمّد وعلى أُمّه الطاهرة وعلى عمّتهِ الطاهرة: السيّدة حكيمة. سلامٌ على هذهِ العائلة الطاهرة المُطهّرة. سلامٌ على أُسرةِ المَشروع المَهدوي الأعظم. سلامٌ على هذهِ الرُموز الأربعة التي قُبورها شاخصةٌ إلى هذه الّلحظة.. سلامٌ على إمامنا الهادي، سلامٌ على إمامنا العسكري، سلامٌ على سيّدتنا حكيمة بنت رسول الله، سلامٌ على زوجةِ أبي مُحمّد وأمّ القائم مِن آل مُحمّد.. سلامٌ على مُحمّدٍ وآل مُحمّد ورحمةُ الله وبركاته. ● نصٌ طويلٌ مثل هذا النصّ مِن الطبيعي جدّاً أن تكونَ هناك تفاصيل نُسِيتْ أو أنّ بعض التفاصيل غُيّرتْ.. فمِثلُ هذهِ النصوص نحنُ نتعامل معها تَعاملاً منطقيّاً.. فما كان في هذهِ النصوص عن آل مُحمّد بنحوٍ مُباشر فإنّ الأصلَ فيه الصحّة حتّى يثبتَ خِلافُ ذلك. أمّا بقيّة التفاصيل والجُزئيّات التي تحفُّ هذا الحَدَث.. ربّما الراوي أو الناسخ أو الناقل الذي نَقَل الحدث مِن شخصٍ إلى آخر نسي شيئاً، أو غيّر شيئاً، أو أغفل جانباً مِن الموضوع.. ولكن الموضوع الأصل لِخُصوصيّتهِ لا يُنسى.. حديثٌ عن أمّ الحُجّة بن الحسن.. حديثٌ عن أميرةٍ قِصّتُها وحياتُها مُميّزةٌ بكُلّ تِلك الأحداث. جوهرُ الموضوع لا يُنسى.. نعم يُمكن أنّ الراوي يختلُّ بيانه في نسج عبارةٍ من العبارات، أو في النظر إلى جُزئيّةٍ جانبيّة.. أمّا أصل الموضوع: أميرةٌ مِن قُصورِ القياصرةِ ينتظرها البيت المُحمّديُّ العَلَوي الزهرائيُّ في سامرّاء، وسائرُ ما يرتبطُ بهذا الهدف الكبير.. وهذا البرنامج الذي أُعِدّ له ما أُعِدّ، وكُلّ تِلك التفاصيل التي جرى ما جرى منها (إن كان في عالم المُعاينةِ والواقع، أو كان في عالم المُكاشفة والغَيب والمَنام) إلى أن وصلتْ الأميرةُ الرُوميّةُ إلى بيتها الحقيقي وإلى وطنها الأصلي (إلى سامرّاء) إلى أكناف إمامنا الهادي وإمامنا العسكري والسيّدة حكيمة واكتملتْ الأركانُ الأربعة. .. .. مقتطفات من (الحلقة 12 و 13) من برنامج : "الأمان الأمان .. يا صاحب الزمان الشيخ عبد الحليم الغزي #قناة_القمر_الفضائية #الشيخ_الغزي .
❤️ 2

Comments