فاطمة الليلة المباركة
فاطمة الليلة المباركة
February 13, 2025 at 09:00 AM
*وثيقة الولادة المهدويّة المباركة 🕊💖* الوثيقة عبارة عن وثيقتان أحدُهما يُكمّل الآخر في ولادة القائم من آل محمد "عليهم السلام" الوثيقتان ترويهما السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد "صلوات الله عليه وعليها" .. ● الوثيقة الأولى في كتاب [كمال الدين وتمام النعمة] للشيخ الصدوق.. تحت عنوان: *ما رُوي في ميلاد القائم صاحب الزمان "صلواتُ الله وسلامه عليه".* ✽ نصّ الوثيقة الأولى: *(حَدَّثنا مُحمّد بن الحسن بن الوليد رضي‌ الله‌ عنه، قال: حدَّثنا مُحمّد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا أبو عبد الله الحُسين بن رزق الله، قال: حدّثني مُوسى بن محمّد بن القاسم بن حمزة بن مُوسى بن جعفر بن مُحمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب "عليهم‌ السلام" قال: حدثتني حكيمةُ بنت مُحمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب "عليهم‌ السلام"، قالت:* *بعثَ إليَّ أبو مُحمّد الحسنُ بن عليّ "عليهما‌ السلام" فقال: يا عمَّة اجعلي إفطاركِ هذهِ اللّيلة عندنا فإنّها ليلةُ النصف مِن شعبان، فإنَّ الله تبارك وتعالى سيُظهرُ في هذه الّليلة الحُجّة وهو حُجّته في أرضه، قالت: فقلتُ له: ومَن امّه؟ قال لي: نرجس، قلتُ لهُ: جعلني الله فداك ما بها أثر، فقال: هو ما أقولُ لكِ، قالت: فجئتُ، فلمّا سلّمتُ وجلستُ جاءتْ* - السيّدةُ نرجس - *تنزعُ خُفّي* - وهو نوع من أنواع الأحذية - *وقالت لي: يا سيّدتي وسيّدة أهلي كيف أمسيت؟ فقلتُ: بل أنتِ سيّدتي وسيّدةُ أهلي، فأنكرتْ قولي وقالتْ: ما هذا يا عمة؟ فقلت لها: يا بنيّة إنَّ الله تعالى سيهبُ لكِ في ليلتكِ هذهِ غُلاماً سيّداً في الدُنيا والآخرة قالتْ: فخجلتْ واستحيت.* *فلمّا أن فرغتُ مِن صلاةَ العشاء الآخرة أفطرتُ وأخذتُ مَضجعي فرقدتُ، فلمّا أن كانَ في جوفِ الّليل قُمتُ إلى الصلاة ففرِغتُ مِن صَلاتي وهي نائمة ليس بها حادث، ثمَّ جلستُ مُعقّبةً* - بعد الصلاة - *ثمَّ اضطجعتُ ثمّ انتبهتُ فزعةً وهي راقدة، ثمَّ قامتْ فصلَّتْ ونامت.* *قالت حكيمة: وخرجتُ أتفقّدُ الفجر فإذا أنا بالفجر الأوَّل* - أي ما يُعرَف بالفَجر الكاذب - *كذنب السرحان وهي نائمة فدخلني الشُكوك، فصاح بي أبو مُحمّد "عليه‌ السلام" مِن المَجلس فقال:* *لا تعجلي يا عمّة فهاكَ الأمر قد قَرُب، قالتْ: فجلستُ وقرأتُ ألم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك إذْ انتبهتْ فَزِعةً، فَوثبتُ إليها فقُلتُ: اسْمُ اللهِ عليكِ، ثمّ قلتُ لها: أتحسينَّ شيئاً؟ قالت: نعم يا عمَّة، فقُلت لها: اجمعي نفسكِ واجمعي قلبكِ فهو ما قُلتُ لكِ، قالتْ: فأخذتني فَترة وأخذتها فَترة* - يعني حالةٍ من عدم الانتباه قريبةٍ من الإغماء - *فانتبهتُ بحسِّ سيّدي* - بصوتهِ وحركتهِ وأنفاسهِ - *فكشفتُ الثوب عنه فإذا أنا به ساجداً يتلقّى الأرض بمَساجدهِ، فضمْمتهُ إليَّ، فإذا أنا به نظيفٌ مُتنظفٌ فصاحَ بي أبو مُحمّد "عليه‌ السلام" هلُمي إليَّ ابني يا عمّة فجئتُ به إليه فوضعَ يديه تحتَ إليتيهِ وظهرهِ ووضعَ قدميه على صدره ثمَّ أدلى لسانَهُ في فيه وأمرَّ يدهُ على عينيه وسَمْعهِ ومَفاصله، ثمَّ قال: تكلّم يا بني فقال:* *أشهدُ أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمّداً رسول الله "صلّى الله‌ عليه‌ وآله" ثمّ صلّى على أمير المؤمنين وعلى الأئمّة "عليهم‌ السلام" إلى أن وقف على أبيه، ثمّ أحجم. ثمَّ قال أبو محمّد عليه‌ السلام:* *يا عمَّة اذهبي به إلى أُمّه ليُسلّمَ عليها وائتني به، فذهبتُ بهِ فسلّم عليها، وردَدتُهُ فوضعته في المَجلس* - في المكان الذي كان فيه إمامنا العسكري - *ثمَّ قال: يا عمّة إذا كان يوم السابع فأتينا.* *قالت حكيمة: فلمّا أصبحتُ جئتُ لأُسلّم على أبي مُحمّد، وكشفتُ السِتر لا تفقّد سيّدي فلم أره..! فقلت: جعلتُ فداك ما فعل سيدي؟ فقال: يا عمَّة استودعناه الّذي استودعتْهُ أُمّ موسى. قالت حكيمة:* *فلمّا كان في اليوم السابع جئتُ فسلّمتُ وجلستُ، فقال: هلمّي إليَّ ابني، فجئتُ بسيّدي وهو في الخِرقة ففَعَل به كفِعْلتهِ الأولى، ثمَّ أدلى لسانَهُ في فيه كأنّه يُغذِّيه لبناً أو عسلاً ، ثمَّ قال:* *تكلم يا بنيَّ، فقال: أشهدُ أن لا إلّا إله الله وثنّى بالصلاةِ على مُحمّد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمّة الطاهرين "صلوات الله عليهم أجمعين" حتّى وقف على أبيه، ثمّ تلا هذه الآية: «بسم الله الرحمن الرحيم ونُريد أن نَمُنَّ على الّذين استُضْعفوا في الأرض ونَجعلهُم أئمّةً ونجعلهُم الوارثين.* *ونُمكّن لهم في الأرض ونُرِي فرعون وهامان وجُنودهما مِنهم ما كانوا يحذرون» قال: موسى فسألتُ عُقبة الخادم عن هذه* - أي هذه الوقائع - *فقال: صدقتْ حكيمة).* - انتهى الخبر - ✽ ملاحظة: تفاصيل الروايات قد يزيدُ فيها شيء أو ينقص، وهذهِ طبيعةُ الرُواة.. خُصوصاً في الروايات الطويلة التي يكثرُ فيها والجزئيّات.. فقد جاء في روايةٍ أوردها الشيخ الطوسي في كتابه [الغَيبة] عن السيّدة حكيمة وهي تتحدّث عن إمام زماننا.. جاء فيها هذه العبارات أنّ إمام زماننا حِين وُلِد ردّد هذه العبارات: *(أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمَّداً رسول الله وأنَّ عليَّاً أميرَ المُؤمنين حقَّاً، ثمَّ لم يزلْ يَعدُّ السادة الأوصياء إلى أن بلغ إلى نفسهِ ودعا لأوليائه بالفرج على يديهِ ثمَّ أحجم).* وهذا النصّ هو الذي ينسجمُ مع أُصول عقيدتنا ومع الذوق والّلحنِ والفَهْم الذي يتجلّى مِن كُلّ معارف الكتاب والعترة. . . ● الوثيقة الثانية : وهي أيضاً في كتاب [كمال الدين وتمام النعمة] للشيخ الصدوق ✽ نصّ الوثيقة في صفحة 454: بسنده إلى أن يقول: *(حدّثنا محمّد بن عبد الله الطهوي قال: قصدتُ حكيمةَ بنتَ مُحمّد "الجواد عليه‌ السلام" بعد مضيِّ أبو مُحمّد "العسكري عليه‌ السلام" أسألُها عن الحُجّة* - بعد الإمام العسكري - *وما قد اختلفَ فيه الناس مِن الحَيرة الّتي هُم فيها، فقالت لي: اجلسْ فجلست، ثمّ قالت:* *يا مُحمّد إنَّ الله تبارك وتعالى لا يُخلي الأرض مِن حُجّةٍ ناطقةٍ أو صامتة، ولم يَجعلْها في أخوينِ بعد الحَسن والحسين "عليهما‌ السلام" تفضيلاً للحسن والحسين وتنزيهاً لهما أنَّ يكون في الأرض عديلُهما، إلّا أنَّ الله تبارك وتعالى خَصَّ وُلْد الحُسين بالفَضْل على وُلْد الحسن "عليهما‌ السلام" كما خصَّ وُلْد هارون على وُلد موسى، وإنْ كان مُوسى حُجّةً على هارون، والفضل لولده* - أي لِوُلْد هارون - *إلى يوم القيامة، ولا بُدَّ للأُمة مِن حَيرةٍ يَرتابُ فيها المُبطلون ويَخلصُ فيها المُحقّون، كي لا يكونَ للخَلْقِ على اللهِ حُجّة، وإنَّ الحيرةَ لابدَّ واقعةٌ بعد مُضيِّ أبي مُحمّد الحسن "عليه‌ السلام"،* *فقلتُ: يا مَولاتي هل كان للحسن "عليه‌ السلام" ولد؟ فتبسَّمتْ ثمّ قالت: إذا لم يكنْ للحسن "عليه‌ السلام" عَقْب فَمَن الحُجّةُ مِن بعده؟ وقد أخبرتُكَ أنَّه لا إمامةَ لأخوين بعد الحَسن والحسين "عليهما‌ السلام"، فقُلتُ: يا سيّدتي حدِّثيني بولادةِ مَولاي وغَيبتهِ "عليه‌ السلام".* *قالت: نعم، كانتْ لي جارية يُقالُ لها: نرجس، فزارني ابن أخي فأقبل يُحدّق النظر إليها، فقُلتُ له: يا سيّدي لعلّك هويتها فأُرسلها إليك؟* - كي يتزوّجها - *فقال لها: لا يا عمّة، ولكنّي أتعجّب منها، فقلتُ: وما أعجبكَ منها؟* *فقال "عليه‌ السلام": سيخرجُ منها ولدٌ كريم على الله عزَّ وجلَّ الّذي يملأُ اللهُ به الأرض عدلاً وقِسْطاً كما مُلئتْ جوراً وظلماً، فقلتُ: فارسلُها إليكَ يا سيّدي؟ فقال: استأذني في ذلك أبي "عليه‌ السلام" قالتْ: فلبستُ ثيابي وأتيتُ منزل أبي الحسن " الهادي عليه‌ السلام": فسلّمتُ وجلستُ فبدأني وقال: يا حكيمة ابعثي نرجس إلى ابني أبي مُحمّد قالت: فقلتُ: يا سيّدي على هذا قصدتكَ على أن أستأذنك في ذلك، فقال لي: يا مُباركة إنَّ الله تبارك وتعالى أحبَّ أن يُشركَكِ في الأجر ويجعلَ لكِ في الخَير نَصيباً، قالتْ حكيمة: فلم ألبثْ أن رجعتُ إلى مَنزلي وزَيَّنُتها ووهبتُها لأبي مُحمّدٍ "عليه‌ السلام" وجمعتُ بينهُ وبينها في مَنزلي فأقام عندي أيّاماً، ثمّ مضى إلى والده "عليهما‌ السلام" ووجّهتُ بها معه.* *قالتْ حكيمة: فمَضى أبو الحسن* - يعني استُشهِد "عليه‌ السلام" - *وجلس أبو مُحمّد "عليه‌ السلام" مكان والدهِ وكُنتُ أزورهُ كما كنتُ أزور والدهُ، فجاءتني نرجس يَوماً تخلعُ خُفيّ، فقالتْ: يا مَولاتي ناوليني خُفّكِ، فقلتُ: بل أنتِ سيّدتي ومولاتي واللهُ لا أدفعُ إليكِ خُفي لتخلعيه ولا لتخدميني بل أنا أخدمكِ على بصري، فسمع أبو مُحمّد "عليه‌ السلام" ذلك فقال: جزاكِ اللهُ يا عمّةُ خيراً، فجلستُ عندهُ إلى وقتِ غُروب الشمس، فصحتُ بالجارية* - خادمة من الخادمات - *وقُلت: ناوليني ثيابي لأنصرف فقال "عليه‌ السلام":* *لا يا عمّتا.. بيّتي اللّيلة عندنا فإنّه سيُولد الّليلة المولودُ الكريم على الله عزَّ وجلَّ الّذي يُحيي اللهُ عزَّ وجلَّ به الأرض بعد مَوتها، فقلتُ: ممّن يا سيدي ولستُ أرى بنرجس شيئاً مِن أثر الحَبَل؟ فقال: مِن نرجس لا مِن غَيرها، قالتْ: فوثبتُ إليها فقلَّبتُها ظَهْراً لبطن فلم أرَ بها أثرَ حَبَل، فعدتُ إليه "عليه‌ السلام" فأخبرتهُ بما فعلتُ، فتبسّم ثمَّ قال لي: إذا كان وقتُ الفجر يظهرُ لكِ بها الحَبَل؛ لأنَّ مَثَلَها مَثَلُ أمِّ موسى لم يظهرْ بها الحَبَل ولم يعلم بها أحدٌ إلى وقتِ ولادتها، لأنَّ فرعون كان يشقُّ بُطونَ الحُبالى في طَلَب موسى، وهذا* - المولود - *نظيرُ موسى.* *قالت حكيمة: فعدتُ إليها فأخبرتها بما قال* - إمامنا العسكري - *وسألتُها عن حالها فقالتْ: يا مَولاتي ما أرى بي شيئاً مِن هذا، قالتْ حكيمة: فلم أزل أرقُبُها إلى وقتِ طُلوع الفجر وهي نائمةٌ بين يدي لا تُقلّب جنباً إلى جنب حتّى إذا كان آخرُ اللّيل وقتَ طلوع الفجر وثبتْ فزعةً، فضممتُها إلى صدري وسمّيتُ عليها، فصاحَ إليَّ أبو مُحمّد "عليه‌ السلام" وقال: اقرئي عليها «إنّا أنزلناهُ في ليلةِ القدر» فأقبلتُ أقرأ عليها وقلتُ لها: ما حالكِ؟ قالتْ: ظهرَ بي الأمرُ الّذي أخبركِ به مَولاي، فأقبلتُ أقرأ كما أمرني، فأجابني الجنين مِن بطنها يقرأ مثلَ ما أقرأ وسلَّم عليَّ.* *قالتْ حكيمة: ففزعتُ لِمَا سمعت، فصاحَ بي أبو محمّد "عليه‌ السلام" لا تَعجبي مِن أمْرِ الله عزَّ وجلَّ إنَّ الله تَبارك وتعالى يُنطقُنا بالحكمة صغاراً ويجعلُنا حجّةً في أرضه كباراً، فلم يستتمَّ الكلام حتّى غُيّبتْ عنّي نرجس فلم أرها كأنّه ضُرِب بيني وبينها حِجابٌ فعدوت* - أي ركضتُ مُسرعةً - *نحو أبي مُحمّد "عليه‌ السلام" وأنا صارخة، فقال لي: ارجعي يا عمّة فانّكِ ستجديها في مَكانها.* *قالتْ: فرجعتُ فلم ألبثْ أن كُشِفَ الغطاء الّذي كان بيني وبينها وإذا أنا بها وعليها مِن أثر النُور ما غَشى بصري، وإذا أنا بالصبيِّ "عليه‌ السلام" ساجداً لوجهه، جاثياً على رُكبتيه، رافعاً سبَّابتيه، وهو يقول: «أشهدُ أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنَّ جدِّي مُحمداً رسول الله وأنَّ أبي أمير المؤمنين، ثمَّ عدَّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه. ثمَّ قال: اللّهمّ انجزْ لي ما وعدتني واتممْ لي أمري وثبّتْ وطأتي، واملأ الأرض بي عَدْلاً وقسطاً».* *فصاحَ بي أبو مُحمّد "عليه‌ السلام" فقال: يا عمّة تناوليهِ وهاتيه، فتناولتهُ وأتيتُ به نحوه، فلمّا مَثلتُ بين يدي أبيه وهو على يدي سلّم على أبيه فتناولهُ الحسن "عليه‌ السلام" مِنّي والطيرُ تُرفرفُ على رأسه* - أي على رأس القائم - *وناولهُ لسانه فشَرِبَ منه، ثمّ قال: امضي به إلى أُمّه لِتُرضِعَهُ وردِّيه إليَّ، قالتْ: فتناولتْهُ أُمّهُ فأرضعته، فرددتُهُ إلى أبي مُحمّد "عليه‌ السلام" والطيرُ تُرفرفُ على رأسه، فصاحَ بطيرٍ منها فقال لهُ: احملهُ واحفظهُ ورُدِّهُ إلينا في كلّ أربعين يَوماً، فتناولهُ الطيرُ وطارَ به في جوِّ السماء وأتبَعَهُ سائرُ الطير، فسمعتُ أبا مُحمّد "عليه‌ السلام" يقول: «استودعكَ الله الّذي أودعته اُمّ موسى موسى» فبكتْ نرجس فقال لها: اسكُتي فإنَّ الرضاعَ مُحرَّم عليه إلّا مِن ثديكِ وسيُعادُ إليكِ كما رُدَّ مُوسى إلى أُمّه وذلكَ قولُ الله عزَّ وجلَّ : «فرددناهُ إلى أُمّهِ كي تَقرَّ عينها ولا تحزن».* *قالتْ حكيمة: فقلت: وما هذا الطير؟ قال: هذا رُوح القدس المُوكّل بالأئمّة، يُوفّقهم ويُسدّدهم ويُربّيهم بالعلم.* *قالت حكيمة: فلمّا كان بعد أربعين يوماً ردَّ الغلام ووجَّه إليَّ ابن أخي عليه السلام فدعاني، فدخلت عليه فإذا أنا بالصبيِّ متحرِّك يمشي بين يديه، فقلتُ: يا سيّدي هذا ابنُ سنتين؟ فتبسّم "عليه‌ السلام"، ثمّ قال: إنَّ أولاد الأنبياء والأصياء إذا كانوا أئمّة ينشؤون بخلاف ما ينشؤ غيرهم، وإنَّ الصبيَّ منّا إذا كان أتى عليه شهرٌ كان كمن أتى عليه سنّة، وإنَّ الصبي منّا ليتكلّم في بطن أُمّهِ ويقرأ القُرآن ويعبدُ ربّه عزَّ وجلَّ، وعند الرضاع تُطيعهُ الملائكة وتنزلُ عليه صباحاً ومساءً.* *قالتْ حكيمة: فلم أزلْ أرى ذلك الصبيِّ في كلِّ أربعينَ يوماً إلى أن رأيتهُ رجلاً قبل مُضيِّ أبي مُحمّد "عليه‌ السلام "بأيّام قلائل فلم أعرفهُ، فقلتُ لابن أخي "عليه‌ السلام" مَن هذا الّذي تأمرني أن أجلسَ بين يديه؟ فقال لي: هذا ابنُ نرجس وهذا خَليفتي مِن بعدي وعن قليل تفقدوني فاسمعي لهُ وأطيعي.* *قالت حكيمة: فمَضى أبو مُحمّد بعد ذلك بأيّام قلائل* - يعني استُشْهِد "عليه‌ السلام" - *وافترقَ الناس كما ترى، وواللهِ إنّي لأراهُ صباحاً ومَساءً، وإنّهُ ليُنبّئني عمّا تسألون عنه فأخبركم، وواللهِ إنّي لأُريد أن أسألَهُ عن الشيء فيبدأُني بهِ، وإنّهُ لَيَرِدُ عليّ الأمر فيَخرجُ إليَّ منه جوابَهُ مِن ساعتهِ مِن غير مَسألتي. وقد أخبرني البارحة بمَجيئك إليَّ وأمرني أن أُخبرك بالحقِّ.* *قال مُحمّد بن عبد الله: فوالله لقد أخبرتني حكيمةُ بأشياء لم يطّلع عليها أحدٌ إلّا الله عزَّ وجلَّ، فعلمتُ أنَّ ذلك صِدْقٌ وعَدلٌ مِن الله عزَّ وجلَّ، لأنّ الله عزَّ وجلَّ قد أطلعهُ عليّ ما لم يطلع عليه أحداً مِن خلقه).* -انتهى الخبر - . مقتطفات من برنامج : الأمان الأمان .. يا صاحب الزمان (الحلقة 13 و 14) لسماحة الشيخ عبد الحليم الغزي #قناة_القمر_الفضائية #الشيخ_الغزي
❤️ 2

Comments