
زاد التقوى
February 3, 2025 at 10:26 AM
*جناحا السلامة للمؤمن الخوف والرجاء*
السؤال
`ما قولكم فيمن يخاف الموت خوفا شديدا جعله ذلك يعطل مصالحه ومصالح أبنائه، فلا يرى أن يقوم ببناء بيتا لأهله مثلا، فكيف تحثه على ترك هذا الغلو؟`
الاجابة:
الخوف من الموت إذا أدى إلى تعطيل مصالح الإنسان ومصالح أسرته فهو غلو غير محمود، ويُحث الشخص على تركه بتذكيره بأن الله يعظم أجره إذا أحسن لورثته، فقد قال ﷺ: "إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير لك من أن تذرهم عالة يتكففون الناس."
الإسلام دين عمل، وليس عبادة فقط، بل جعل العمل عبادة، كما قال ﷺ: "حتى اللقمة يضعها الرجل في امرأته يكون له بها أجر." فإذا كان ذكر الموت يمنع الإنسان من المعاصي فهذا محمود، أما إن منعه من إصلاح حاله وحال أولاده، فقد يعرضهم للفتن والحرام، فينبغي عليه الأخذ بالأسباب، ولا حرج في بناء بيت لأهله، فهذا مما يؤجر عليه.
الخوف نوعان:
`الخوف المحمود`
الذي يكف عن محارم الله، كما قال شيخ الإسلام: "أصل الخوف ما كف عن حدود الله، وما زاد فلا يضرك تركه."
`الخوف المذموم`
الذي يمنع من المباحات، كمن يترك الطعام اللذيذ خوفًا من عدم أداء شكره، وهذا ورع كاذب، كما قال الإمام أحمد فيمن ترك الفالوذج لهذا السبب: "قبحه الله، أويستطيع أن يؤدي شكر الماء البارد في اليوم الصائف؟"
على الإنسان أن يضبط خوفه بالعلم والشرع، فلا بد من التوازن بين الخوف والرجاء، كما قال تعالى: ﴿يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه﴾ [الزمر: 9]، و﴿يدعون ربهم خوفًا وطمعًا﴾ [السجدة: 16].
فالسلف شبّهوهما بجناحي الطائر، فلا يطير بجناح واحد؛ فمن عبد الله بالخوف فقط قد يقنط من رحمته، ومن عبد بالرجاء فقط قد يقع في المعاصي. نسأل الله السلامة والعافية.
> دروس الشيخ محمد المختار الشنقيطي
❤️
1