
قصص المجد
February 23, 2025 at 07:09 AM
صحيت من النوم النهاردة على الرسالة دي كانت من خطيبي بخصوص ماتش النهاردة؛
أول ما شُفتها إستغربت،
مكنتش أعرف إن في ماتش مهم النهاردة فرديت عليه وقولت :
- ماتش مين؟!
= إنتِ مش عارفه ؟!!
- لا أكيد بسألك لأني مش عارفه!!
= ماتش الأهلى والزمالك النهاردة..
- بجد؟!
= اه بجد.. ها هتيجي معايا ؟!
- هسأل بابا الأول وأقولك..
= طيب متتأخريش على 6 كده تكوني جاهزة.. ماشي؟!
- حاضر..
قفلت التليفون، ولسه هحطه جنبي على الكوميدينو جاتلي رسالة تانية.. قلبي إتقـ.ـبض كالعادة، ماهي مش أول مره، مش أول مره خطيبي السابق يبعتلي، كل فترة بيبعتلي ويقولي إنه عايز يشوفني، وأنا في كل مره بتجاهل رسايله، بلـ.ـكته كتير وغيرت رقمي كتير وفي كل مره كان بيقدر يوصلي، خايفة أحكي لبابا، بابا ممكن يقتـ.ـله لو عرف، وأكيد مش هقدر أقول لخطيبي الحالي، يارتني كنت قولتله من البداية، قولت مش مهم إني أحكيله في البداية، ودلوقتي بقيت خايفة أكتر لو حكيتله.. الرسالة كانت أقل ما يُقال عنها أنها مرعبة لما كتب ليَّا
"أنا مراقبك.. ولازم أشوفك وهشوفك.."
وكالعادة بلـ.ـكت الرقم، المره دي خفت عن العادة، كل مره كان بيطلب مني إنو عايز يقابلني، لكن المره دي قرر أنه هيقابلني رغمًا عني.. حاولت أنسى بس لا المره دي كنت خايفة، بس وجود خطيبي كان بيطمني، مقدرتش أرفض طلب خطيبي وكمان بابا وهو وافق إني أروح معاه، أساسًا كتب كتابنا الأسبوع الجاي.. معنى كده إني مكتوبلي إني أروح مفيش أي عائـ.ـق حتى بابا وافق، والماتش ده مهم جدًا بالنسبة ليه.. طول ما أنا مع خطيبي أكيد خطيبي السابق مش هيقدر يقرَّب مني، هو مش مجنـ.ـون للدرجة دي، آخره تهديـ.ـدات زي ما عمل لأكتر من شهر.. خدني التفكير ودلوقتي الساعة 5 ونص يادوبك أجهز، قُمت وجهزت وعلى 6 رن عليَّا، رديت عليه ونزلت، قابلني بابتسامة ورومانسيته المعتادة نزل وفتحلي باب العربية، لمسه رومانسيه إتمنيت وقتها أن الأهلى يفوز عشان تفضل الابتسامه دي على وشه طول اليوم، ولأنه عصـ.ـبي شوية خصوصًا لأنه بيحب الأهلى جدًا..
دخلنا الكافية،
كان هادي وشوية شوية بدأ الناس يِجوا، في كام بنت بتحضر الماتش النهاردة مع خطيبها أو جوزها، بدأت المباراة وأنا كالعادة بحِس بملل بعد أول ربع ساعة في الماتش، وكنت لسه بطلع التليفون من الشنطة، ملقيتهوش إتوترت وحطيت الشنطة على الطربيزة ولسه هدوَّر الشنطة جت في الكوباية الإزاز، وقبل ما تقع لقيت في أيد مسكتها، ولما بصِّيت كان الويتر، وهو جايبلنا طلبنا، اللي إحنا لسه مش طلبناه تقريبًا فقال له لما الكوباية لفتت إنتباهه خطيبي :
- جيت في الوقت المناسب والله.. تسلم إيدك..
= ولا يهمك يا فندم بتحصل كتير.. الآنسة مخدتش بالها مش أكتر..
- شـ.. شكرًا - دي جون بقا!!! -
= إتفضل يا فندم.. المكياتو .. والآنسة عصير البرتقال..
- شكرًا..
كان الويتر باين عليه التوتر، خطيبي بيكلمه وكل إنتباهه مع الماتش طول الوقت، لقيته بيبصلي، إستغربت، فقولتله بابتسامة شكر :
- شكرًا.. بس هو إحنا كنا لسه مطلبناش..
= لا خطيب حضرتك طلب.. يمكن مركزتوش بسبب الماتش..
- لا.. أنا فاكرة أنه..
= تحبي أغير المشروب لحضرتك يا فندم..
- لـ.. لا أبدًا..
= تليفون حضرتك بيرن يا فندم.. والد حضرتك أكيد.. أقصد..
بصيتله بنظرات ساذجـ.ـة، بعدها بصِّيت تليفوني اللي أخيرًا لقيته في الشنطة، وفعلًا كان بابا بيتصل.. إستغربت، ولسه هقوله إختفى من قدامي، ولسه هقول لخطيبي عن الموقف الغريب ده، لكن خطيبي الماتش واخد كل تركيزة حرفيًا، بدأت أخاف من الويتر ده، رديت على بابا، كان بيكلمني يقولي متأخرش، ولسه بقفل المكالمة معاه لقيته واقف هناك وبيبصلي بتوتر وتركيز، وكل ما عيني تيجي عليه يعمل نفسه أنه مش بيبصلي، كانت الحركة واضحة.. معرفش ليه بس عقلي الباطن قرر أن الشخص ده ممكن يكون شخص بيراقبني وأن خطيبي السابق هو اللي مـ.ـأجره..
تصرفاته كانت غريبة، بيقدم الطلبات للناس قبل ما تطلب، بيقدر يمسك أي حاجة قبل ما تقع، عراف اللي هيحصل، كنت مركزة معاه بشكل غريب، مش مستريحه، شوية لقيته جاي عليَّا وجايبلنا الحـ.ـساب، حطه ومشي، مسكته وفتحته، لقيته كاتب بخطة جملة غريبة بخصوص الماتش وهي
"الماتش هيخلص بتعادل بين الأهلى والزمالك"
بلِّمت قدام الجملة، ولسه هقول لخطيبي قـ.ـطع كلامي صوت الناس في الكافية وهي بتحتفل وناس تانية متضـ.ـايقة زي خطيبي، كان هدف للزمالك.. وإتعدِّلت النتيجة وأصبحت واحد واحد للفريقين، بصِّيت ناحيته بصدمة، وهو لسه بيبصلي، المره دي الرعب إتمكن مني تمامًا ولسه هحكي لخطيبي كانت ملامحه متضايـ.ـقة وعقد حواجبه، معرفتش أقوله إزاي.. قام من مكانه وقال
"أنا رايح الحمـ.ـام.. هرجع أحاسب ونمشي.. الواحد نفسه إتسددت.."
مشي، مقدرتش أقوله، بدأت أجهز نفسي بسرعة، ولسه هقوم لـ.. لقيته في وشي، الويتر وهو بيقولي بسرعة كبيرة بعد ما مسكني من دراعي والغريب أن كل الناس كانت بتتصرف عادي رغم أن صوتنا كان عالي وقال :
- خطيبِك أول ما يخرج من الحمـ.ـام ويبعتلك روحي معاه..
= إ.. إنت بتعمل إيه ؟!!! إبعد إيدك ؟!! يا جماعة..
- محدش هيسمعك.. هيقتـ.ـلك.. عادي متخافيش.. غمضي عيونك كويس مش هيحصلك حاجة..
= إ.. إنت عارف كل حاجة عني إزاي ؟!! عارف حاجات قبل ما تحصل إزاي ؟!!
- أنا عشت اليوم ده قبل كده.. إفتكري.. في المره الجاية إحكي لخطيبِك كل حاجة عشان يحميكِ متخافيش هو بيحبك.. المره الجايه أنا مش هبقى موجود.. سامعاني!!
= إبعد عني بقولك!!!
وفجأة جاتلي رسالة من خطيبي مكتوب فيها
"أنا في العربية تعالي يلا عشان منتأخرش!!"
طلعت جري من الكافية وأنا ببص ناحيتة وآخر جملة كان بيكررها هي
"غمضي عيونك كويس مهما يحصل.. سامعاني!!!"
فتحت باب العربية وأيدي بترجف وأنا ببص ناحيتة في الكافية ركبت وخطيبي أتحرَّك بالعربية، حاولت آخد نفسي ومش أبين لخطيبي وفجأة سـ.. سمعت صوت.. صوت أ.. أنا عارفاه من زمان كـ.. كان صوت خطيبي السابق بيقول :
- أول قاعدة في الحياة هي إنك لازم تبصي قبل ما تركبي أي عربية..
= إ.. إنت؟!! خـ.. خطيبي فين؟!!
- بصي إنتِ عارفة إني صريح.. قتـ.ـلته في حمـ.ـام الكافية.. ودمـ.ـه على كُم قميصي أهو..
= إ.. إنت شخص مجنـ.ـون نزلني.. خطيبي فين ؟!!
- كنت جاي وأنا مقرر إني عايز أتكلم معاكِ.. غيَّرت رأيي لما عرفت أن كتب كتابكم الأسبوع الجاي وبما أني عمري ما هبقى جوزك.. فإنتِ عمرك ما هتبقي مرات حد غيري..
داس بنزين جامد، وهو بيضحك بجنـ.ـون وأنا بعيط وأصرَّخ بكل قـ.ـهر وحزن، دخل في الطريق المعاكس، وآخر حاجة شُفتها هو نور عربية جاية في وشنا، سريعة، صرَّخت بصوت عالي، ونفسي إتقـ.ـطع ومجاش في بالي غير إني أغمض عيني وقتها وكأن الجملة كانت بتتردد في دماغي..
فتحت عيني على رسالة من خطيبي بخصوص ماتش النهاردة، أول ما شفتها إتسمَّرت قدامها وأنا مرعوبه، وكأن الحلم بيتحقق.. ثـ.. ثواني أنا كنت بحلم.. والشخص اللي كان في الحلم ده كان بينصحني طول الوقت.. إ.. إزاي؟!! مين ده ؟! وهل هو حقيقي ولا لا؟! نفس الرسايل.. رسالة التهديـ.ـد نفسها جاتلي من خطيبي السابق..
نفس ردودي، الحلم بيتحقق.. هل كان عارف إني كنت في حلم عشان كده قالي غمضي عينك.. لازم كان الحلم ينتهى عشان لما أصحي أنقذ نفسي،
كل شئ إتكرر وبابا وافق إني أروح بس المره دي هنقذ نفسي.. هحكي لخطيبي..
هقوله،
وفعلًا نزلت النهاردة وأنا في العربية راح نفس الكافية، بصِّيت كتير ملقيتهوش، فين الشخص ده؟! مش مهم، بس إحنا جينا نفس الكافية، وهنا بدأت أتأكد ولقيت نفسي بحكيله، رد فعله كان غير متوقع بالنسبة ليَّا سامحني وخاف عليَّا بل زعل لأني خفت أحكيله، وفعلًا بلغـ.ـنا عنه وإتمسك خطيبي السـ.ـابق وإعترف إنه كان هيقـ.ـتلني أنا وخطيبي النهاردة، إتحـ.ـول لشخص مجنون، طبيعي لشخص نرجسـ.ـي مش مصدق أنه ممكن يترفض في يوم من أي بنت..
في آخر اليوم..
كان ناقص شئ واحد بس حبيت إني أتأكد منه، فبعت لجوزي وقولتله :
- معلش معرفتش تشوف الماتش بسببي..
= إنتِ أهم من ألـ.ـف ماتش كوره..
- قولي بقا.. مين فاز النهاردة؟!
= تعادل محدش فاز..
- كـ.. كنت عارفة.. بس بتأكد..
= عرفتي منين؟!
- حد معرفهوش قالي..
= مش ناقصة هزار على المسا الواحد نفسه إتسددت أصلًا..
- شكرًا إنك موجود..
= شكرًا إنك حكيتيلي ووثقتي فيَّا..
- دايمًا..
حطيت التليفون جنبي وأنا بفكر، وفي الآخر وصلت لفكرة ما وإن ما يمكن الويتر اللي في الحلم ده طول الوقت كان ضميري وهو بيحاول يفوَّقني، عشان أحكي لخطيبي وأنقذ نفسي؛
ما يمكن من البداية الشخص ده في الأساس كان أنا.
#إسكربت_تخيلي
#ما_رواه_قلمي
#بقلم_رِيـن 🖊️
#يوم_واحد_في_كافية
❤️
1