قصص المجد
قصص المجد
March 1, 2025 at 06:14 PM
جارتي اللي ساكنة في الدور اللي فوقي بعتت ليَّا الصورة دي وفي البداية فكَّرتها بتهزَّر؛ طبعًا الرسالة اللي بعتتها بعد الصوره دي خوفتني جدًا، جارتي تعتبر صاحبتي، من يوم ما نقلت في الشقة وأنا إتعرَّفت عليها، وشوية شوية بقينا أصحاب، وطبعًا إتبادلنا أرقام بعض، هي كويسة، وبتهتم بيَّا جدًا وحسَّاسة ومستحيل تجـ.ـرحني، بس دي أول مره تبعتلي رسالة زي دي، يعني إيه واحد بيقعد كل يوم الساعة 1 بالليل على الكنبة دي وبينادي إسمي والأغرب إنها بتقولي أن الكنبه دي بتاعتي أنا.. فرديت عليها وقتها وقولت بعد ما بدأت أتوتر من كلامها : - إنتِ بتهزري صح؟! = لا أكيد.. أنا بتكلم بجد.. - لا الكنبة مش بتاعتي ومعرفش مين اللي بيقعد تحت ده.. = بردو.. بردو هتنكـ.ـري دي؟! - إنتِ بتقولي إيه ؟! أنكـ.ـر إيه هو ده طبيعي اللي بتقوليه؟! = بقولك دي كنبتك.. - وأنا بقولك لا!! = إنتِ متأكدة ؟! - اه.. وبعدين ما يمكن أي حد بيروح يقعد بالليل بيهزر وبالصدفة بينادي على إسم حد زي إسمي.. = بينادي على أسمك صدقيني.. أنا صوَّرت الصورة من شوية.. صدقيني كمان شوية هينادي إسمك لو وقفتي في الشباك هتشوفي.. الموضوع بقا مرعب أوي!! - دي تخيلات في راسك.. = تخيلات ولا.. - ولا.. إيه ؟! = مفيش حاجة.. صحيح جوزك فين؟! - مسافر.. = متأكدة ؟! - اه بتسألي ليه؟! = بقالنا فترة مش زُرناكم أنا وجوزي.. - لما يرجع هقولك وتشرفونا.. تصبحي على خير.. = وإنتِ من أهله.. غريبة، ومحادثتها أغرب وكل يوم تبعتلي وتسألني عن جوزي، مش عارفة هي مالها، وبعدين بحس إن الموضوع عيـ.ـب يعني، هو طبيعي واحدة كل يوم تسألني عن جوزي، وإيه موضوع الكنبه دي، حقيقي أنا الأفضل إني أغيَّر الشقة دي، هقوله لجوزي لما يرجع من السفر، هو إتأخر بس هيرجع، هيرجع ونشرب قهوتنا سوا زي ما إتعودنا، هو بيحب القهوة زي ما بيحبني، وجارتي بردو كانت لطيفة وبصراحة هي كويسة بس تساؤلاتها الكثيرة دي أصبحت غريبة جدًا وأنا لازم آخد حـ.ـذري منها.. بعد ما رديت عليها كانت الساعة دلوقتي 12:56 دقيقة منتصف الليل، دخلت وحطيت التليفون جنبي على الكوميدينو، ولسه هقعد على السرير عيني جت على الشباك، كنت أنا في الدور التالت، وفعلًا قدرت أشوف الكنبة، من شباك أوضتي لما قرَّبت منه، وقفت شوية مكنش في حد، أنا هسمع كلامها ولا إيه، لا.. لا مستحيل الحوار ده، وكنت لسه برجع برجلي خطوة لورا، سمعت صوت خطوات حد في الشارع، كان الهدوء مسيطر وقتها مع صوت الهوا البارد، عشان كده صوت خطواته كانت عاليه جدًا وقتها، ولأنها كانت الوحيدة.. بصِّيت وأنا بتجه بعيني ناحية صوت الخطوات دي، شُفت حد، وكأني شُفته قبل كده، طوله وحجم جسـ.ـمه مألوف ليَّا، حاسَّة إني عارفاه، معرفش إيه ده، أو أنا حسِّيت كده، كانت الدنيا ضلمة جدًا، وصعب إني أشوف ملامحه من الدور التالت، قعد على الكنبة، وبدأ ينادي، في البداية الصوت كان واطي، وبعدها بدأ يعلى أكتر، في الوقت ده أنا بكون نايمة، باخد الحبَّـ.ـاية وأنام، يمكن عشان كده عمري ما سمعت صوته، بـ.. بدأ صوته يوضح، وحروف إسمي كمان توضح في نبرة صوته الحـ.ـزينة والمبحـ.ـوحه، فـ.. فعلًا بدأ ينادي على إسمي.. جـ.ـسمي كله وكأنه في صاعـ.ـقة ضـ.ـربته، إتسمَّرت في مكاني وعيوني برَّقت كنت مصدومة وخايفة، بدأت أرجع لورا، بعد ما قفلت الشباك بتوتر، وصلت للسرير، بدأت أحس برعشة في جميع أنحاء جسمي، والبرد كله أتمكن من أطرافي، نزلت تحت البطانية، وحطيت أيدي على ودني، صوته وحـ.ـش، بيعلى ويوطى في تزامن مرعب، شوية وشِلت أيدي كـ.. كنت بتأكد هل الصوت سكت ولا لسه، وفعلًا الصوت سكت تمامًا، خدت نفس وبدأت أبص بطرف عيني من تحت البطّانية، إتخضِّيت لما لقيت ظل حد قدَّام شباك أوضتي كـ.. كان هو.. ملامحه لسه مش واضحة، و.. واقف قدام شباك أوضتي.. إ.. إزاي وأنا ساكنة في الدور التالت؟!! كنت ببصله وكأني إتشلِّيت عن الحركة، في صوت تكسـ.ـير جاي منه، كل ما بيحرك راسه، أو جـ.ـسمه، بعدها بدأ يخبَّط بإيده بقوة كبيرة على الشباك، بينادي على إسمي، صوته بيعلى، منظر بـ.ـشع، مرعب لأقصى درجة، بدأت أعيط صوتي بكائـ.ـي كان واضح، مش قادرة أطلع من تحت البطانية.. ثواني والصوت بدأ يسكت تاني، خطوات رجل بتدخل.. صوت فـ.. فتح الشباك، حسِّيت بالهواء البارد في أوضتي، حـ.. حسِّيت بإيد بتمشي فوق جـ.ًـسمي.. صـ.. صوابع حد.. البطانية بتتشد مني، بقوة رهيبة، مش قادرة أمسكها من ضـ.ـعف أيدي ورجفتها، أعصـ.ـابي فلتت، وفجأة البطانية إتشالت ولقيت وشه قـ.. قريب جدًا من وشي، بوقه مفتوح وبينـ.ـقط د.. د.م على وشي، بـ.. بس راسه ملفوفه لورا، و.. وكأنه متعلَّق فوقي.. مبقتش قادرة أتنفس، عيوني مبرَّقه، وكأن الوقت وقف، وبدأت راسه تلف بشكل دائري وبقت.. بقت في وشي تمامًا عيونه مبرَّقة، قرَّب جدًا من وشي وقال بصوت هادي محشـ.ـرج - إنتِ عارفاني.. قولي أنا مين!! = ... - عايز أرتاح.. أ.. قولي إسمي.. = أ... - قولي أنا مين؟!!! مش تنكـ.ـري!! = إ.. إنت جـ.. جوزي.. جوزي!! كنت بقول بحروفي المتهتهه وأنا برجف، حتى الرجفه كانت واضحة في شفايفي ودمـ.ـه اللي كان بينقط على وشي.. إعتـ.ـرفت والمره دي مأنكرتش، قولت بصوت عالي، بتكرار، وكأني عايزة أرتاح وأريحه، تعبت من النـ.ـكران، مبقتش قادرة أستحمل العـ.ـذاب ده، كنت مغمضة عيني على أمل أني أفوق من الكـ.ـابوس ده، كان حقيقي.. حقيقي لوهله لكنه إنتهى، إ.. إختفى.. إ.. إنتهى.. قُمت وقعدت في ركن من أركان الأوضة وأنا حاطه أيدي على راسي ودموعي نازلة زي الشلال، أنا اللي عملت كده في نفسي، بس مكنتش أتوقع أنه هيجيلي بنفسه، عشت طول عمري بنكر أي شئ أنا رافضة إني أتأقلم مع حقيقته، وأنا صغيرة أنكـ.ـرت وفـ.ـاة أبويا لفترة.. فترة طويلة وأي حد يسألني عنه كنت بقوله مسافر، ز.. زي جوزي.. إرتحت كتير وقتها، وإتعـ.ـالجت لفترة، لـ.. لكن مقدرتش إني أستسلم لواقع وفـ.ـاة جوزي من خمس شهور، قررت إني أنـ.ـكره، زيي زي ناس كتير بتعاني من ألـ.ـم الفقدان فبتتخطى عن طريق النكـ.ـران.. نسيته، ورميت أي شئ بيفكرني بيه، رميت الكنبة اللي كان بيقعد عليها كتير، كانت بتريَّحه لو بيخلص أي شغل خاص بيه، كانت في أوضيتنا، دايمًا كانت تفتكرني بيه، أنكرته لخمس شهور، ومقدرتش أكتر من كده، مكنش مستريح لما كنت بحاول أنكر وفـ.ـاته، وجد وسيلة ورجعلي، لوقت كبير عشت وأي حد يسألني أقوله مسافر وهيرجع، مع إني عارفه إنه مش هيرجع، أول حاجة عملتها مسكت تليفوني وبعت رسالة لجارتي بصوابعي اللي كانت بترجف وكتبت فيها "جوزي مش مسافر هو إتـ.ـوفى من خمس شهور".. شافت الرسالة وردت عليا وكتبت "أنا آسفه" كانت جارتي محترمه، حسَّاسه زي ما قولت، فهمتني من حالتي، وده لأنها دارسه علم النفس، كانت كل يوم تسألني عنه، في أي محادثه بيني وبينها، معرفش إذا شفت شـ.ـبـحه ولا لا بس لما سألت جارتي عن موضوع أن في حد بيقعد على الكنبة دي بالليل كل يوم قالتلي إنها كانت بتقولي كده عشان أعتـ.ـرف مش أكتر، وطبعًا بدأ عقلي الباطن يبني سيناريوهاته المرعبة، ممكن يكون كلامها صح، أو صدفة، أو ممكن يكون كلامها خلق حقيقه خلَّتني أشوفها لأني حاسَّة إن الليله اللي شوفت فيها شبـ.ـحه كانت حقيقية بنسبة كبيرة جدًا.. من يومها مش ظهرلي تاني، وده لأني إعترفـ.ـت بحقيقة إنه مشي، بس هو ساكن في روحي، والنهاردة رُحت لأول كافية هو عزمني فيه معاه على فنجانين قهوة لما إتخطبنا، دخلت وقعدت بس المره دي طلبت فنجانين، رغم أن الويتر فكرني مجنـ.ـونه لكن أنا كنت مركزه جدًا وقتها، فعلًا جابلي فنجانين قهوة سـ.ـاده زي ما كنَّا بنحبها، لكن زمان كانوا دايمًا الفنجانين بيرجعوا فاضيين والفرق الوحيد المره دي؛ إن فنجاني رجع فاضي لكن فنجانه هو رجع مليَّان. #إسكربت_تخيلي #ما_رواه_قلمي #بقلم_رِيـن 🖊️ #فنجانين_قهوة
❤️ 1

Comments