💢 *تحليل كلام المحدث د. الشيخ سليم بن عيد الهلالي -حفظه الله- وتوضيحه من كلام ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله-:* *أولًا: ملخص كلام الشيخ سليم الهلالي متعه الله بالصحة:* الشيخ سليم الهلالي حفظه الله يرد على المفتي السابق لمصر علي جمعة، الذي زعم أن القول بفناء النار هو عقيدة أهل السنة والجماعة، واستشهد على ذلك بكلام ابن تيمية وابن القيم. يوضح شيخنا الهلالي حفظه الله أن هذا كذب وافتراء، مستدلًا بعدة نقاط، منها: 1. أن علماء الأزهر لا يستشهدون بابن تيمية وابن القيم، كما صرح بذلك بعضهم مثل أسامة الأزهري. 2. أن الأشاعرة والماتريدية، الذين يراهم الأزاهرة أهل السنة، لا يقولون بفناء النار، مما يدل على أن علي جمعة يكذب. 3. أن القرآن الكريم نصّ في آيات قطعية الدلالة على أن نار الكفار لا تفنى أبدًا. 4. أن الحديث النبوي المتواتر يثبت خلود الكفار في النار. 5. أن ابن تيمية وابن القيم لم يقولا بفناء نار الكفار، متحديًا من يدعي ذلك أن يأتي بنص واضح عنهما. 6. استغرابه من القنوات الفضائية التي تروج لمثل هذه البدع دون تحذير. *ثانيًا: هل قال ابن تيمية وابن القيم بفناء النار؟* هذه المسألة مثار جدل كبير، لكن من المهم توضيح ما يلي: • ابن تيمية رحمه الله له بعض العبارات التي قد يفهم منها قوله بفناء النار، لكنه لم يقرر ذلك كعقيدة جازمة. في كتابه الرد على المنطقيين ودرء تعارض العقل والنقل، نقل أقوالًا تفيد بأن بعض السلف قالوا بفناء النار، لكنه لم ينسب ذلك لنفسه صراحة. • ابن القيم رحمه الله في كتابه حادي الأرواح أورد أقوالًا في فناء النار، لكن سياق كلامه يدل على أنه كان يعرض الآراء المختلفة، لا أنه يقرر هذا القول كعقيدة قطعية. ✍🏼 قلت: لا غرابة أن يصدر هذا من المدعو علي جمعة وأمثاله من المبتدعة، حيث يظهر جهلهم في نقل أو فهم كلام السلف من المحدثين أمثال ابن تيمية وغيرهم، حفظهم الله، سواء كان ذلك جهلًا منهم أو عمدًا لإضلال المسلمين. *ثالثًا: موقف أهل السنة من فناء النار:* القول الراجح عند أهل السنة والجماعة أن نار الكفار لا تفنى، واستدلوا على ذلك بآيات صريحة منها: 1. قول الله تعالى: *• {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}* (الأحزاب: 64-65). *• {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}* (البقرة: 167). 2. الأحاديث الصحيحة التي تثبت أن الكفار خالدون في النار بلا نهاية، ومنها قوله ﷺ: *• “يؤتى بالموت كأنه كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت”* (رواه البخاري ومسلم). *رابعًا: هل ادعى علي جمعة الإجماع على فناء النار؟* إذا كان علي جمعة قد ادعى أن هذا قول أهل السنة، *فهو كاذب،* لأن جمهور أهل السنة (بما في ذلك المبتدعة، ومنهم الأشاعرة والماتريدية أنفسهم) على القول ببقاء النار. أما نسبة هذا القول إلى ابن تيمية وابن القيم، فهو تدليس لأنهما لم يجزما بذلك. *خامسًا: موقف العلماء من القنوات التي تروج للبدع:* ما ذكره الشيخ سليم الهلالي -حفظه الله- صحيح، حيث إن كثيرًا من القنوات الإعلامية تفتح الباب لمن يروج للأفكار المخالفة لعقيدة أهل السنة، خاصة في القضايا العقدية الكبرى، كمسألة الخلود في النار. وهذا يستوجب الحذر والتنبيه على العامة حتى لا يتأثروا بمثل هذه الدعاوى. وفي الختام اقول: ما قاله الشيخ سليم الهلالي -حفظه الله- يتفق مع المنهج السلفي في الرد على الشبهات، وتوضيح الحق في هذه المسألة أمر مهم، لأن الاعتقاد الصحيح هو أن نار الكفار لا تفنى، كما دلت على ذلك النصوص القطعية من القرآن والسنة. ————————————- ✍🏼 أبو معاذ حمود الأصبحي https://whatsapp.com/channel/0029Va8GXzGHAdNQizzEJc2a 📩 انشر فمن دل على خير فله أجر فاعله.