
قايد بن غانم الشابرة
February 4, 2025 at 04:20 PM
*أمس قاعد أفكر في المسجد الحرام في رحمة الله العظيمة وكيف أن المسلم ليس محصورا في عبادته واستجابة دعائه بالمسجد الحرام وجوار الكعبة المشرفة؛ بل أن من أعظم النعم أنك تسجد وتدعو الله وتتعبد لله في أي مكان في العالم، يسمعك يراك يجيب دعائك وتضرعك وأنت في جوف بيتك في الثلث الأخير من الليل في ظلمة الليل الدامس، فلا تقنط أبداً ولا طرفة عين ولا تيأس يا من لم تزر مكة المكرمة فقد يسمعك الله ويستجيب لك بسبب تضرعك وتذللك لله وخضوعك بين يديه بما لا يتحصل عليه الغافل القلب في المسجد الحرام بمكة، فرحمة الله عظيمة، رحمة الله سبقت وغلبت غضبه جل وعلا، رحمة الله وسعت كل شيء.*
*فكون الشخص في مكة لا يعني أنه أقرب إلى الله منك، بل الأقرب إلى الله هو الأتقى، هو المخبت، هو الرحيم، هو الخاضع لربه والمستسلم له، هو المحسن، هو العامل بالسنة، هو صاحب التوحيد والسنة والعقيدة الصحيحة، في أي مكان في العالم، قربك من الله وشدة محبتك لله هي سبيل النجاة والقُرب من المولى جل وعلا، {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لله} [البَقَرَةِ: ١٦٥]، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحُجُرَاتِ: ١٣]، فمن وفقه الله لزيارة مكة فهذه نعمة معلوم فضل ذلك، ولكن من لم يتيسر له هذا فلا ييأس ويظن بالله ظن السوء، بل تقرَّب إلى الله في أي مكان بطلب العلم الذي لا يعدله شيء، بالتفقه في الدين، بنشر العلم الشرعي والسنة، وبسائر العبادات والقُربات، وخاصة ذاك الذي يريد أن يستجيب الله دعائه عليك بالدعاء في السجود، وبين الأذان والإقامة، وفي آخر ساعة من الجمعة، وفي الثلث الأخير من الليل حين ينزل ربك جل وعلا إلى السماء الدنيا فيجيب دعوة الداعي، وفي أثناء سفرك.. إلخ من أوقات إجابة الدعاء، والله المستعان.*
#ابن_الشابرة
مكة المكرمة حرسها الله
٦ شعبان ١٤٤٦
https://t.me/qaidghsh
👍
❤️
4