السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته، على كُل طالِبٍ للعِلمِ أن يُؤَدِّيَ ما كُلِّفَ بِهِ أينَما وُضِع؛ وأخُصُّ هُنا كُلَّ طالِبٍ قَد سَخَّرَه اللهُ بأن يَكونَ مَسئُولًا عن أرواحِ عِبادِه، يا صاحِبي، إن لَم تُتقِن دراسَتَك الآن كيفَ ستَقِفُ أمامَ مَريضٍ يتلَوَّىٰ مِن المَرَض؟ ستَقِفُ مُكَبَّلَ اليَدَينِ لأنك ما ذاكَرتَ هذا أثناءَ دِراسَتِك! أم ستَتْرُكُ المَريضَ وتذهَبُ لِتُحضِرَ آخرَ قد أدَّى ما عليهِ أثناء دراسَتِه ليُؤَدِّيَ مُهِمَّتِك! *لِكُلٍّ مِنَّا ثَغْرَهُ؛* فإن كُلِّفتَ فأدِّ واجِبَكَ على الوجهِ الذي يُرضِي الله، إن كُنتَ مَسئُولًا عن التَّشخيصِ، الرِّعايَةِ، أداء التحاليلِ الطِبِيَّةِ، صرفِ الدَّواءِ أو حتى كتابة بياناتِ مريضٍ؛ وَجَب عليكَ أن تكونَ مُتقِنًا كَي لا تَضُرَّ بِحياةٍ إنسانٍ بسببِ تَقصِيرِك وَقِلّة مَسئُولِيَّتِك. هي دائِرة وُكُلُّ مَن فِيها لَه دَورُه الذي لا غِنَى عَنه، وواحِدٌ قَد يَخِلُّ بِها، فَلا تَكُن أنتَ ذاكَ الواحِد. الأعمارُ بِيَدِ اللهِ، وَلَكِن لِكُل نِهايةِ عُمرٍ أسباب، على الأقلِّ لا تحمِل وِزرَ حِرمان أُناسٍ مِن عَزيزٍ عليهم لأنَّهُ أثناء لَفظِهِ لأنفَاسِه كان هُناكَ واجبٌ عليكَ وما أدَّيتَه. تَاللَّهِ لَدَعوة ترفَعُ قدرَك ويُيَسَّرُ بِها أمرُك، ودَعوة تَقَعُ بِها في ما لا تَقدِر عليه؛ *فاختَر الأُولىٰ تَفُزْ* *---------------* *طالبة علم* 📖