مواعظ ورقائق
February 24, 2025 at 08:05 PM
وكان شديد الإسراف في تقديسه .. وتزيينه ، وتطييبه ، وتلبيسه كان يعتني به من صغره ، الى ان اصبح عمره {{ ٦٠ عام }} فلما انتشر الإسلام في المدينة المنورة اسلم اولاده ، وأمهم ، ولكن {{ عمرو بن الجموح }} لا يعلم بإسلامهم فجاء اولاده ، يستشيرونه ، ما رأيك بهذا الدين الجديد {{مثل ما بنقول يدسوا نبضه }} قالوا :_ يا أبانا ما رأيك بهذا الدين الجديد ، قد اتبعه الناس فما ترى في اتباعه ؟ فقال :_لست أفعل حتى أشاور مناف [[ الصنم ]] فأَنظُرَ ما يقول !! ثم قام عمرو إلى الصنم مناف أقبل عمرو يمشي بعرجته إلى مناف ، وكانت إحدى رجليه أقصر من الأخرى عمرو بن الجموح رضي الله عنه. في معركة احد ، منعه اولاده من الخروج للقتال وقال أبناؤه :_ إن الله قد عذرك ونحن نكفيك [[ لانه اعرج ، قالوا نحن نسد مكانك ]] إلا أن عمرو بن الجموح ، أبى إلا أن يشهد المعركة مع أبنائه الأربعة وذهب الى رسول الله فقال له النبي :_أما أنت فقد عذرك الله، ولا جهاد عليك وألح عمرو بن الجموح في الخروج ، وبكي بين يدي رسول الله فقال للنبي ﷺ. أرأيت إن قُتلت اليوم .. أأطأ بعرجتي هذه الجنة؟ قال: _نعم قال عمرو :_ فوالذي بعثك بالحق ، لأطأن بها الجنة اليوم إن شاء الله فتبسم الرسول الكريم وقال لأبنائه: _لا عليكم ، لا تمنعوه ، لعل الله يرزقه الشهادة· ويسرع عمرو الى سلاحه ويمضي به ويشاهده المسلمون متحدياً عرجته كان يتعثر حينا ، ويخترق الصعاب حينا آخر ومعه صديقه [[ عبدالله بن عمرو بن حرام ، كان صديق حميم له وكان عبدالله زوج اخته ]] وكان ابنائه حوله فلما احتدت المعركة صرخ عمرو اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك ، ولا تردني الى أهلي خائبا ويلتفت الى ابنه جابر ويقول :_ يا جابر !! إني أرجو أن أكون أول من يصاب في أحد ، فأوصيك ببنات عبدالله خيراً [[ لانه صديقه عبدالله كان عنده بنات يوصي ابنه ببنات صديقه بنات عمته لجابر ]] ويستشهد عمرو وصديقه عبدالله . وينظر الرسول ﷺ. في وجه عمرو بن الجموح ثم يقول {{ والذي نفسي بيده لقد رأيت عمرو بن الجموح يطأ في الجنه بعرجته }} ثم ألتفت لأصحابه وقال : _اجعلوا {{ عبدالله بن عمرو بن حرام ، وعمرو بن الجموح في قبر واحدٍ ، فإنهما كانا في الدنيا متحابَّين متصافِيَين }} ولما وقع سيل أحد وانكشفت اجساد شهداء احد وكان جابر ابنه من جملة الحاضرين فوجدوا شهداء أُحد : ليِّنةً أجسادُهم ، تتثنَّى أطرافُهم [[ مش متيبسة اجسادهم ]] ونظر جابر إلى والده وزوجِ عمَّته يقول جابر :_ فوالذي بعث محمداً بالحق لقد وجدتهما ، كأنهما نائمان، ولا تُفارق الابتسامةُ شفاههما اغتباطا بلقاء الله عندما نصل للغزوات هنالك قصص كثيرة ودروس وعبر سنذكرها ولكن احببت ان اذكر قصة عمرو بن الجموح للعبرة  أريتم كيف كانت بداية عمرو بن الجموح يعبد صنم من خشب وكيف كانت نهايته عند وفاته [[ فأياكم أن تحكموا على أي شخص ، ولو كان على معصية ، فلا نعلم ماذا يختم الله له به حياته ، ارحموا عباد الله جميعا ، وادعو الله لهم بالهداية ، ولا ننسى كما اخبرنا النبي ﷺ. ، في آخر الزمن ان هناك جند الله الذين يكونون مع المهدي يعرفهم النبي باسماءهم واسماء آبائهم ، وهناك معركة تكون في اخر الزمان تحت قيادة المهدي يقول الرسول ﷺ. عن شهدائها خير شهداء الله على الارض تخيلوا فالخير في هذه الأمة الى يوم الدين ، لا تنظروا الى انفسكم بأنكم صغار ، كل من قال لا اله الا الله محمد رسول الله ثم استقام فهو عند الله عظيم ، ممكن انت تكون منهم ، ممكن ابنك ، ممكن صديقك الذي تراه قائم على المعاصي ، فلا تحكموا على الناس ، فلا يعلم الخواتم إلا الله جل في علاه ]] فالسيرة للتأسي لا للتسلي ، فهي منهاج حياة استقيموا يرحمني ويرحمكم الله فوقف عمرو بن الجموح بين يدي الصنم معتمداً على رجله الصحيحة [[ تعظيماً واحتراماً للصنم مناف ]] ثم حمد الصنم وأثنى عليه ثم قال :_ يا مناف .. لا ريب أنك قد علمت بخبر هذا القادم .. ولا يريد أحداً بسوء سواك .. وإنما ينهانا عن عبادتك .. فأشِرْ عليّ يا مناف ثم تركه وخرج ، فلما أظلم الليل جاء ابنه وصديقه معاذ بن جبل و إتفقوا أن يذهبوا إلى هذا الصنم في الليل ويأخذوه ويرموه في حفرة التي يكون فيها أوساخ الناس فلما أصبح عمرو وذهب إلى صنمه كي يعبده بحث عنه فلم يجده فخرج ويسأل من إعتدى على آلهتي الليلة ؟ فلا أحد يجيبه [[ فيضحك الشابان وينظران ماذا سيصنع ]] فيبحث عنه فيجده مُلقى في حفرة القذرات والنجاسات .. فيأخذه ويغسله ، ويطهره ، ويطيبه ثم يرجعه إلى داره يعبده فإذا كانت الليلة الثانية ذهبوا في الليل ، وأخذوه وصنعوا به كما صنعوا بالمرة الأولى فلما تكرر الفعل قال عمرو بن الجموح على مسمع الناس يخاطب الصنم

Comments