قصة انشقاق القمر من القصص الدينية التي وردت في الإسلام، وتُعتبر من المعجزات التي نسبت إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ورد ذكر هذه الحادثة في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية. ### النص القرآني: ذكرت حادثة انشقاق القمر في سورة القمر، حيث يقول الله تعالى: **{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)}** [سورة القمر: 1-2]. ### القصة: وفقًا للروايات الإسلامية، طلب بعض المشركين من النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يُريهم آية تدل على صدق نبوته، فدعا الله تعالى فانشق القمر إلى نصفين، بحيث أصبح كل نصف مرئيًا بشكل واضح. ثم عاد القمر إلى وضعه الطبيعي. ومع هذه المعجزة الباهرة، استمر بعض المشركين في التكذيب ووصفوا ما حدث بأنه سحر. ### الروايات الحديثية: وردت عدة أحاديث تؤكد هذه الحادثة، منها ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: **"انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهدوا"** (رواه البخاري ومسلم). ### التفسير والعبرة: 1. **معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم**: تُعتبر هذه الحادثة دليلًا على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أيده الله بمعجزة مرئية. 2. **اختبار للإيمان**: على الرغم من وضوح المعجزة، استمر بعض المشركين في الإنكار، مما يدل على أن الإيمان ليس مرتبطًا فقط بالمعجزات، بل بالقلوب التي تقبل الحق. 3. **دلالة على قرب الساعة**: اقتران انشقاق القمر بذكر اقتراب الساعة في الآية يدل على أن هذه الحادثة من علامات القيامة الصغرى. ### الجدل العلمي: بعض العلماء والمفكرين حاولوا تفسير انشقاق القمر بشكل علمي، ولكن الحادثة تبقى معجزة خارقة للعادة، لا تخضع بالضرورة للتفسيرات العلمية المألوفة. في النهاية، قصة انشقاق القمر تبقى من المعجزات التي تؤكد صدق النبي صلى الله عليه وسلم وعظمة القرآن الكريم.