صَفْوْ.♡︎| Safw
صَفْوْ.♡︎| Safw
February 16, 2025 at 02:23 PM
‏ما سر تنوع عبارات الخضر في قوله: لما خرق السفينة قال: (فَأَرَدتُ) لما قتل الغُلام قال: (فَأَرَدنا) لما بنى الجدار قال: (فَأَرادَ رَبُّكَ) ‏(فَأَرَدْتُ): (فَأَرَدتُ أَن أَعِيبَها) لما كان خرق السفينة إفسادًا ظاهِرًا نَسَبه إلى نفسه تأدبًا مع الله تعالى ‏(فَأَرَدنا) : (فَأَرَدنا أَن يُبدِلَهُما رَبُّهُما) جاء بالجمع، لأن في القتل إفسادًا فنسبه إلى نفسه، وفي التبديل إنعامًا فنسبه الى اللّٰه تعالى ‏(فَأَرادَ) : {فَأَرادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغا أَشُدَّهُما} لما كان أمر اليتيمين فيه خير عظيم وصلاح لهما، نسبه على الأصل إلى الله تعالى. ‏الطريقة المعهودة في القرآن الكريم هي أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله سبحانه وتعالى ، فيذكر فاعلها منسوبة إليه ولا يبني الفعل معها للمفعول، فإذا جيء بأفعال العدل والجزاء والعقوبة حذف وبني الفعل معها للمفعول أدبا في الخطاب، وإضافته إلى الله تعالى أشرف قسمي أفعاله ‏فمنه قوله تعالى : (اهْدِنَا الصَّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) . يعني أنه في الإنعام قال : (أنعمت) وفي الغضب قال : الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) ولم يقل : غضبت عليهم ‏ونظيره قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام (الَّذي خَلَقَني فَهُوَ يَهدين* وَالَّذي هُوَ يُطعِمُني وَيَسقين* وَإِذا مَرِضتُ فَهُوَ يَشفين) فنسب الخلق والهداية والإحسان بالطعام والسقي إلى الله تعالى، ولما جاء إلى ذكر المرض قال: (وإذا مرضت) ولم يقل: (أمرضني) وقال: (فهو يشفين) ‏ومنه قوله تعالى حكاية عن مؤمني الجن : (وَأَنَّا لا نَدري أَشَرٌّ أُريدَ بِمَن فِي الأَرضِ أَم أَرادَ بِهِم رَبُّهُم رشّدا) فنسبوا إرادة الرشد إلى الرب ، وحذفوا فاعل إرادة الشر ، وبنوا الفعل للمفعول .
❤️ 💜 7

Comments