
وكالة المشهد السوري
February 27, 2025 at 03:18 AM
من المعيب على أي سوري وخاصة أولئك الذين يتجولون في باحات القصر والعاملين في هرم السلطة والمنظمين أو المشاركين في مؤتمرات الحوار الوطني استخدام هكذا خطاب مقزز، خطاب يفتت الوطن السوري، ويسيء لمحافظة ويرهب طائفة من طائفة.
لم يكن لأبناء إدلب أي مشكلة مع أي سوري، عاش فيها المسيحيين في ادلب المدينة وريف جسر الشغور، عاش فيها الدروز في جبل السماق، وعاش الشيعة في كفريا والفوعة، وعاش العلويين في أقصى غرب ريف جسر الشعور.
كلهم يشهدون بطيب ومعشر وحسن تعامل أهل إدلب، كلهم أصدقاء حتى الآن إلا أهل كفريا والفوعة الذين اختاروا الإصطفاف إلى جانب القاتل الأسد، وخسروا جيرانهم بعد أن قتلوا من جيرانهم ما قتلوا، ودمروا من محيطهم ما دمروا، هؤلاء فقط عاداهم أهل إدلب نتيجة لأفعالهم.
من المعيب تصدير إدلب بهذه الصورة.
هذا تهديد علني، إن لم تنصاعوا سنفلت عليكم أهل إدلب، وكأن أهل إدلب وحوشاً يأكلون الآخرين، معارضين أو أقليات دينية أو طائفية أو عرقية.
إدلب ليست أداة قمع وتخويف وترهيب.
لم تكن ولن تكون إدلب بعبعاً للآخرين من السوريين.
قدم أبناء إدلب دماءهم على درب النضال لتحرير هذا الوطن وكسر الدكتاتور، لكنهم لم يكونوا ضد الآخرين من أبناء بلدهم.
لم يكونوا أصحاب نزعة انتقامية، ولو كانو كذلك لما انتظروا حتى اليوم، بل كانوا فعلوا ما يريدون عندما لم يكن هناك دولة، وعندما وجدوا منازلهم بلا أسقف.
مسألة تأديب المجرمين هذه شأن الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، وهي التي تلام على تقصيرها في ضبط الأمن وإنهاء العصابات المسلحة التي تزعزع الأمن.
أما تصديرها على أنها الحامي للأقليات من هجوم أهل إدلب فهذا كذب وبهتان.
سب الصحابة أمر لا يرضى به أحد، لكن أهل إدلب ليسوا مخولين لمحاسبة الآخر، إن كانت الدولة مدنية فهذه مهمة القانون والسلطة، وإن كانت دينية فالحاكم هو المخول بتطبيق الحدود وليس العامة.
لسنوات كان تيار جهادي معين يقول عن إدلب أنها كيان سني، وعن الآخرين نصيرية وروافض و…الخ، بينما كنا تقول أن إدلب محافظة سورية، ليست كياناً دينياً، مؤخراً إرتدى أصحاب هذا التيار بزات رسمية وادعوا حرصهم على دولة المواطنة، هذا شأنهم ونأمل أن يكونوا حقاً كذلك، لكن أن يلقي أحد بتهم التشدد على أهل إدلب فهذا ما لا تقبله.
المتشددين المتبقين في هذا الوطن هم من تياركم أو من مخلفات تنظيمات سابقة أقمتوها، من لم يتحمل التغيير في جسم جماعتكم بقي في إدلب بحكم الجغرافيا، بحكم إقامته فيها خلال السنوات الماضية، ليس لأنه أهل إدلب أو يمثل أهل إدلب، حتى أنتم تنفون عناصركم الأكثر تشدداً للخدمة في إدلب.
أهل إدلب اليوم منشغلون بين منازلهم المدمرة، وخيامهم الممزقة، يحاولون تضميد جراحهم، والنهوض مجدداً للبدء من تحت الصفر برحلة البناء التي تركوا فيها وحيدين بعد كل الذي قدموه.
أكرر بأن أهل إدلب أهل كرم وعشرة وجيرة، احتضنوا السوريين من كل المحافظات وليسوا وحوشاً لتهديد وتخويف الآخر.
ومن خرج البارحة يحاضر على ضابط في جيش بلاده ويعلمه مهامه، عليه أن يعلم مهمته، ويلتزم بها، ويعتذر للسوريين عن خطابه المقزز.
لو كان المنشور محصور بشخص الناشر لتواصلت معه لحذفه والاعتذار، لكنه رسالة عامة كي لا يحاول أحد تصدير إدلب على أنها بعبع للأقليات وغيرهم.
لمتابعة اخبار درع الفرات
اضغط على الرابط
https://t.me/mhfupd
👍
❤️
😂
😢
😮
🙏
650