يا طويل أسمر -------------- عارف احمد سيف الميرابي -------------- قـلـبـي احــبـك يـــا طــويـل اسـمـر يـا مـن حـويت فـن الـقوام و منظر سُـمـرة خــدودك تـهـز لــي عـظامي و الــقــد يــهــز الـقـلـب اذا تـخـطـر سحر العيون يرعش ثقوب مسامي و احــس فــي روحـي هـواك يـكبر فـينشرح صـدري حـين اراك امامي و الـحـسـن فــيـك ابــصـره مـصـور يــا اسـمـري ارحــم قـلـيب ظـامـي بـــده بـرشـفـه مـــن لــمـاك لـيـسكر لــم يـرويـه هـطل الـغيث و الـغمام مـهـما اسـتـمر الـغـيم عـلـيه يـمـطر طـيـفك جـليس الـعين فـي مـنامي اذا انــتـهـى مــــن جــديــد تــكــرر اتـخـيـلـك فـــي عـنـفـوان قـيـامـي كـلـمـا غـفـوت عـنـك الـفـواد تـذكـر حــبـك بـجـسمي و الـعـروق نـامـي وفــي عـظـامي و الـصـميم مـبـعثر فــلا يـجوز بـس تـحرقني بـالسهامِ و تــتـرك الـنـار فــي الـفـواد تـسـعر امـــام طــرفـك اعـلـنـت انـهـزامـي و اسـلمت حواسي للطريف الأحور و هـبـت لــك شـوقـي مــع غـرامـي و كـل شـي صـار بين يديك محضر بالله عـلـيـك كــم شـطـول هـيـامي وكـم شـكون ارقـب هـواك و اسـهر فـلـو سـمـحت مـره شـرف خـيامي و شـــرق عـلـيـها بـالـجـبين الأنــور أذكـي الـحياة يـا زيـن في حطامي و اعــيـد لـــي بـالـضـم مـــا تـكـسر و سـمـح لــي انــزل فـيك انـتقامي وقــبـلـك فــــي صــــدرك الـمـنـحـر شرح قصيدة "يا طويل أسمر" مقدمة: قصيدة "يا طويل أسمر" هي قصيدة غزلية للشاعر اليمني عارف أحمد سيف الميرابي، يعبر فيها عن حبه وهيامه بحبيبه الأسمر طويل القامة. القصيدة مليئة بالصور الشعرية الجميلة والأحاسيس المرهفة، وتجسد براعة الشاعر في استخدام اللغة العربية للتعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية. شرح الأبيات: * قلبي احبك يا طويل أسمر: يبدأ الشاعر قصيدته بالتعبير عن حبه الشديد للمحبوب الأسمر الطويل القامة. * يا من حويت فن القوام ومنظر: يصف الشاعر المحبوب بأنه يمتلك جمالاً وجاذبية لا مثيل لهما، حيث يجمع بين حسن القوام وجمال المنظر. * سمرة خدودك تهز لي عظامي: يشير الشاعر إلى أن سمرة خدود المحبوب تثير فيه مشاعر قوية تكاد تهز عظامه. * والقد يهز القلب إذا تخطر: يصف الشاعر كيف أن حركة المحبوب وخطواته تثير قلبه وتجعله يخفق بشدة. * سحر العيون يرعش ثقوب مسامي: يوضح الشاعر أن نظرات عيون المحبوب الساحرة تخترق مسامه وتجعله يشعر بالرعشة. * وأحس في روحي هواك يكبر: يؤكد الشاعر على أن حبه للمحبوب يزداد ويكبر يومًا بعد يوم. * فينشرح صدري حين أراك أمامي: يعبر الشاعر عن سعادته الغامرة عندما يرى المحبوب أمامه. * والحسن فيك أبصره مصور: يرى الشاعر الجمال متجسدًا في صورة المحبوب. * يا أسمري ارحم قليبي ظامي: يتوسل الشاعر إلى المحبوب الأسمر أن يرحم قلبه العطشان إلى حبه. * بده برشفة من لماك ليسكر: يطلب الشاعر من المحبوب أن يروي عطشه بقبلة من شفتيه. * لم يرويه هطل الغيث والغمام: يؤكد الشاعر على أن قلبه لن يرتوي إلا بحب المحبوب، حتى لو أمطرت السماء بغزارة. * مهما استمر الغيم عليه يمطر: يكرر الشاعر نفس المعنى، ويؤكد على أن حب المحبوب هو فقط ما يروي قلبه. * طيفك جليس العين في منامي: يصف الشاعر كيف أن طيف المحبوب يزوره في أحلامه ويبقى معه حتى في نومه. * إذا انتهى من جديد تكرر: يشير الشاعر إلى أن طيف المحبوب يعود للظهور في أحلامه مرة أخرى بعد أن يختفي. * أتخيلك في عنفوان قيامي: يتخيل الشاعر المحبوب في كل لحظة من لحظات حياته، حتى في لحظات نشاطه وحيويته. * كلما غفوت عنك الفؤاد تذكر: يوضح الشاعر أن قلبه لا ينسى المحبوب حتى في لحظات غفلته ونومه. * حبك بجسمي والعروق نامي: يؤكد الشاعر على أن حب المحبوب قد تغلغل في جسمه وعروقه وسكن فيهما. * وفي عظامي والصميم مبعثر: يوضح الشاعر أن حب المحبوب قد انتشر في جميع أنحاء جسمه، حتى وصل إلى عظامه وأعمق جزء في قلبه. * فلا يجوز بس تحرقني بالسهام: يتوسل الشاعر إلى المحبوب ألا يحرقه بنظراته القاتلة. * وتترك النار في الفؤاد تسعر: يحذر الشاعر المحبوب من أن نظراته قد تشعل نار الحب في قلبه. * أمام طرفك أعلنت انهزامي: يعترف الشاعر بأنه قد استسلم تمامًا لجمال المحبوب وسحره. * وأسلمت حواسي للطريف الأحور: يشير الشاعر إلى أنه قد فقد السيطرة على حواسه أمام جمال المحبوب. * وهبت لك شوقي مع غرامي: يؤكد الشاعر على أنه قد وهب كل مشاعره وأحاسيسه للمحبوب. * وكل شي صار بين يديك محضر: يشير الشاعر إلى أنه مستعد لفعل أي شيء من أجل المحبوب. * بالله عليك كم شطول هيامي: يتساءل الشاعر عن المدة التي سيستمر فيها هيامه وحبه للمحبوب. * وكم شكون أرقب هواك وأسهر: يوضح الشاعر أنه ينتظر بفارغ الصبر أن يبادله المحبوب نفس المشاعر. * فلو سمحت مرة شرف خيامي: يتمنى الشاعر أن يسمح له المحبوب بزيارته في خيامه. * وشرق عليها بالجبين الأنور: يدعو الشاعر المحبوب إلى أن يضيء خيامه بجماله ونوره. * أذكي الحياة يا زين في حطامي: يتمنى الشاعر أن يعيد المحبوب الحياة إلى قلبه المحطم. * وأعد لي بالضم ما تكسر: يطلب الشاعر من المحبوب أن يضمه إليه ويصلح ما تكسر في قلبه. * وسمح لي أنزل فيك انتقامي: يعبر الشاعر عن رغبته في أن ينتقم من المحبوب بطريقة ما، ولكن انتقامًا من نوع خاص، وهو أن يحظى بقبلة منه. * وأقبلك في صدرك المنحر: يتمنى الشاعر أن يقبل المحبوب في صدره. الخلاصة: قصيدة "يا طويل أسمر" هي قصيدة غزلية رائعة تعبر عن حب شديد وهيام بالمحبوب. القصيدة مليئة بالصور الشعرية الجميلة والأحاسيس المرهفة، وتجسد براعة الشاعر في استخدام اللغة العربية للتعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية.