كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ما يصوم في #شعبان، وعندما سئل عن سبب ذلك؟ قال ذاك شهر يغفل عنه الناس بين رجب و#رمضان، وكثير من الناس على هدي النبي سائرون، لكن هناك من قد يفتر عزمه، ويقل حماسه، فيغفل عن صيامه، ويقبل على رمضان دون أي استعداد، سواء بالصيام، أو قراءة القرآن، أو قيام ليل، ويحرم نفسه من خير الدعاء، إذا كنت واحدًا من هؤلاء إياك أن تيأس، فلم الفرصة تفتك بعد، ولا زال هناك في الشهر متسع ووقت يمكنك أن تستثمره، وتعوض فيه ما فاتك، فتصوم فيما بقي منه من أيام، وتلهج لسانك بالدعاء والاستغفار، وتصلي ولو ركعتين خفيفتين عقب صلاة العشاء كل ليلة، بنية قيام الليل، وفي معاملاتك وأخلاقك مع الناس استحضر روح رمضان وأخلاق شهر الصوم، تحل بالصبر، واعف عن المسيء، وأكثر من إخراج الصدقات، وساعد المحتاجين والضعفاء، حتى إذا ما استقبلت رمضان، كانت لياقتك الإيمانية في أعلى مستوياتها، وارتوى القلب بالذكر، كان الدعاء فيه يسيرًا على اللسان، وداومت على الذكر والاستغفار، واعتدت على فعل الطيبات، وأصبح قيام الليل خلوة ونزهة روحية لك، وسارعت إلى إخراج الصدقات بدون تفكير أو تردد، ما دمت قد ألفت ذلك وأصبح أمرًا معتادًا في ساعات يومك، حتى تخرج من رمضان أفضل مما كنت، بروح يملؤها اليقين في رحمة الله وعفوه، وتحليت بـأخلاقه طول العام، فابدأ من الآن، وسارع لاستتثمار ما بقي من شعبان، ولا تستقل فعل الطاعة ولو صغيرًا.