وَذَكِّــرْ
وَذَكِّــرْ
February 18, 2025 at 04:19 AM
#شرح_الحديث :🍃 في هذا الحَديثِ يَقولُ النبي ﷺ : مَن شَهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصًا مِن قَلبِه -أو يَقينًا مِن قَلبِه- لم يَدخُلِ النارَ -أو دَخَلَ الجَنَّةَ-، وقالَ مَرَّةً: دَخَلَ الجَنَّةَ، ولم تَمَسَّه النارُ"، والمَعنى: أنَّ مَن شَهِدَ للهِ بالتَّوحيدِ ولِمُحمَّدٍ بالرِّسالةِ، وماتَ على ذلك وهو مُتَيقِّنٌ مِنْ مَعنَيَيْهما وعَمِلَ بمُقتَضى ذلك، وَقاه اللهُ النارَ، وأدخَلَه الجَنَّةَ بفَضلِه ابتِداءً، أو بَعدَ عِقابٍ على ما كانَ مِنَ العَمَلِ؛ فأهلُ التَّوحيدِ سَيدخُلونَ الجَنَّةَ وإنْ عُذِّبوا بالنارِ بذُنوبِهم؛ فإنَّهم لا يُخَلَّدونَ في النارِ؛ فكَلِمةُ التَّوحيدِ هي كَلِمةُ التَّقوى، وهي كَلِمةُ الإخلاصِ، وشَهادةُ الحَقِّ، ودَعوةُ الحَقِّ، وبَراءةٌ مِنَ الشِّركِ، ولِأجْلِها خُلِقَ الخَلقُ، كما قالَ تَعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات: 56، ولِأجْلِها أُرسِلَتِ الرُّسُلُ وأُنزِلَتِ الكُتُبُ، قالَ تَعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} الأنبياء: 25، وقالَ تَعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} النحل: 2. وفي الحَديثِ: أنَّ لِلعالِمِ أنْ يَخُصَّ بالعِلْمِ قَومًا دونَ قَومٍ؛ لِمَا يَعلَمُه مِن ضَبطِ مَن خَصَّهم وصِحَّةِ فَهْمِهم، وألَّا يَبذُلَ المَعنى اللَّطيفَ لِمَن لا يَستأْهِلُه مِنَ الطَّلَبةِ ومَن يَخافُ عليه التَّرخُّصَ والاتِّكالَ؛ لِضَعفِ فَهْمِه.

Comments