منتدى قضايا الثورة
February 12, 2025 at 05:23 PM
الائتلاف السوري.. مسيرة ذل تكلّلت بالهَوان، فهل من معتبر؟
أفادت مصادر إعلامية سورية بأن ما يُعرف بـ"الائتلاف الوطني السوري" أغلق مكتبه في إسطنبول وأبلغ موظفيه بانتهاء عملهم مع إمكانية دمجهم في مؤسسات الدولة السورية. وبعد ساعات من هذا الخبر التقى الرئيس السوري، أحمد الشرع، وفداً من الائتلاف وهيئة التفاوض في قصر الشعب بدمشق، لتسليمه الملفات الخاصة بعمل المؤسستين تمهيداً لإعلان حلهما، وفق بيان لرئاسة الجمهورية.
إن مسيرة الائتلاف تصلح أن تكون مثالاً صارخاً على عواقب الارتباط بالغرب وانفصال المرء عن شعبه وأمته. فهذه الهيئة السياسية التي أُنشئت برعاية سفارات الدول الإقليمية والغربية ما فتئت منذ عام 2012 تقدّم التنازلات، وتتخذ خطوات مضرّة بالثورة السورية، فمن القبول بإعلان جنيف إلى مؤتمري فيينا والرياض، إلى القرار 2254 والاستمساك به، إلى الدخول في لعبة تمطيط الوقت الدولية، المسمَّاة بـ"اللجنة الدستورية"، هذا دون الحديث باستفاضة عن الفساد المالي الذي تلبّس به عدد من أعضاء الائتلاف، فضلاً عن عقلية المحاصصة فيما يتعلق بالمناصب.
نعم، لقد فعل الائتلاف كل ذلك، ووضع كل بيضه في سلّة الغرب، ولم يردَّ يد لامس، طمعاً بأن يكون له دور سيادي في سوريا الجديدة، سواء بالتشارك مع نظام الأسد، أو بدونه. لكن ماذا حصل في نهاية المطاف؟ لقد نبذته الدول التي شغّلته ولعبت به يمنة ويسرة، وفرضت عليه أن يحل نفسه، وأن يكون طوعَ بنان الحكومة الجديدة، وهو الذي كان يعارض القائمين على هذه الحكومة طوال السنوات الفائتة، وكان على خصام فكري وسياسي معهم، وهذه نتيجة طبيعية لمن ارتضى أن يكون تابعاً فاقد القرار، مسلوب الإرادة، مناقِضاً أهداف الثورة ومصالح الأمة، فمن رفَعَك اليوم -مِن الدول- يُسقِطك غداً وفق برامجه وأهدافه.
إن النتيجة التي آل إليها الائتلاف يجب أن تكون عبرة لكل من يمارس السياسة، سواء أكان حزباً أو تياراً أو حكومة، أن النجاح الحقيقي ينبغي أن يقوم على شرطين، الأول هو الانطلاق من الثقافة الإسلامية في البرنامج السياسي دون تبنّي العلمانية والليبرالية، والآخر هو الاستناد على الشعب والأمة وعدم الارتهان إلى دول الغرب وتوابعها في المنطقة. أما مَن يفعل خلاف ذلك فقد يصنع نفوذاً، ويحصل على امتيازات مرحلية، وقد يبقى في الحكم لسنوات، لكن السقوط المدوّي سيكون مصيره الحتمي في آخِر الأمر؛ وما حصل مع المتنازِلين، المهرولين نحو "الباشا الغربي" في دول الثورات، هو خير برهان، والسعيد من اتعظ بغيره.
أحمد سعد/ ناشط سياسي.
لمتابعتنا على وسائل التواصل:
تيليجرام:
https://t.me/sawrah
قناة واتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VaBxqtfGE56llFmEu62N
تويتر:
https://twitter.com/muntadaqadaya
انستغرام:
https://www.instagram.com/muntadaqadaya/
فيسبوك:
https://www.facebook.com/muntadaqadaya
#منتدى_قضايا_الثورة
#الثورة_السورية
#قضايا
👍
❤️
😂
4