
منتدى قضايا الثورة
February 24, 2025 at 01:50 PM
تصريحات نتنياهو تخرق أسطوانة السلام والتنمية في سوريا
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. هذا أدق وصف ينطبق على واقع الحكومة السورية الجديدة، التي بينما تعمل لتثبيت إستراتيجية "السلام والتنمية" المستوحاة من إستراتيجية تركيا "صفر مشكلات" جاءها رئيس الحكومة الصهيوني، بنيامين نتنياهو، ليقول معربداً إنهم لن يسمحوا للجيش الجديد بدخول محافظات جنوب سوريا، درعا السويداء والقنيطرة، وإنهم لن يتسامحوا مع أي تهديد للطائفة الدرزية؛ ليفرض بذلك تحدياً كبيراً على الرئيس أحمد الشرع ورفاقه، لم يكونوا يحسبون حساباً له.
في الحقيقة، إذا نظرنا للمشهد على نحو واسع، سنرى أن ملامح الضعف والتردد التي ظهرت على وجه الإدارة الجديدة، هي التي دفعت الأمور إلى هذا المنحى، فالضعف في التعاطي مع كيان الاحتلال برز من خلال عدم إبداء أية ردة فعل -ولو حتى بالأقوال- تُجاه خطواته الاعتدائية صَبيحة سقوط نظام الأسد، بدءاً من قصف الأسلحة الثقيلة، مروراً باحتلال مرتفعات جبل الشيخ، وانتهاءً بتوسيع المنطقة العازلة واقتحام قرى في القنيطرة ودرعا وحتى ريف دمشق. يُضاف إلى ذلك تصريحات داعية إلى السلام أو تقبل بالسلام مع الكيان ظهرت على لسان محافظ دمشق، ثم الرئيس السوري، ظانّين بذلك أنها ستكفّ شرّهم عن سوريا الجديدة، غير مدركين أن هؤلاء الضالين المجرمين يتمادون حينما يروا ضعفاً على خصمهم، ويتطاولون إذا رأوا منه مسكنةً وتراجعاً، وإن سنواتٍ طويلة من سياستهم مع الفصائل الفلسطينية ودول المنطقة ينبغي أن تعطينا تصوراً يقينياً عن نهجهم، والطريقة الأمثل في التعامل معهم.
هذا عن الضعف، أما التردد فقد ظهر في ملفات قسد شمال شرقي سوريا، والسويداء جنوبي البلاد، إذ إن حساب الحكومة الجديدة لردة فعل الولايات المتحدة فيما يتعلق بقسد، ومحاولتها التملُّص من تهمة اضطهاد الأقليات فيما يتعلق بالسويداء، جعلها لا تضع ثقلها لتحرير المناطق المحتلة من الانفصاليين، ولا تفرض سيطرتها على السويداء، وهذا ما جعل هاتين المنطقتين خنجراً في ظهر الحكومة وأهل البلاد، ومسمار جحا للأطراف الدولية للتدخل والابتزاز وفرض السيطرة. ولو أن إدارة الشرع استغلت لحظات التحرير الأولى، حيث كان الجميع مندهشاً، بما فيهم الغرب، بالتطورات السريعة، لو استغلّتها بتحرير شمال شرقي سوريا، وبسط الهيمنة على كامل جغرافيا البلاد، لما خرج نتنياهو ليرعد ويزبد بشأن الجنوب السوري.
رغم كل ذلك، فإن الأوان لم يفت بعد، حيث إن الحكومة تمتلك فرصة لإفشال مخططات المحتل الإسرائيلي في إضعاف البلاد وتقسيمها أو فدرلتها، وذلك يعتمد على عدة خطوات، أولها حسم ملف الهوية من خلال إقامة الدستور والقوانين على أساس الإسلام، والتوقف عن تضييع الوقت بـ"حوارات وطنية" لا تسمن ولا تغني من جوع. وثانيها التوجه سريعاً لنشر قوات في محافظات الجنوب السوري، وإرغام قوات الاحتلال على الخروج من المناطق التي دخلتها حديثاً. وثالثها تحرير مناطق شمال شرقي سوريا، دون التفكير بالموقف الأميركي ومدى رفضه أو قبوله بهذه الخطوة.
إن هذه الإجراءات تقوّي البلاد، وتردع العدو، وتخيف العملاء وأصحاب الفتن، فالقوة والحزم أمران لازمان في التعامل مع التحديات العسكرية والأمنية التي تواجهها أية دولة، حتى ولو كانت مستقرة، فما بالنا بدولة وليدة جديدة؟ أما السكوت والتهاون والتردد والدبلوماسية فهي لا تحرر أرضاً ولا تُبعِد عدواً، قال الله تعالى: (لَقَدۡ أَرۡسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَیِّنَـٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْمِیزَانَ لِیَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسۡطِۖ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِیدَ فِیهِ بَأۡسࣱ شَدِیدࣱ وَمَنَـٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِیَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَیْبِۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزࣱ). وقال الخليفة أبو جعفر المنصور: إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ... فإن فسادَ الرأي أن تَتردَّدا - ولا تُمهل الأعداء يوماً بِقُدرةٍ... وبادرهُمُ أنْ يملكوا مِثلها غَدَا.
أحمد سعد/ ناشط سياسي.
يمكنكم الوصول لمواد مقترحة لدستور سوريا الجديد عبر الرابط:
https://drive.google.com/file/d/140WwgK3pU62ncHE9gtXvRG0okh3lJxdc/view?usp=drivesdk
#منتدى_قضايا_الثورة
#دستور_سوريا_الجديد
#قضايا
👍
❤️
6