تذمر كبير من تحضيرات مؤتمر الحوار الوطني منذ وصول بيدرسون -المبعوث الأممي لسوريا- إلى دمشق بعد سقوط النظام، وهو يؤطر عملية الانتقال السياسي وكيف يجب أن تتم، ويطلع المجتمع الدولي على التطورات التي تجري على الأرض لحظة بلحظة من خلال تقاريره ومساعديه المتواجدون في دمشق، فقال في لقاء خاص مع العربية: "عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري بأقرب وقت يطمئن الداخل والخارج، ويجب أن يخرج بخارطة طريق واضحة المعالم"، وأضاف: "إدارة سوريا الانتقالية لن تستغني عن أي من مكونات الشعب بمؤتمر الحوار". وأشار إلى أن الأمم المتحدة تلقت "ضمانات بأن تكون هناك هيئة انتقالية في سوريا خلال 3 أشهر، وتضم كل المكونات السورية". العربية نت. 12/ 1/ 2025م. ولعل هذا ما يفسر وجود الإجراءات غير المرغوب فيها في جلسات الاستماع لمؤتمر الحوار الوطني؛ حيث كان هناك وجود بارز لأتباع النظام البائد، وتهميش ظاهر للثوار الذين على جثثهم وآلامهم أسقط النظام، كما وتمت دعوة أناس يعدهم السوريون "سقط المجتمع" من ممثلين وتافهين على مواقع التواصل الاجتماعي، كما وكان هناك تغييب ظاهر لأي مشهد يعبر عن طبيعة أهل سوريا المسلمين، فالثورة التي كانت شعاراتها: "هي لله هي لله ولتحكيم شرع الله" و "قائدنا للأبد سيدنا محمد" و "يا الله مالنا غيرك يا الله"، غيبت؛ ليصبح الشعار في مؤتمر الحوار الوطني: "الدين لله والوطن للجميع". إن حالة التذمر من قبل أهل الثورة وهم يرون أهداف ثورتهم تسقط واحدة تلو الأخرى، ويرون الموظف الغربي "بيدرسون" وهو يتحكم بمصائرهم لخدمة بلده؛ ويرون أن دماء مجاهديهم التي قدمت في سبيل الله ولإعلاء شرع الله تقصى جانبا؛ بل وتوضع أثمانا للمفاوضة عليها مقابل كراسي حكم، لأمر جدير باستفزازهم؛ بل ومؤذن بانفجار لا تتوقع عواقبه، فعلى القائمين على الحكم اليوم أن يعوا أن بيضة القبان في سوريا هم ثوارها المسلمون، وأن أي إقصاء لهم أو تهميش لدورهم ومطالبهم ستكون عواقبه كارثية عليهم، وعليهم أن يقطعوا يد الغرب العابثة اليوم قبل الغد، وأن يعلموا أن السلطان -وكراسي الحكم- إن أرادوه فاليطلبوه من أهله، وإلا فإن أهله سيستردونه عما قريب، ويوسدون الأمر لأهله، ﴿فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ﴾. عز الدين عويد أبو البشير/ ناشط سياسي. يمكنكم الوصول لمواد مقترحة لدستور سوريا الجديد عبر الرابط: https://drive.google.com/file/d/140WwgK3pU62ncHE9gtXvRG0okh3lJxdc/view?usp=drivesdk #منتدى_قضايا_الثورة #دستور_سوريا_الجديد #قضايا