*المسار العسكري في اليمن لن يتأخر* يقول ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات إن العودة إلى مسار خارطة الطريق في اليمن غير ممكنة عقب تصنيف الولايات المتحدة جماعة الحوثيين على قائمة الإرهاب، وإن المسار العسكري لن يتأخر، وإن جوهره ومنطقته وفعاليته ستكون من الساحل الغربي. ولفت إلى أن مشكلة المسار العسكري تكمن في كونه محكوما بعدد من العوامل خارج إرادة ترامب؛ وهي قدرة القوات في الساحل الغربي، وقرار السعودية، وموقع الإمارات منه. فلا معركة دون موافقة الرياض ولا حسم دون أبوظبي. وقال في حديث مع بودكاست موجز اليمن الذي ينتجه مركز صنعاء، إن اليمنيين يشعرون بالقلق من احتمال عودة حرب لا تنتهي بنتائج ولا تخلّصهم من الحوثيين كما جرى في سوريا. *إليكم أبرز ما جاء في الحوار:* المذحجي: تصنيف الحوثيين واحد من أهم القرارات لمستقبل اليمن، إذ يجر معه سلسلة من النتائج. أولا، يُغلق باب العملية السياسية. ونعني هنا خارطة الطريق التي تقودها الأمم المتحدة ورعتها السعودية. ثانيا، القرار يعزل الحوثيين تماما، ويصعّب على أي طرف أن يبادر في إدارة علاقة معهم، سواء بالنقاش السياسي، أو حتى التعامل معهم بما في ذلك استكشاف الخيارات. ثالثا، أي مستوى من العلاقة المالية والاقتصادية مع الجماعة سيكون مكلفا جدا. ويضع العدد الأكبر من اليمنيين تحت رحمة سلوك الحوثيين في استجابتهم لهذا التصنيف. المذحجي: تصنيف الحوثيين في السابق لم يُختبر بشكل حقيقي، بينما يأتي الآن بعد سنة ونصف من شن الجماعة هجمات في البحر الأحمر، وتضرر المصالح الدولية واستهداف واسع لإسرائيل. بالتالي، أرضية القرار مختلفة ونص القرار ذاته مختلف وأكثر تشددا، كما يستجيب لما قدمه الحوثيون عن أنفسهم باعتبارهم جماعة خطيرة للغاية. المذحجي: انكسار حزب الله يُغري الحوثيين بلعب دور قيادي بديل، وعبد الملك الحوثي يرى في نفسه الوريث لقيادة محور المقاومة. هذا الطموح وهذا البُعد النرجسي سيجعلهم يقفزون إلى الفراغ. الطابع الوحيد الذي أثبته الحوثيون خلال هذه الفترة الطويلة، هو أنهم أكثر جرأة وأكثر إيديولوجية وتماسكا مما يتوقعه الجميع، فلديهم منظور في السياسة، ومنظور في الوجود مُزعزع للاستقرار. وإذا كانت السعودية لم تدرك ذلك، فهذه مشكلة. المذحجي: السعودية لديها مرارة في فمها من حرب اليمن؛ وعلى مدى عشر سنوات لم يساعدها حلفاؤها في إنجاز تصور لمعركتها ضد الحوثيين، لذا عادت إلى مربع السياسة من زاوية استكشاف مصالحها مع الجماعة، لكن 7 أكتوبر عطّل هذا المسار. المذحجي: القوات في الساحل الغربي هي القوى المؤهلة لخوض المعركة ضد الحوثيين وهي قوى ليست حليفة للسعودية كما يجب. وأن يكون كل الشريط الساحلي اليمني غير صديق أو قريب من المملكة؛ فهذا مقلق لأي أحد في قصور الرياض. لكن الرياض وأبوظبي، قطعتا شوطا في التفاهم والتهدئة في اليمن، من خلال وقف الاشتباك الساخن بين حلفائهما. المذحجي: إدارة ترامب عدوانية تجاه الصين وإيران، وبالتالي هذا السلوك سيكون له سلسلة من التداعيات في إحدى أهم الساحات. طهران خسرت حزب الله ودمشق وإذا ما أرادت أن تصعّد، لم يعد لديها الكثير من الخيارات سوى فصائل الحشد الشعبي والحوثيين؛ لذا ستستخدم الحوثيين كمنصة متقدمة في إدارة التفاوض الخشن مع ترامب، بينما ستكون السعودية في جوهر هذا كله. المذحجي: منذ خمسينيات القرن الماضي تعود تركيا مرة أخرى للإطلالة على قلب المنطقة العربية عبر البوابة الدمشقية، والتحالفات الوثيقة بين الأتراك وحركة الإخوان في اليمن قد تكون عنصرا أو مفتاحا لإغراء تركيا بمد أصابعها إلى اليمن. المذحجي: عسكرة البحرالأحمر لن تنتهي قريبا، بل ستكون واحدة من أسباب توليد النزاع في واحدة من نقاط التماس بين المحور الإيراني والمحاور الأخرى. الأتراك لديهم طموح في شرق أفريقيا، والروس كان دائما لديهم طموح في الوجود بالقرب من جزيرة سواكن. أما الأمريكان، فأساطيلهم تجوب هذه المساحة وهم الأقوى والأكثر تماسكا. المذحجي: جماعة الحوثيين تعيش حاليا وضعا غير مسبوق يقوّض من فرصها. والعالم يدرك مخاطرها. ويمكن للحكومة اليمنية التقاط الفرصة في مواجهتها بعد عام ونصف من تبديد هذه الفرص، من خلال: - أن تكون هناك رؤية موحدة ومشتركة بين أطراف الحكومة تؤسس لمسار سياسي حقيقي وجاد، وحول ما يجب أن يكون في اليوم التالي. - بناء سردية واضحة محددة وواضحة الأهداف، تخلق مشتركات مع المجتمع الدولي. - بناء خطة استجابة اقتصادية تتعامل مع غياب الموارد، وتهديدات الحوثيين، والعلاقة المعقدة مع السعودية والإمارات. - تنسيق عسكري واضح يتضمن غرفة عمليات مشتركة تحدد تصورا واضحا لمسار إدارة معركة فعالة في مواجهة خصم بكتلة صلبة مثل الحوثيين. المذحجي: يجب -على الأقل أخلاقيا -أن يتجاوز مجلس القيادة الرئاسي معاركه الجانبية الصغيرة، والنظر بمسؤولية تجاه اليمنيين. هذا أمر حاسم وحيوي.