دليل خير أمة الدعوي
دليل خير أمة الدعوي
March 1, 2025 at 11:06 PM
سلسلةُ خـواطـرَ رمضـانيـة في فقـهِ الـدعاء الحلـقة ( ١ ) د. أبو غالب الحميري ⭕️ فضـل الــدُّعـاء: قال ﷺ : « الدعاءُ هو العبادة» ثم قرأ : ﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ﴾ [غافر: ٦٠] 📜صحيح الأدب المفرد (رقم ١٧٥٧) وقال ﷺ : «ليسَ شيءٌ أكرمَ على اللهِ من الدعاء». 📜صحيح الأدب المفرد (رقم ٥٤٩) وصح عن ابن عباس مرفوعاً : «أفضلُ العبادة الدعاء» وقرأ : ﴿وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم ﴾. 📜الصحيحة (رقم ١٥٧٩) دلت النصوص الثلاثة السابقة على أن الدعاءَ أفضل أنواع العبادة وأعلاها منزلة وشأنا، وأنه روحها ولبها وذلك لما يأتي : ١- لأن فيه غاية الافتقار والتضرع إلى الله المتضمن إظهار الضعف والحاجة له سبحانه . ٢- أن العبادة كلما كان القلب فيها أخشع والفكر فيها أجمع كانت أفضل وأكمل، والدعاء أقرب العبادات لتحقيق هذا المقصود، لأن حاجة العبد تدفعه للخشوع وحضور القلب. ٣- أن الدعاء ملازم للتوكل والاستعانة بالله تعالى، فالتـوكل هو اعتماد القلب على الله والثقة به في حصول المحبوب ودفع المكروه، والدعاء يقويه، بل يعبر عنه ويصرح به. ٤- أن الدعاء فيه خلاصة التعبد لله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا والإيمان بمقتضياتها، وذلك لأن الداعي لا يدعو إلا من وثق بإجابته، وعظيم كرمه، وقدرته على تحقيق سؤله، وكشف ضره، ومحبته لمن يسأله، وبغضه وعقابه لمن استكبر عن مسألته، الخ ... ٥- أن الدعاء مجاب في كل الأحوال ولا خيبات فيه أبداً، فإنه إما تحقيق مرغوب عاجل، وإما دفع مرهوب نازل، وإما ثواب مدخر آجل، وهو عبادة دائمة غير متوقفة على زمان ولا مكان ولا حال، بل يجب على العبد ملازمته في كل حال، وألا يفتر لسانه عنه ما دامت روحه في جسده، سواء تحقق مطلوبه أم لم يتحقق، فإنه في عبادة ورجاء ما لم يستحسر وينقطع . # يتبـع ...

Comments