🌕 *إِفَادَةُ الأَحِبَّةِ والخِلَّان* *بِنَكَارَةِ حدِيثِ النَّهْيِ عَنِ الصِّيامِ* *بَعدَ مُنتَصَفِ شَعبَان* ● السائل : عبد المنعم قليفيط -وفقه الله وسدَّده- من ليبيا -حرسها الله بالتَّوحِيد والسُّنَّة-: *السلام عليكم ورحمة الله وبركاته* حياكم الله وبارك فيكم شيخ زهير عندي سؤال يا شيخ : *هل يجوز صوم النصف الثاني من شعبان ؟* *وما هو ضابط ذلك ؟* بارك الله فيكم ■ *الجواب:* *وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته* *آمين وفيك يبارك الرحمن* *الحمد لله رب العالمين* ■ *وجوابا على سؤالك الهامِّ جِدًّا -والذي تكرَّرَ كثيرًا- أقول مُستعينا بالله تعالى:* *بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد:* فإنه يجوز للمسلم والمسلمة أن يصوما ما بعد النصف من شهر شعبان كسائر ما تقدَّم من أيام هذا الشهر المبارك المُرغَّبِ في صيامِهِ ؛ بلا كراهة ولا تحريم ؛ فإن الكراهة والتحريم حكمان شرعيان يفتقران إلى الدليل الشرعي الصحيح الصريح. ■ *والقول بجواز صوم النصف الأخير من شعبان من غير كراهة ولا تحريم هو مذهب جماهير أهل العلم -رحمهم الله تعالى-.* ■ وأمَّا حديث الباب المشهور في النهي عن الصيام بعد منتصف شعبان ؛ أعني حديثَ العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( *إذا انتصف شعبان فلا تصوموا* ) فهو حديث *ضعيف مُعلٌّ مُنكَرٌ* -على الصَّحيح- *عند أئمة الحديث وجهابذة عِلَلِه ؛ ولا يصح.* ● *وممَّن أعلَّه وضعفه من الأئمة النُّقاد الجهابذة:* ■ *أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي* ■ *وأبو عبد الله أحمد بن حنبل* ■ *وأبو زكرياء يحيى بن معين* ■ *وأبو بكر الأثرم* ■ *وأبو زرعة الرازي* ■ *وأبو الحسن الدار قطني* ■ *وأبو عبد الله الذهبي* ■ *وأبو الفرَج ابن رجب* ■ *وأبو عبد الرحمن مُقبل الوادعي من المُعاصرين* -رحمهم الله تعالى جميعا .. آمين- ● وقد نشرتُ العام الماضي -بفضل الله- جوابا في بيان ضعفه. ● وهذا بيانٌ آخرُ مثلُه في بيان نَكارتِهِ، وتَركِ عامَّة الأئمة للعمل به ؛ ■ فقد *حكَى الإمام الطحاوي -رحمه الله تعالى- الإجماعَ على تركِ العملِ به.* ● قلت : فإن لم يَكُن إجمَاعًا مُتيَقَّنًا فهو قولُ السَّوادِ الأعظمِ من الأئمةِ بلا رَيب. ■ *قال الحافظُ الناقدُ البصيرُ زينُ الدِّينِ ابنُ رجبٍ -رحمه الله تعالى-:* " • واخْتَلَفَ العلماءُ في *صحَّةِ هذا الحديثِ* ثمَّ في *العملِ بهِ* : • *فأمَّا تصحيحُهُ* : فصَحَّحَهُ غيرُ واحدٍ، منهُمُ التِّرْمِذِيُّ وابنُ حِبَّانَ والحاكِمُ والطَّحاوِيُّ وابنُ عَبْدِ البَرِّ. *وتَكَلَّمَ فيهِ مَن هوَ أكبرُ مِن هؤلاءِ وأعلمُ*، وقالوا: *هوَ حديثٌ منكرٌ،* منهُم : ● عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ مَهْدِيٍّ ، ● والإمامُ أحْمَدُ ● وأبو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ● والأثْرَمُ. ● وقالَ أحمَدُ: *لمْ يَرْوِ العلاءُ حديثًا أنكرَ منهُ*. ● *ورَدَّهُ* بحديثِ « *لا تَقَدَّموا رمضانَ بصومِ يومٍ أو يومينِ* » ؛ فإنَّ مفهومَهُ *جوازُ التَّقدُّمِ بأكثرَ مِن يومينِ*. ● وقالَ الأثْرَمُ: *الأحاديثُ كلُّها تُخالِفُهُ.* يُشيرُ إلى أحاديثِ صيامِ النَّبيِّ ﷺ شعبانَ كلَّهُ ووصلِهِ برمضانَ ونهيهِ عن التَّقدُّمِ على رمضانَ بيومينِ، *فصارَ الحديثُ حينئذٍ شاذًّا مخالفًا للأحاديثِ الصَّحيحةِ.* ● وقالَ الطَّحاوِيُّ: هوَ منسوخٌ. *وحَكى الإجماعَ على تركِ العملِ بهِ.* ■ *وأكثرُ العلماءِ على أنَّهُ لا يُعْمَلُ بهِ* " انتهى. 📗 *"لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف"* (ص ٣٢٠-٣٢١ - دار ابن خزيمة). ■ *وأمَّا ضابطُ صومِهِ* -الذي سألتَ عنه سَلَّمك مَولاك- فهو : أن يستمر المسلم في صيامه على أصلِ الترغيب في صيام النوافل عُمومًا، وشهر شعبان خُصوصًا، إلا إِنْ أوشك على إدراكِ رمضان بيوم أو يومين فيَدَعُ الصومَ ، لِمَا ثبت من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا : ( *لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ* ) رواه الإمامان الجليلان : البخاريُّ ومسلمٌ -رحمهما الله تعالى-. *ففيه النهي عن تَقدُّم رمضان بصوم يوم أو يومين ؛ إلا من كانت له عادة فلا بأس أن يصومها.* *والله تعالى أعلم* *وصلى الله على نبينا محمد* *وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا* ■ أجاب عنه / أبو إسحاق زهير بن عيسى المرزوقي الهلالي -عفا الله عنه وغفر له وعلَّمه- ■ https://www.facebook.com/share/p/18jqsFAqyS/?mibextid=oFDknk ■ https://t.me/Alhilali_ataassilia/1536