مسائل فقهية
February 11, 2025 at 07:58 PM
♦ [السُّؤَالُ]
📮 فضيلة الشيخ حفظكم الله:
*ما حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام ويومها بالصيام وهو ما يسمى بـ: (الشعبانية)؟*
*أفتونا، وجزاكم الله خيرا؟*
📝 [الْإِجَابَةُ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
● فمما سنَّه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شعبان صيام أكثره تطوعًا لله رب العالمين؛ قالت عائشة رضي الله عنها: «ما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان». متفق عليه.
● فالموفق من وُفِّق للصيام في هذا الشهر لا سيما لأكثره، وهكذا من تيسر له صيام الخميس والاثنين، وأيام البيض فيه، فصيام هذه الأيام مرغب فيها في الشهر، وغيره من الشهور.
● أما تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام والإطعام، ونهارها بالصيام فهذا مما لم يُشرع في ديننا الحنيف ولم يثبت في ذلك شيء يعتمد عليه؛ كما ذكر الحافظ أبو الخطاب ابن دحية حيث قال: «قال أهل التعديل والتجريح: ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح».
● وذكر ابن رجب رحمه الله: «أنه لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم».
● وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: «وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم».
● وقال أيضًا: «وأما ما اختاره الأوزاعي رحمه الله من استحباب قيامها للأفراد، واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول فهو غريب وضعيف؛ لأن كل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعًا لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله، سواء فعله مفردًا أو في جماعة، وسواء أسرّه أو أعلنه؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها».
● ولم يقتصر الابتداع في ليلة النصف من شعبان على إحيائها بالعبادة بل زين الشيطان لبعض المسلمين أن يتعاطوا فيها إقامة المولد والحضرات المشتملة على أمور شركية من نذر ودعاء لغير الله، وهتافات ببعض أصحاب الضرائح واعتقاد حضور النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الاجتماعات، ودعاء بعض الجن وغير ذلك مما يتفطر له القلب، ويندى له الجبين، ومما يكاد به الإسلام ويحارب.
● وإضافة إلى ذلك: يَدَّعُون أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر، ومعلوم أن ليلة القدر هي في رمضان باتفاق من يعتد بقوله من أهل العلم كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ فهو مُبَينٌ لقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ﴾. فدعوى أنها ليلة النصف من شعبان لا تصح بحال.
● ولهم في هذه الليلة من الحوادث والبدع ما يسود به وجوه فاعليه، وعلى هذا: فنهيب بالمسلمين جميعًا الاعتصام بما شرعه الله وسنّه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والبعد عن البدع والمحدثات؛ فإنّ دين الله كامل وشامل، والالتزام به فيه الخير والبركة بحذافيرها، وفي الزيادة على المشروع أو النقصان منه الشر والمخالفة وكفى بذلك إثمًا؛ قال الله تعالى: *{ﻓَﻠْﻴَﺤْﺬَﺭِ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺨَﺎﻟِﻔُﻮﻥَ ﻋَﻦْ ﺃَﻣْﺮِﻩِ ﺃَﻥْ ﺗُﺼِﻴﺒَﻬُﻢْ ﻓِﺘْﻨَﺔٌ ﺃَﻭْ ﻳُﺼِﻴﺒَﻬُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﺃَﻟِﻴﻢٌ}* [سورة النور:63].
أصلح الله أحوالكم، وبالله التوفيق.
✏ أجاب عن السؤال: فضيلة الشيخ المحدث/ علي بن أحمد الرازحي حفظه الله.
📃 راجع الفتوى شيخنا العلامة/
محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله.
➖〰➖〰➖〰➖