
الشرق الجديد
February 22, 2025 at 04:22 PM
✍️ *هدى نعيم*
لم يكن الخطأ الذي حدث في تسليم جثمان الأسيرة الإسرائيلية مجرد خطأ إداري، بل كان نافذة فُتحت على عمق الجرح الذي لم يلتئم، على الفاجعة التي لم تنتهِ، وعلى الحقيقة التي حاول العالم أن يتجاهلها.
لم يكن لدينا أجهزة فحص DNA لتحديد هوية الجثامين، لأن الجثامين نفسها تفتتت. لأن القصف لم يكن مجرد استهداف، بل كان إبادة. لأن العائلات لم تُقتل، بل مُحيت من السجلات والذاكرة والمكان.
نحن لا نبحث فقط عن جثامين شهدائنا، بل عن أسمائهم، عن وجوههم، عن أثر يدل عليهم. هناك من غابوا ولم يبقَ لهم قبر، ولا كفن، ولا حتى أحد يسأل عنهم. آلاف الشهداء دفنوا في مقابر جماعية، وآلاف آخرون لم يبقَ منهم أثر، وكأنهم لم يكونوا يومًا بيننا.
هذا الخطأ لم يكن مجرد حادثة عابرة، بل صفعة جديدة في وجهنا جميعًا، تذكرنا بأن ما مررنا به ليس حربًا، بل فناءٌ جماعي، إبادة ممنهجة سُحقت فيها الأرواح حتى باتت بلا أثر.
كم مرة علينا أن نموت حتى يدرك العالم أننا كنا أحياء؟