السيرة النبوية
السيرة النبوية
February 18, 2025 at 01:42 AM
🔮قصص وعبر جميلة🔮 قصص الانبياء سيرة الحبيب المصطفى سيرة الخلفاء الرشدين وصحابة رسول الله: *( زمن العزة )* 📌 *خلافة أبي بكر*          (( الأحمق المطاع 1 ))   تكلمنا في الحلقات الماضية من خلافة ابي بكر الصديق رضي الله عنه عن الاسود العنسي وعن اللقيط، واليوم نتناول في كلامنا *( الاحمق المطاع )*. إنه  ( عيينة بن حصن ) .... كان زعيما  من زعماء الأعراب ... عرف في جاهليته بفظاظته وغلظته ، وسلاطة لِسانه .. كما كان حالُ كثير من الأعراب .. حتى أنه استاذن يوما ليدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ائذنوا له ، فبئس أخو العشيرة ). فلما دخل عليه .. تبسم له النبي صلى الله عليه وسلم، وألانَ له الكلام ..!! * فتعجبت السيدة عائشة من تصرف النبي صلى الله عليه و سلم معه ، رغم ما قاله عنه  ...!! * *  فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:        (( إنَّ شرَّ الناس ، مَن تركَهُ الناسُ اتقاءَ فحشِهِ )). وقبل أن نتكلم عما فعله الأحمق المطاع في حروب المرتدين عندما تولى أبو بكر الخلافة .. تعالوا أولا نتعرف على سيرته عن قرب ..   و لنبدأ الحكاية من أولها  ... فلعلكم تتساءلون : ( لماذا سمى بالأحمق الطاع .... ؟!! )   عيينة بن حصن كان سيد قومه .. من إحدى قبائل غطفان الذين كانوا يسكنون  منطقة نجد .. في قلب  جزيرة العرب .. ( قريبا من مدينة الرياض حاليا ) ... * و كانت القبائل في منطقة نجد قبائل شديدة الشراسة .. يعيشون  على قطع الطرق و السلب و النهب ...!!!! ومما يثير الضحك و السخرية أن نتعرف على تلك المؤهلات الرائعة التي جعلت من ( عيينة ) سيدا مطاعا في قومه ... لقد كان أبوه  ( حصن ) هو زعيم القبيلة .. و في آخر حياته ضربه أحد خصومه بطعنة في مقتل .. فاشتد مرضه ..، و كان يعاني من آلام شديدة ... فجمع أولاده العشرة  ، وقال لهم : (( إن الموت أهون عليَّ من هذا الألم الشديد الذي أصابني .. .. فأيكم يُطيعني ..؟!!! ))، فقالوا : (( كلنا يطيعك يا أبانا ... فبماذا تأمرنا ؟ )) * فقال لابنه الأكبر : (( خذ سيفي هذا .. فضعه على صدري .. ثم اتكئ عليه حتى يخرج من ظهري .. لأستريح من هذا العذاب يا بني .. )) * فقال له ابنه الأكبر : (( ياأبتاه ..!! ، وهل يقتل الرجل أباه ..؟! ))   فطلب نفس الطلب من أبنائه  جميعا .. واحدا  واحدا ... فرفض أبنائه أن ينفذوا ذلك ... *  إلا ابنه البار  (( عيينة )) ... !!! أخذ السيف .. ، ورفعه على صدر أبيه ، وقال له : (( يا أبتِ ... إن كان في هذا راحتك، فمرني كيف أصنع ؟!!! ))  * فقال له أبوه : (( ألق السيف يا بني .. فإنما أردت فقط أن أختبركم لأعرف أيكم أطوع لي في حياتي ، فيكون الأطوع لي بعد موتي .. أنت سيد ولدي يا بني .. ، وسيد قومك من بعدي  )). ... ثم أوصى قومه أن تكون الرياسة بعد موته ... لابنه المطيع  (( عيينة بن حصن )) ....!!! واستطاع عيينة أن يأخذ بثأر أبيه من قاتِلِه، وأصبح  بذلك رئيسا  مطاعا على ( قطيع من  الهمج ) ... لا عقول لهم .. مستعدين دائما بسيوفهم .. رهن إشارته .. !! .. و كانوا ألف مقاتل .. إذا أمرهم  عيينة بالقتال  يخرجون معه بلا تردد .. فلا يتساءلون : ما الذي أغضبه، ولا على أي شيء يقاتلون و يقتلون ... ولذلك لقب ( بالأحمق المطاع ). و كانت أولى الإنجازات العظيمة  أن سخر أتباعه هؤلاء في الحرب ضد الإسلام ....!! .. فقد استجاب للمخطط ( اليهودي ) الآثم الذي دبره عشرون من زعماء يهود خيبر ... !!! ذلك الوفد اليهودي الذي طاف في جولة مكوكية بين قبائل العرب .. فبدأوا  بمكة .. فعرضوا مخططهم على زعماء قريش .. حيث أقنعوهم بضرورة أن تتناسى القبائل العربية المختلفة خلافاتها القديمة ، وأن تحدوا جميعا ضد  الإسلام  ..  فيجهزوا أكبر جيش عرفته جزيرة العرب لغزو المدينة، و استئصال شأفة المسلمين نهائيا ....!!!! ..  ثم تحرك الوفد اليهودي إلى غطفان .. فقابلوا ( عيينة )، و أقنعوه بأن ينضم بجيشه إلى ( قوات التحالف ) في مقابل أن يكون له نصف ثمار خيبر ..!! *  فعيينة وقومه ليست لهم قضية تشغلهم .. ( مرتزقة ) .. لا يهمهم  إلا ( المال ) ....!!!   وتمكن الوفد اليهودي الخبيث  من إعداد ( جيش الأحزاب ) الذي كان قوامه  عشرة آلاف مقاتل لغزو المدينة ...، ووعدوهم بأنهم سيقدمون لهم كل ما يستطيعون من الدعم والتمويل ، و الطعام ... !! وفي ساعة الصفر التي حددها ( اليهود ) .. خرج الأحمق المطاع يسوق ( قطيعه ) من الهمج  ليتحرك مع جيش الأحزاب العرمرم نحو المدينة ...!! فكانت المفاجأة ... فقد جهز لهم المسلمون ذلك ( الخندق ) الضخم الذي عطل كل حساباتهم ، و أفشل خطتهم .. فحاصروا المدينة على أمل أن يجدوا ثغرة ينفذون منها إلى جيش المسلمين .

Comments