
السيرة النبوية
February 18, 2025 at 01:43 AM
*( زمن العزة )*
📌 *خلافة أبي بكر*
*(( الأحمق المطاع 2 ))*
معظم الأعراب لما دخلوا في الإسلام لم يتأدبوا بآدابه و أخلاقه .. بل ظلوا على غلظتهم ، و حدة ألسنتهم ... حتى أن الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا يتحاشون التعامل ، أو حتى مجرد الحديث معهم.... !!
فكما مر معنا ... كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف عيينة بن حصن بعد أن دخل في الإسلام فيقول عنه : ( بئس أخو العشيرة ).
* أيضا ( الأقرع بن حابس ) .. و كان أعرابيا .. من زعماء بني تميم، يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه ..
فيتعجب عندما يراه يقبل الحسن ..!!
ويقول :
(( إن لي عشرة من الولد ، ما فعلت ذلك مع أحد منهم ))، فيرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلا : (( من لا يرحَم ، لا يُرحم )).
ومع ذلك أنزل النبي صلى الله عليه وسلم زعماءَ القبائل ، وسادات قريش منازلهم ، وأكرمهم كرما واسعا عندما دخلوا في الإسلام .. لأنه كان يعرف ضعف إيمانهم ، فأراد أن يشعرهم بأن الإسلام جاء لهم بالخير ، و الأموال .. إلى أن يخالط الإيمان ببشاشته قلوبهم مع الوقت ، فيعرفوا أن ( الإسلام ) هو أعظم نعمة، وانه خير من الدنيا وما فيها، كما أن هؤلاء الزعماء اتبعهم خلق كثير أسلموا بإسلامهم ، لذلك أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ( قطعة ذهبية ) هدية للأقرع بن حابس عندما أسلم، وأجزل العطاء لهؤلاء المؤلفة قلوبهم عند تقسيم غنائم ( غزوة حنين ) ...
فأعطى أبا سفيان وحده 100 من الإبل ،
وأعطى لكل من ولديه ( يزيد ، ومعاوية ) 100 أخرى، وأعطى الأحمق المطاع .. ، والأقرع بن حابس مثلهم ...، و غيرهم ، وغيرهم ....!!
حتى شاع وانتشر بين الأعراب أن محمدا صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، فازدحموا عليه يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة فاختطفت عنه رداءه ...!!
فأخذ صلى الله عليه وسلم يقول : (( أيها الناس ، ردوا علي ردائي .... )) .. !!!
* و هذا القسمة جعلت من أحباب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار ان يجدوا في نفوسهم شيئا، حيث لم يعطهم من هذه العطايا شيئا على الإطلاق ...، ولم يفهموا هدف النبي صلى الله عليه وسلم من وراء ذلك .. فظهر بينهم الاعتراض حتى وصل شأن غضبهم الى مسمع النبي صلى الله عليه وسلم .. فجمعهم ، وشرح لهم مقصده ...
* ولكن ...
رغم إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأعراب ..
إذا بنا نراهم .. وبمجرد أن سمعوا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم .. هم الذين حملوا لواء ( الردة ) ....!!!!
و حتى في حياته صلى الله عليه وسلم ..
فضحتهم مواقفهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأظهرت نواياهم منذ الوهلة الأولى .
.. فتعالوا بنا نشاهد موقفهم العجيب بعد قسمة غنائم ( غزوة حنين ) .. فبعد أن جعل النبي صلى الله عليه وسلم النصيب الأكبر منها لهم كما ذكرنا ..... حدثت المفاجأة، فقد أرسلت ( قبيلة هوازن ) - وهي إحدي القبائل التي كانت تحارب النبي صلى الله عليه وسلم في ( حنين ) - أرسلت وفدا للنبي صلى الله عليه وسلم يعلنون إسلامهم ، ويطلبون منه أن يَرد إليهم أموالهم ، و نسائهم ، وأولادهم ، التي غنمها المسلمون في تلك الغزوة ...!!!
وكانت المشكلة أن الغنائم قد قسمت بالفعل .. على النحو الذي ذكرناه ...!!
مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم أن يخير ( هوازن ) :
إما أن تأخذوا نسائكم ، و أولادكم ..
وإما أن تأخذوا أموالكم ... ؟
و بالطبع اختار وفد هوازن النساء والأولاد ...
فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يردوا النساء والأطفال لهوازن ، فاستجاب الصحابة الكرام ..
واعترض الأعراب اللئام ....!!!
* قال الأقرع بن حابس : (( أمّا أنا، و بنو تميم .. فلا ))
* و قال الأحمق المطاع : (( وأما أنا ، و بنو فزارة ( قبيلته ) .. فلا )) ....!!
فامتنع الأعراب عن ردّ السبي لهوازن،
* فعرض النبي صلى الله عليه وسلم علي الأعراب عرضا مغريا ليوافقوا .. ، فقد وعد أن يكافئ كلّ من يوافق على رَد السّبي إلى هوازن بستة أضعاف ما يتركه لهم اليوم ، من أقرب غنائم قادمة ..
(( يعني : من يتنازل عن جارية واحدة اليوم لهوازن، فسيعطى بدلا منها سِت جواري من السبي القادم .... ))
.. فلما سمع الأعراب ذلك العرض .. وافقوا طبعا ..!!
و ردوا النساء و الأطفال إلى هوازن .... إلا شخص واحد فقط .... !!!!
إنه ( الأحمق المطاع ) كانت تحت يده من السّبي إمرأة عجوزة رفض أن يَردها إلى أهلها ، و زعم أنها ذات مكانة ونسب في قومها ، و أنهم سوف يفدونها بمال كثير .
فأخذ المسلمون يعترضون عليه ، يسخرون من موقفه هذا حتى اضطر في النهاية أن يرد العجوز إلى أهلها ..!!!
* و لكن ..
ما حدث منه في ( غزوة الطائف ) كان أعجب و أعجب ...
وهذا ما سنعرفه إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة.
https://t.me/stori770najimohmeed