
السيرة النبوية
February 18, 2025 at 01:44 AM
*( زمن العزة )*
📌 *خلافة أبي بكر*
*(( الأحمق المطاع 3 ))*
* غزوة الطائف سنة 8 هجرية
كانت امتدادا لغزوة حنين .. فبعد انتصار النبي صلى الله عليه وسلم في حنين أراد أن يطارد فلول المشركين الفارين من أرض المعركة، و كانوا من ثقيف ( من الطائف ) ، فتحصنوا فيها، وفرض النبي صلى الله عليه وسلم حصارا على حصن الطائف ليضطرهم إلى الاستسلام ، وطال أمد الحصار أكثر من عشرين يوما دون أن تظهر أي بارقة أمل أن يتمكن المسلمون من فتح الحصن ، وأصيب المسلمون بجراحات بالغة، واستشهد عدد منهم بسبب القذائف و النبال التي كانت تنهال عليهم من داخل الحصن ...!!
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرسل من يتفاوض مع ثقيف على التسليم ، فعرض الأحمق المطاع على النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إليهم ليدعوهم إلى الإسلام، فأذنَ له ...
فلما وصل إليهم فإذا بعيينة بن حصن يقول :
(( لا يغرنّكم حصار محمد .. لا تخافوا ...
اثبتوا ، ولا تستسلموا .... )) ...!!!!
.. ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ( لقد دعوتهم إلى الأسلام ، ورغبتهم في الجنة، وخوفتهم من النار فلم يستجيبوا ..).
فلما استيئس النبي صلى الله عليه وسلم من استسلام ثقيف، وكثرت جراحات المسلمين أمر عمر بنَ الخطاب أن يؤذّن بالرحيل ،
فإذا بعيينة بن حصن يعلن إعجابه بثبات ثقيف أمام المسلمين .. و يمدحهم قائلا :
(( أجل ... ، والله مَجَدَة كِراما )) ...
فتعجب من سمعه من المسلمين وقالوا له : ( قاتلك الله يا عيينة ... ، أتمدح المشركين بالامتناع عن رسول الله ، و قد جِئت تنصره ؟ ! ).
فقال عيينة : (( إني والله ما جئت لأقاتل ثقيفا معكم ، ولكنني أردت أن يفتح محمد الطائف فأفوز بجارية من ثقيف، فأطأها .. فيأتيني منها ولد ذكِيّ فطِن، فثقيف قوم معروفون بالذكاء و الدهاء و الفطنة )).
* لعلنا فهمنا الآن سبب تلك التحذيرات القرآنية المتكررة من نفاق الأعراب .. (( الأعراب أشد كفرا و نفاقا ))، واستوعبنا لماذا كانت ( الردة ) بعد وفاة النبيصلى الله عليه وسلم بهذه السرعة، وبهذا الحجم الهائل ...؟!
فبتحليل شخصية ( الأحمق المطاع ) تتضح الصورة ..!!
وفي نفس التوقيت ...
تظهر على الساحة شخصية جديدة ..
هذه الشخصية كان لها دور ( البطولة ) في تزعم حركة الردة في منطقة ( نجد ) .. !!!
إنه: (( طليحة بن خويلد )).
كان طليحة من أشجع العرب .. حاملا لهذا اللقب الشهير : ( رجل بألف فارس ) الذي كان العرب يصفون به شجعانهم، وكان طليحة أيضا من فصحاء العرب، وهو أحد زعماء ( بني أسد )، وهم جيران ( بني فزارة ) قبيلة ( الأحمق المطاع ).
خرج ( طليحة بن خويلد ) مع وفدٍ رفيع المستوى من بني أسد في عام 9 هجرية ليشهروا إسلامهم في المدينة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد أن عاد الوفد إلى قومهم استغل طليحة بن خويلد فصاحته ، وادعى النبوة ..
وأخذ يهذي بكلام ركيك ويزعم أنه يأتيه جبريل بهذا الوحي، فاتبعه الجهلة، وأصحاب الأجندات، من قومه ، و كذلك من القبائل المجاورة، فاتبعه ( عيينة بن حصن ) وارتد عن الإسلام ..
وهو وكل ( القطيع ) الذي يسير وراءه بلا تفكير ...!!!!
لما وصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إليهم سيدنا / ضرار بن الأزور ليقتل ذلك المدعي الكذاب / طليحة بن خويلد .
* فلما سل سيدنا / ضرار سيفه ليقتل طليحة، طاش السيف من يده ، ولم يستطع بعدها أن يفعل معه شيئا بسبب كثرة أتباعه، فعاد إلى المدينة، ورفعت تلك الوقعة من رصيد ( طليحة ) بين قومه جدا .. فشاع بين الناس أن ( السلاح لا يؤثر فيه )، وقام ( الإعلام الفاسد ) بدوره في نشر تلك ( الخرافة ) في كل مكان، فاتبعه خلق كثير ..!!
ولما مات النبي صلى الله عليه وسلم تعاظم نفوذ طليحة بن خويلد، خاصة بعد أن تلقى دعما عسكريا قويا من ( الأحمق المطاع ).
وبدأ الاثنان يخططان لغزو المدينة ، والإطاحة بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه ....!!
كان هذا هو الملف الثالث من ملفات الردة التي عرضت على أبي بكر الصديق ...
فيا ترى .. ماذا سيقرأ في صفحات الملف الرابع ...؟!!
إنه أخطر الملفات على الإطلاق.
انه ملف (( مسيلمة الكذاب )).
* المراجع : (( الرحيق المختوم ))
* تابعونا في الحلقات القادمة ......
https://t.me/stori770najimohmeed