السيرة النبوية
السيرة النبوية
February 18, 2025 at 01:46 AM
🔮قصص وعبر جميلة🔮 قصص الانبياء سيرة الحبيب المصطفى سيرة الخلفاء الرشدين وصحابة رسول الله: *( زمن العزة )* 📌 *خلافة أبي بكر*            *(( مسيلمة الكذاب 1 ))* اسمه ( مسيلمة بن حبيب ) .. وهو أحد الزعماء المشهورين  لقبيلة ( بني حنيفة ) .. تلك القبيلة كانت تعيش في منطقة ( اليمامة ) شرقي الرياض، وهي قبيلة شرسة عنيدة، شديدة الإجرام. ولكن قبل أن نتكلم عن مسيلمة الكذاب  نحب أن نعرفكم على شخصية محورية هامة في قصتنا .. أيضا كانت من زعماء اليمامة البارزين .... إنه *( ثمامة بن أثال )* . .. عرفَ في بني حنيفة  برجاحة عقله وشجاعته، وكان شديدَ البغض للإسلام ، وللنبي صلى الله عليه وسلم. .. فعندما أرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام كما أرسل لغيره من ملوك العرب وساداتهم ، استخف بالرسالة، و استكبر، ثم خطط لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم. ولكنه لم يتمكن بالطبع، لأن الله سبحانه، قد تكفل بأن يعصمه من الناس فلا يستطيع أحد أن يتمكن منه صلى الله عليه وسلم.   فقام  ( ثمامة ) بعملية بالغة الوحشية ضد  بعض المسلمين الذين سقطوا في أيدي رجاله، و قتلهم بطريقة لا إنسانية بشعة، مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يبيح دمه، فكان المسلمون ينتظرون بفارغ الصبر ذلك اليوم الذي ينتقمون فيه لإخوانهم من ( ثمامة ) .وفي سنة 6 هجرية ... بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عسكرية من السرايا التي كانت تخرج لتأمين المدينة المنورة ، وإظهار قوة المسلمين أمام قبائل العرب، وفي طريق العودة، وجدت هذه السرية ( ثمامة بن أثال )، فقد كان في طريقه إلى مكة يريد أداء العمرة، وطبعا كان سيؤديها على طريقة عبدة الأصنام .. فأخذوه أسيرا، ولم يكن هؤلاء المسلمون في السرية يعرفون أنه ثمامة، و عادوا بهذا الصيد الثمين  إلى المدينة ، ثم ربطوه في سارية المسجد إلى أن ينظر النبي صلى الله عليه وسلم في أمره، وكانت مفاجأة عظيمة  بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم، و لكل المسلمين أن يقع ( ثمامة ) في أيديهم بهذه البساطة ..!! وكان المسلمون يتوقعون  أن يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعدامه بلا شك، فإذا به يأمرهم بالإحسان إلى أسيرهم ، وأن يقدموا له أطيب الطعام حتى يصدر حكمه عليه ...!! ثمامة لم يكن يتصور هذا الإحسان والتكريم، بل كان يظن أن المسلمين متعطشون لسفك دمه بعد ما فعل .. !! و خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليرى ثمامة وهو لا يزال مربوطا في سارية المسجد، فقال له : (( ماعندك يا ثمامة ؟! )) فقال له ثمامة : (( عندي يا محمد خير كثير ، إن تقتلْ تقتل ذا دم ،ٍ وإن تُنعِم تُنعِمْ على شاكرٍ ، وإن كنتَ تريد المالَ فسلْ تُعطَ منه ما شئتَ )) * و معنى كلامه .. أنه ذو مكانة وشرف في قومه .. فإذا قتله المسلمون فسيقوم قومه بقتالهم ليأخذوا بثأره، أما إذا عفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم فإن ثمامة سيظل شاكرا لهذا الإحسان ، وإن طلب النبي صلى الله عليه وسلم منه فدية ليطلق سراحه فهو على استعداد أن يفدي نفسه بأي ثمن  .... !! فتركه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى كان بعد الغدِ فجاءه ، و قال له : (( ما عندك يا ثمامة ؟ )). .. فكان نفس الرد من ثمامة ...!!   ثم تكرر هذا الموقف من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات .. وثمامة يتوقع في كل مرة بعد أن يُجيبه أن ينطق النبي صلى الله عليه وسلم بحكم الإعدام  ...  !!   فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يفاجئه ، ويقول لأصحابه : ( أطلقوا ثمامة ). ... ماذا ..... ؟!!!! ....  بهذه البساطة ...؟ !!!! .... و بدون أي فدية .... ؟!!! ... ، ولا حتى أدنى عتاب .... ؟!!! ... و بعد كل الذي فعلته بالمسلمين ... ؟!!! ... ما هذا الصفح الجميل ...؟!!! ...، وما تلك الأخلاق السامية ... ؟!!!! ...  لا يمكن أبدا أن يصدر هذا الخلق من إنسان عادي ..... إنها بلا شك أخلاق نبي كريم ...!!   هذا الانبهار بخلق النبي صلى الله عليه وسلم ... وتلك التسائلات التي تحركت في قلب ( ثمامة بن أثال ) دون أن يصرّحَ بها جعلته .. بعد أن فكوا قيوده .. ينطلق إلى أقرب أرض للنخيل ..، ليغتسل هناك، ثم يعود إلى المسجد  النبوي .. ، فيدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول له .. بلا تردد : (( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده و رسوله )) .... ثم قال له : (( يا محمد ... والله ..  ما كان على الأرض وجهٌ أبغضُ إلي من وجهك  .. فقد أصبح وجهُك أحبَّ الوجوه كلِّها إليَّ ... !!! واللهِ .. ما كان من دينٍ أبغضَ إليَّ من دِينِك .. فأصبح دينُك أحبَّ الدينِ كلِّه إليَّ ....!!! واللهِ .. ما كان من بلدٍ أبغضَ إليَّ من بلدِك .. فأصبح بلدك أحب  البلادِ كلِّها إليَّ ...!! وإنَّ خيلَك أخذَتْني وأنا أريد العمرةَ ... فماذا ترى ؟ ))

Comments