حديث الليل
حديث الليل
February 3, 2025 at 05:58 PM
*لذة النصيحة وقسوة الدرس ⭕️* بعض دروس الحياة لا يسعك أن تسمعها مهما قيلت لك أو لُقنتها، لذا *تأتي كدروس وليس كنصائح!* النصائح يمكنك أن تسمعها، يمكن لغيرك أن يفدك بها، يمكنك قراءتها في كتاب، أما *الدروس فهي تتمثل الحيز العملي في حياتك، فتأتي في صورة آلام أو معاناة أو تضحيات، لذا تسمى درساً.* كثير منا لا يستفيدون من النصائح، وقليل منا لا يسعهم عدم الاستفادة من الدروس، *فقليلون من يستفيدون من النصائح، وقليلون لا يستفيدون من الدروس.* الدروس غالباً تأتي موجعة، تأتي في شكل تجربة عاطفية، خسارة مالية، خيبة كبيرة، فقدان ميزة، ضياع رزق، *كلها مؤلمة وبعضها مؤذٍ ومودٍ في نفس الوقت.* لذا من المستغرب أن تجد من يستفيد من نصيحة رغم سهولتها، *ومن المستغرب ألا يستفيد أحدهم من درس رغم قسوته!* ما لم تستفد منه كنصيحة سيأتيك كدرس مؤلم قاسٍ، *وكلما استفدت من النصائح قلت الدروس في حياتك،* وبقدر إهمالك للدروس تكون معاناتك، وما منا أحد إلا وله حظ من كليهما، *والعاقل من استمع النصيحة قبل أن يُفجع بدرس.* *ليس بالضرورة أن تكون الدروس نتيجة أخطاء ارتكبتها،* بل قد تكون أحياناً تصحيح مسار في حياتك، أو تعديل وجهة ليس بوسعك التوجه إليها من خلال النصائح، وقد تكون تهيئة لأمر عظيم في حياتك. *لماذا يستفيد الناس من الدروس ولا يستفيدون من النصائح؟* لأن الدروس يمرون معها بتجربة قاسية، يعرفون ما مروا به وما كابدوه، وكيف كانت أوضاعهم قبل الدروس، أما *النصائح فتأتي منبتة من سياقها، فلا يقدرها المتلقي لأنها ليست جزءا من تجربته.* من يتأمل تربية الله ورسوله للصحابة الكرام يجد أنهم تلقوا التوجيهات القرآنية والنبوية، ولكنهم مروا بدروس عظيمة: *استضعاف، هجرات، جهاد، استشهاد، فقدان بلدان، فقدان أهل، وغيرها.* ألم يكن يسعهم توجيه الآي القرآني والحديث النبوي؟ كان يسعهم ذلك، وكانوا خير من سمع فوعى واتبع، *ولكن الطبيعة البشرية هذه حالها، عليها أن تمر بشيء يلامسها حتى تتوثق مما تتعلم، وتكون أصبر وأشد بأساً.* #حديث_عابر *╮ا •••• ┈ حديث الليل ┈ •••• ا╭* ا t.me/MohammedOmarPro ا ا fb.com/MohammedOmarPro ا
👍 2

Comments