
منوعات
February 6, 2025 at 08:32 AM
**قصة هولاكو وملوك العرب: الرعب الذي اجتاح الجزيرة**
في منتصف القرن الثالث عشر، بينما كانت جيوش **هولاكو خان** تكتسح المشرق الإسلامي كإعصارٍ من حديد، ارتجفت قلوب ملوك العرب من الخليج إلى البحر الأحمر. لم تكن جحافل المغول مجرد غزاة عاديين، بل كانوا كارثةً تُذيب الجبال، وكابوساً يجعل الأبطال يُغمى عليهم من هول ما يرون. كان **الخليفة العباسي المستعصم بالله** في بغداد يسمع أخبار تقدم هولاكو وكأنها نعيٌ يقرأه على نفسه قبل أوانه.
الخليفة والرسائل المُدمية
عندما سقطت مدن فارس واحدة تلو الأخرى، أرسل الخليفة رسائل استغاثة إلى كل ملوك العرب:
"مَنْ ينصرنا من هولاكو الذي لا يرحم؟ إنه ليس بشراً... إنه شيطان أُرسل لعقابنا!"
لكن الردود جاءت خائفة. **سلطان نجد** قال: "جيوشنا كالذباب أمام جحافله"، أما **أمير الحجاز** فقد همس: "نحمي مكة والمدينة، ولن نخاطر بشعبنا في حرب خاسرة". حتى **ملك اليمن** المُغرور ردَّ: "المغول لن يعبروا صحراء الربع الخالي، فدع بغداد تدفع ثمن غرورها".أدرك الخليفة أن الخوف قد شلَّ الجميع. في ليلةٍ حالكة، نظر إلى نهر دجلة وقال لمستشاره: "الجزيرة العربية ستكون ضحية... سيحرق هولاكو الكعبة كما أحرق مكتباتنا!" **هولاكو: عيناه على الجزيرة**
كان هولاكو في معسكره بالقرب من بغداد يخطط لاجتياح الجزيرة العربية، مفتوناً بثرائها وموقعها. صرخ في قادته:
"سنصلي في مكة... ولكن على أنقاض قبَّتها!"
أرسل رسلاً إلى شيوخ القبائل في نجد والحجاز يَعِدُهم بالذهب مقابل الولاء، لكن أحداً لم يجرؤ على الخيانة علناً. ومع ذلك، انقسم العرب: بعض القبائل هربت إلى الجبال، وأخرى أعدَّت الإبل للهرب إلى عمق الصحراء.
**سقوط بغداد ونار الخوف**
في يناير 1258، دخل هولاكو بغداد بعد حصار دموي. ذُبح آلاف المدنيين، وانتهكت حرمة المساجد. وصلت الأخبار إلى الجزيرة العربية كالصاعقة. **أمير مكة** جمع رجاله وقال:
"إن اقترب المغول من الحرم، سنحمل الأصنام القديمة ونرميها عليهم... فليأخذوها إلى جحيمهم!"
لكن هولاكو، الذي كان منهمكاً في تثبيت حكمه في العراق وفارس، تأخر في تنفيذ تهديده باجتياح الجزيرة. البعض يقول إن تحذيرات مستشاريه من صعوبة حرب الصحراء أوقفته، والبعض يرجع الفضل إلى **المماليك** في مصر الذين هزموا المغول لاحقاً في عين جالوت. **الخليفة الأسير: رمز السقوط**
قيل إن الخليفة المستعصم، قبل إعدامه، بكى أمام هولاكو طالباً الرحمة. سخر منه القائد المغولي: "كنت خليفة للمسلمين، والآن أنت كلبٌ أعطِمه ذهبك!" أمر هولاكو بلف الخليفة في سجادة وداسته الخيول حتى الموت، كي لا تُسفك دماؤه النبيلة على الأرض. وصلت التفاصيل إلى الجزيرة العربية، فازداد الرعب،
*ما لم يكتبه التاريخ**
رغم أن هولاكو لم يصل إلى مكة أو المدينة، إلا أن الرعب من اسمه ظل يُراوح الجزيرة قرناً كاملاً. قيل إن أميراً في عُمان أمر ببناء سور حول مدينته بعد سماعه عن بغداد، وقيل إن نساء اليمن كن يخوِّفن أطفالهن بذكر اسم "هولاكو". حتى أن بعض المؤرخين ذكر أن الخوف من المغول جعل ملوك العرب ينسون خصوماتهم فترة، ويتشاركون المعلومات عن تحركات الجيوش عبر طرق القوافل. **الخاتمة: ظل لم يختفِ**
رغم تراجع خطر المغول بعد معركة عين جالوت (1260)، بقيت قصة هولاكو تُحكى في كل مجلس. أصبحت عبرةً عن ثمن الخوف والانقسام، وأصبح الخليفة المستعصم مثالاً للضعف الذي يؤدي إلى الكارثة. لكن الجزيرة العربية، بحصونها الطبيعية وإرثها الروحي، نجت من السقوط... هذه المرة.
👍
😮
2