جلس الثعلبان، مكاروف وبيبو، يتباحثان حول كيفية انتزاع السلطة من الأسد. قال بيبو: "يا مكاروف، يجب أن نستولي على السلطة من الأسد." رد مكاروف: "هل أنت أحمق؟! كيف لنا أن ننزع الملك من الاسود وهم ورثوها عن ابا و جدّ؟" أجاب بيبو: "لم لا؟ فنحن أذكى وأكثر مكرا منهم." قال مكاروف: "وكيف نقنع باقي الحيوانات بأن تقبل بنا؟ وكيف نقنع بقية الأسود حتى وإن خدعنا الملك؟" ابتسم بيبو وقال: "لا تقلق يا مكاروف، سأتكفل بإقناعهم جميعًا." استعصى على مكاروف فهم الخطة فسأل: "وكيف ذلك؟" أوضح بيبو: "سنخصص جلستين يوميًا؛ الأولى للأسود، نخطب فيها ونخبرهم عن إلهٍ في السماء يعدهم بحدائق من النعيم إذا استمعوا إلى كلامنا، وإن خالفونا فإن الجحيم في انتظارهم، ولكي يطيعونا أكثر، سنوزع عليهم لحمًا مشويًا ونقول لهم إن هذه من خيرات الجنة التي تنتظرهم. أما الجلسة الثانية فستكون مع بقية الحيوانات، وسنتبع نفس الخطة ولكن بدون لحم مشوي" اعترض مكاروف: "لكن يا بيبو، لدينا مشكلة؛ حجمنا صغير جدًا وقد لا تقبلنا الحيوانات." أجاب بيبو: "سنستعين بالسيد كسنقو، زعيم الخنازير البرية؛ فهو ذكي ويمتاز بروح المرح. سننصبه ملكًا، بينما نحن نحكم من وراء الكواليس." وبعد مرور سنة من الخطب الرنانة التي ألقاها الشيخ بيبو، بدأ الأسود يفقدون اهتمامهم بالحكم، إذ أصبحوا يرون أن السلطة تقودهم إلى الهلاك في الدنيا والي الجهيم في السماء، ومن الأفضل تركها للخنازير والثعالب. أما بقية الحيوانات، فقد اعتقدت أن طالبي السلطة كفار، وأن الجحيم مستحق لهم، فلم يعد يهمهم من يتولى الحكم. وهكذا أصبح كسنقو ملك الغابة شكليًا، بينما تحكم الثعالب من وراء الستار.