بدايةً ، هل تعلم ، ماهي منازلُ القمر ؟ وما هي أهميَّتها في ضبط أمر و حِساب التَّقويم الإسلامي الصَّحيح ؟ و في هذا الصَّدد ، كتب الأستاذ المُبرمج ، الفلكي حسام الجاري ، يقول ، و هنا أقتبسُ من كلامهِ : ( منازل القمر هي عبارة عن مواقع نجميَّة مُتموضعة في دائرة الفلك ، و تزورها كلاً من الشَّمس 🌞 والقمر 🌜 معاً ، فالشَّمس تبقى في المنزلة الواحدة لمدَّة 13 يوماً تقريباً ، و بينما القمر يجلس فيها أيضاً ولكن ، ل ليلةٍ واحدة فقط ، و لذلك فهي قد سُمِّيت بمنازلِ القمر ، طبعاً ، هي ذاتها منازل للشَّمس أيضاً 💯 🌞 و بناءً فالمنزلة : ( الشَّمس القمريَّة ) تُعتبر أكثر دقَّة من الأبراج بالمناسبة ، و قدماء العرب كان يعرفونها قبل الإسلام وإلى اليوم ، والقرآن الكريم ذكرها مراراً في أكثر من موضع ) . وبناءً عليه ، أقول : يقول تعالى : هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ : 1️⃣ ٱلشَّمۡسَ ضِيَآءٗ 2️⃣ وَٱلۡقَمَرَ نُورٗا 3️⃣ وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ 👈 لِتَعۡلَمُواْ : 1️⃣ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ ‏2️⃣ وَٱلۡحِسَابَ ‏مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ : ‏إِلَّا بِٱلۡحَقِّ 👌💯 ‏👈 يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ 👉 ‏👈 لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ 👉 ‏ سورة : يونس : ‏الآية : 5 طبعاً و السبَّب الرَّئيسي للخطأ الحاصل في قضيَّة التَّقويم الهجري الحالي ، و الذي وقعَ فيهِ جُمهور المُسلمين ، وذلك بعد واقعةِ العبث بالتَّقويم ، و التي حصلت في نهاية العصر العبَّاسي ، بعد تفكُّك الدَّولة ، وغزو الأعاجم لدواوينها ، أنّهم : (( ألغوا العمل بنظام الشَّهر الحرام المُقوِّم للسَّنة )) !! و ذلك حين تركوا العمل بحِساب منازل القمر ، وبعدها إعتمدوا ، على رصدِ الأهلَّةِ فقط ، و من دونِ الإهتمام بآليَّة الحساب الفلكي المُستندة إلى دورة الشَّمس و القمر معاً !! وللعلم ، فهُنالك فرقٌ كبير بين منازل القمر الثٌّمانية و العُشرون و بين أطوارهِ السَّبعة : فالمنازل هي 28 و أولها هي :د ( منزلة الإكليل ، و آخرها منزلة الزُّبانا ، و مجموع مُدٌّتها يُساوي = 365 يوم ) 💯 وهي ليست 7 من الهلال إلى البدر إلى المُحاق ، فتلك هي : (( أطوار القمر )) و مُدَّتها هي : ( شهرٌ واحدٌ فقط ) !! و بناءً عليه أقول إنٍّ : ( منازلُ القمر ، هي نفسُ منازلِ الشَّمس ) 👌💯 و المنازل عددها 28 ثمانية و عشرون منزلة ، وهي : ( الإكليل ، القلب ، الشُّولة ، النَّعايم ، البَلدة ، سعد الذَّابِح ، سعد بَلَع ، سعد السُّعود ، سعد الأخبيَة ، المُقدَّم ، المُؤخَّر ، الرَّشا ، الشُّرطين ، البُطين ، الثُّريا ، الدُّبران ، الهقعَة ، الهنعَة ، الذِّراع ، النٍّثرَة ، الطُّرفَة ، الجَّبهَة ، الزُّبرَة ، الصُّرفَة ، العِواء ، السُّمَّاك ، الغُفَر ، الزُّبانا ) وكلُّ منزلةٍ منها ، لها مقدار : ( يوم واحد بالنِّسبة للقمر و 13 يوماً بالنِّسبة للشَّمس ، و ما عدا منزلة الجَّبهة ، فإنَّ الشَّمس تنزا فيها لمدة 14 يوماً ) 💯 والمجموع لكلِّ أيَّام المنازل الخاصَّة بالقمر هو : ( 365 يوماً ) ، وهي تُمثِّلُ عدد أيّٰام ، السَّنة الفلكيَّة الصَّحيحة ، ولذلك فالسَّنة أُصولاً هي : ( سنة شمسيَّة و قمريَّة معاً ) 👌💯 وليتكامل الحساب فقد جَعِلَ الله ، عزَّ و جلَّ : آيةَ النَّهار ، هي الشَّمس 💯 و آيةَ الَّليل ، هي القَمَر 💯 قال تعالى : { وَجَعَلنَا : ( الَّليۡلَ وَ تلنَّهَارَ ) آيَتَيۡنِ فَمَحَوۡنَآ آيَةَ الَّليۡلِ وَجَعَلۡنَآ آيَةَ النَّهَارِ مُبصِرَةً لِّتَبتَغُوا فَضلٗا مِّن رَّبِّكُم وَلِتَعلَمُوا : 👈 عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ 👉 وَكُلَّ شَيءٍ فَصَّلنَٰهُ تَفصِيلا } سورة : الإسراء : الآية : 12 ‏ وبناءً عليه ، فمنازل القمر تُمثِّلُ خطَّ مسير الشٍّمس و القمر معاً 💯 فما يسيرهُ القمر في شهرٍ واحدٍ ، تسيرهُ ، الشٍّمس في سنةٍ كاملة ، وذلك لأنِّ القمر ، يستطيع بأن يُكملُ دورتهُ في شهرٍ واحد ، و بينما الشَّمس ، تحتاج لعامٍ كامل كي تُكملَ دورتها ، وذلك في نفسِ المسار ، بعد كلِّ 19 عام شمسيٍّ و تحديداً بعد : ( 6939.7 يوم ) تقريباً 💯 حيثُ يكونُ القمر والشَّمس في نفسِ النُّقطة التي إنطلقا منها ، و تتكرَّر تلك الدٌّورة لمرَّة أُخرى بعد 19 سنة أُخرى ، وهكذا دواليك 💯 و بناءً عليه : فعندما تكون نُقطة البداية لهما معاً : فقطعاً سيبدأ العَد المنطقي للشُّهور معاً 💯 ولذلك فالشَّهر الأوَّل في دورتهما هو : الشَّهر الأوِّل للشَّمس ، و هو أيضاً الشَّهر الأوَّل للقمر ، و بناءً عليه ، فشهر يناير في التَّقويم الميلادي الجربغوري ، سوف يُقابل حتماً شهر ، صفر الأوَّل في التَّقويم الإسلامي الهجري ، و بينما شهر فبراير ، سوف يُقابلُ أيضاً شهر صفر الثَّاني ، و شهر رمضان ، سوف يُقابل بالتَّأكيد شهر أيلول / سبتمبر ، وبعدها سوف يعودانِ إلى نفسِ نُقطةِ البداية ، و سوف تتكرَّر معهما ، نفس فلكيَّة الدَّورة 💯 وممَّا سبق نستنتجُ :