إجابة السؤال اللى فات هتبقىB🤍 موضوع النهارده عن التصنيع الدوائي 🤍 "رحلة الدوا: إزاي الجزيئات بتتحول لعلاج بين إيدينا؟" المقدمة: هل الأدوية مجرد حبوب سحرية؟ عمرنا ما فكرنا وإحنا بناخد دوا بسيط للصداع أو مضاد حيوي للبرد، إزاي الحبة الصغيرة دي وصلت لإيدينا؟ هل الموضوع مجرد شوية مواد كيميائية مختلطة ببعضها، ولا وراها علم وتجارب سنين؟ الحقيقة إن أي دوا بيتاخد النهاردة، وراه رحلة معقدة بتبدأ بفكرة في معمل، وبتنتهي بعد اختبارات على آلاف البشر، ولو نجح، ممكن يبقى سبب في إنقاذ حياة ملايين. خلينا ندخل جوه الكواليس ونفهم الرحلة دي مع بعض! --- 1. البداية: من فكرة لجزيء ممكن ينقذ حياة أي دوا في العالم بيبدأ بفكرة. يعني مثلًا، لو العلماء اكتشفوا إن مرض معين سببه نشاط إنزيم معين في الجسم، بيبدأوا يدوروا على مادة تقدر توقفه. أو لو فيروس معين بيهاجم الخلايا بطريقة معينة، بيحاولوا يلاقوا حاجة تمنع دخوله للخلايا. فيه طريقتين أساسيتين لاكتشاف أدوية جديدة: أولًا: البحث في الطبيعة (Natural Sources) زمان، وقبل ما يكون عندنا معامل متطورة، الأدوية كانت بتتجمع من النباتات والفطريات. حتى النهاردة، لسه العلماء بيدرسوا الكائنات الحية عشان يلاقوا فيها مواد فعالة. المثال الأشهر: البنسلين في سنة 1928، العالِم "ألكسندر فليمنج" كان سايب طبق بكتيريا في المعمل، ولقاه بالصدفة متغطي بعفن، لكن الغريب إن البكتيريا ماتت حول العفن! بعدها اكتشف إن العفن ده بينتج مادة بتقتل البكتيريا، وسمّاها "البنسلين"، اللي بقى أول مضاد حيوي في التاريخ. أدوية السرطان من الطبيعة مادة "الباكليتاكسيل" (Taxol) اللي بتستخدم في علاج السرطان، جت من لحاء شجرة "الطقسوس" اللي بتنمو في أمريكا الشمالية. "الإيرينوتيكان" و"التوبوتيكان" المستخلصة من شجرة في الصين، بتستخدم لعلاج سرطان الرئة والمبيض. ثانيًا: التصميم الدوائي الموجه (Rational Drug Design) الطريقة دي بتعتمد على التكنولوجيا الحديثة، بدل ما نجرب ملايين الجزيئات عشوائيًا، بنستخدم الكمبيوتر لمحاكاة شكل البروتينات أو الفيروسات، ونبدأ نصمم جزيئات تقدر ترتبط بيها وتعطلها. مثال حقيقي: أدوية كورونا مع بداية جائحة كورونا، العلماء عرفوا إن الفيروس بيستخدم بروتين معين (سبايك بروتين) عشان يدخل الخلايا. باستخدام الحوسبة، صمموا أدوية تمنع البروتين ده من الارتباط بالخلايا، زي أدوية "مولنوبيرافير" و"باكسلوفيد". --- 2. الاختبارات المعملية: معركة البقاء للأقوى مش أي جزيء بيتم اكتشافه بينفع يكون دوا، وده لأن الجزيئات لازم تعدي على اختبارات معملية مكثفة جدًا: 1. اختبارات على الخلايا (In Vitro): بنجيب خلايا بشرية أو بكتيريا في المعمل، ونشوف تأثير الجزيء عليها. هل بيقتل الخلايا المصابة بس، ولا بيدمر كل حاجة؟ هل بيوقف نشاط الفيروس أو السرطان فعلًا؟ 2. اختبارات على الحيوانات (In Vivo): لازم نشوف إزاي الجسم بيتعامل مع الدوا؟ هل بيتحلل في الدم بسرعة ولا بيوصل للمكان الصح؟ هل بيعمل أعراض جانبية خطيرة؟ مبدأ ADME: ازاي الجسم بيتعامل مع الدوا؟ A (Absorption) الامتصاص: بيدخل الجسم إزاي؟ عن طريق الفم، الحقن، الاستنشاق؟ D (Distribution) التوزيع: بيروح فين؟ بيوصل للمخ، العضلات، الدم؟ M (Metabolism) الأيض: بيتكسر في الكبد ولا بيخرج زي ما هو؟ E (Excretion) الإخراج: بيتخلص منه الجسم إزاي؟ عن طريق البول، العرق، النفس؟ 90% من المركبات بتموت في المرحلة دي، لأن الجسم بيكسرها بسرعة، أو بتسبب أضرار جانبية قاتلة. --- 3. التجارب السريرية: البشر يدخلوا اللعبة لو المركب عدى الاختبارات الأولانية، بيتجرب على البشر، بس مش مرة واحدة، لأ ده على 3 مراحل أساسية: 1. المرحلة الأولى: عدد قليل جدًا (20-100 شخص). الهدف: نختبر الأمان، ونعرف الجرعة المناسبة. مثلًا، لو الجرعة الكبيرة بتسبب تسمم، بنقللها ونشوف الجرعة الآمنة. 2. المرحلة التانية: مئات المرضى اللي عندهم نفس المرض. الهدف: هل الدوا فعلًا فعال؟ هل الأعراض الجانبية خطيرة؟ 3. المرحلة التالتة: آلاف المرضى حول العالم. الهدف: مقارنة الدوا الجديد بالأدوية الموجودة، وهل فعلًا أفضل؟ بيتم استخدام العلاج الوهمي (Placebo) عشان نشوف هل فعاليته حقيقية ولا بسبب تأثير نفسي. بعد ما الدوا يعدي المراحل دي، الجهات المسؤولة زي FDA في أمريكا أو EMA في أوروبا بتوافق عليه، وبيبدأ في الإنتاج التجاري. --- 4. الأدوية مش مجرد علاج، دي صناعة بالمليارات الأدوية مش بس علم، لكنها كمان صناعة ضخمة بتكلف شركات الأدوية مليارات الدولارات. تخيل إن تكلفة تطوير دوا واحد ممكن توصل لـ 2 مليار دولار، وياخد 10-15 سنة من الأبحاث والتجارب قبل ما يتباع في الصيدليات! ليه الأدوية غالية؟ الشركات بتصرف مليارات على الأبحاث، ومعظم الأدوية اللي بيتم تطويرها بتفشل. قوانين براءات الاختراع بتحمي الدوا الجديد لفترة عشان الشركة تغطي تكاليفه قبل ما الأدوية الجنيسة (Generics) تنتجه بسعر أرخص. --- الخاتمة: العلم وراء الحبة الصغيرة كل مرة تاخد دوا للصداع، أو مضاد حيوي، أو حتى علاج لأمراض مزمنة زي الضغط والسكري، افتكر إن الحبة الصغيرة دي وراها جيش من العلماء، سنين من الأبحاث، مليارات الدولارات، ومئات التجارب اللي فشلت قبلها. العلم الدوائي مش مجرد حفظ أسماء أدوية، لكنه عالم ضخم من الاكتشافات اللي بتغير حياتنا كل يوم. سؤال ليك: لو عندك الفرصة تشتغل في البحث العلمي، تحب تكون جزء من الرحلة دي؟ رحلة سلام 💫