
قناة دعاة كل العالم
February 19, 2025 at 10:00 AM
فضل ضم اليتيم إلى بيتك وتربيته مع أبنائك
المقدمة
رعاية اليتيم ليست مجرد عمل خيري، بل هي من أعظم العبادات والقيم الإنسانية التي حث عليها الإسلام. فاليتيم هو الطفل الذي فقد والديه أو أحدهما قبل أن يصل إلى سن البلوغ، وهو في أمسّ الحاجة إلى العطف والاهتمام. ورغم وجود دور للأيتام ومؤسسات رعاية متخصصة، إلا أن ضمّ اليتيم إلى بيتك وتربيته مع أبنائك هو أعظم ما يمكن أن تقدمه له، وأفضل طريقة لتعويضه عن فقدان أسرته.
فالإسلام لم يكتفِ بالحث على الإحسان لليتيم، بل جعل كفالة اليتيم سببًا في مرافقة النبي ﷺ في الجنة، حيث قال:
“أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى” (رواه البخاري).
وهذا يدل على المكانة العظيمة لهذا العمل، الذي يجمع بين الأجر الكبير والتأثير الإيجابي في حياة الطفل والمجتمع.
لماذا يجب أن تضمّ اليتيم إلى بيتك؟
1. تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي
في الإسلام، الأمة الإسلامية جسد واحد، وما يصيب جزءًا منها يجب أن يهتم به الجميع. ووجود أطفال أيتام دون أسر يشعرون معهم بالدفء والاهتمام يتعارض مع روح التكافل التي يدعو إليها الإسلام.
2. تعويض اليتيم عن فقدان الأسرة
دور الأيتام قد توفر الرعاية الأساسية، لكنها لا تستطيع تعويض الطفل عن الحب والحنان الأبويين. عندما يعيش اليتيم في بيت أسرة حاضنة، ويشعر بأنه فرد منها، فإنه يكبر بنفسية سوية وينشأ متزنًا ومستقرًا عاطفيًا.
3. الأجر العظيم في الدنيا والآخرة
كفالة اليتيم من أعظم الأعمال التي تقرب العبد من الله، وقد جعلها الإسلام سببًا لمرافقة النبي ﷺ في الجنة. كما أن البركة تحل في بيت من يرعى يتيمًا، وتكون سببًا في زيادة الخير والرزق، كما قال رسول الله ﷺ:
“إِنَّ أَحَبَّ البُيُوتِ إِلَى اللَّهِ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُكْرَمُ” (رواه الطبراني).
4. غرس القيم الإنسانية في أبنائك
عندما يكبر أطفالك مع يتيم في البيت، فإنهم يتعلمون معنى العطف والرحمة والمسؤولية، ويكبرون وهم يدركون أهمية مساعدة المحتاجين، مما يجعلهم أفرادًا ناضجين وأخلاقيين في المجتمع.
كيف يمكن ضم اليتيم إلى بيتك بطريقة صحيحة؟
1. اختيار الطريقة المناسبة للتبني الشرعي
في الإسلام، لا يجوز التبني بالمعنى الذي ينسب الطفل إلى عائلة غير عائلته الحقيقية، ولكن يمكن ضمه إلى الأسرة ورعايته كما يُرعى الأبناء، مع الحفاظ على نسبه الأصلي. ويسمى ذلك “الكفالة” وليس “التبني”، وهو مشروع تمامًا.
2. توفير بيئة أسرية آمنة ومحبة
يجب أن يشعر اليتيم بالانتماء الحقيقي للأسرة، وأن يكون له مكانة مثل الأبناء الآخرين. يجب احتضانه بحب ورعاية، وليس مجرد تقديم الطعام والشراب له.
3. تعليمه وإعداده للمستقبل
من واجب الأسرة الكافلة تعليم اليتيم وتثقيفه وتأهيله للمستقبل، حتى يكون شخصًا ناجحًا قادرًا على بناء حياته بنفسه، وليس مجرد متلقي للمساعدة.
4. معاملته بالمساواة مع الأبناء الآخرين
يجب تجنب أي تمييز بين اليتيم وأبناء الأسرة، حتى لا يشعر بأنه غريب عن البيت. ومن الضروري منحه نفس الحقوق والاهتمام، حتى ينشأ بثقة في نفسه.
5. زرع القيم الإسلامية فيه
يجب تعليمه دينه، وأن يكون له قدوة حسنة في الأسرة. كما ينبغي تعليمه أهمية الصبر والشكر، مع توفير الدعم النفسي والعاطفي له.
أثر ضمّ اليتيم على المجتمع
✔ تقليل نسبة الأيتام الذين يعانون من التشرد أو الإهمال
✔ نشر روح التعاون والتكافل في المجتمع
✔ خلق أجيال قوية متماسكة نفسيًا وعاطفيًا
✔ زيادة الرحمة والمودة بين أفراد المجتمع
✔ تحقيق مبدأ المسؤولية الجماعية تجاه المحتاجين
قصص مؤثرة عن رعاية الأيتام
1. الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه
كان زيد بن حارثة يتيمًا، واحتضنه النبي ﷺ منذ صغره، حتى أصبح أحد أقرب الصحابة إليه، بل كان يُدعى “حبّ رسول الله”، مما يدل على عظمة رعاية اليتيم وتأثيرها.
2. الدكتور عبد الرحمن السميط – نموذج في خدمة الأيتام
كان الشيخ عبد الرحمن السميط رحمه الله، وهو داعية كويتي، من أكبر الداعمين لرعاية الأيتام في إفريقيا، حيث ساهم في كفالة آلاف الأيتام، وتعليمهم وتوفير حياة كريمة لهم.
الخاتمة
ضمّ اليتيم إلى بيتك وتربيته مع أبنائك هو من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم. فهو لا يمنح الطفل فقط حياةً كريمةً، بل يمنح الأسرة والمجتمع بركةً وخيرًا عظيمًا. كل يتيم يحتاج إلى يد حانية تمتد إليه، وقد تكون أنت هذه اليد التي تغير حياته للأفضل.
💖 هل تفكر في كفالة يتيم؟ لا تتردد، فالأجر عظيم، والبركة ستعم بيتك، وربما يكون هذا العمل سببًا في دخولك الجنة.
📢 شارك هذا المقال حتى يكون سببًا في تشجيع الآخرين على احتضان الأيتام ورعايتهم.
https://vt.tiktok.com/ZSMMdYwVD/