قناة دعاة كل العالم
قناة دعاة كل العالم
February 20, 2025 at 07:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم رسالة إلى طلاب ومعلمي القرآن: اجمعوا بين حفظ القرآن والدعوة إلى الله الحمد لله الذي أنزل القرآن هدىً ونورًا، وجعل حفظه وتعلمه أعظم الأعمال، ورفع قدر من يعمل به ويدعو إليه، فقال سبحانه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: 9). والصلاة والسلام على نبينا محمد ﷺ، الذي قال: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” (رواه البخاري). إلى طلاب حلقات القرآن الكريم أحبتي في الله، أنتم اليوم على طريق عظيم، طريق القرآن، الذي هو مصدر العزة والرفعة، وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة. لكن لا يكفي أن تكونوا مجرد حفاظ، بل يجب أن تكونوا دعاةً إلى الله، تحملون نور القرآن للعالمين، وتبثون الهداية في قلوب الناس. إن الدعوة إلى الله هي رسالة الأنبياء، وشرف المؤمنين، فلا تكتفوا بحفظ القرآن فقط، بل اجعلوا همكم نشره، والعمل به، وتعليمه للناس، ودعوتهم إلى الخير، حتى تكونوا نورًا في الأرض، وسفراء لدين الله. اغرسوا في قلوبكم حب الدعوة، وكونوا من الذين يحملون رسالة الإسلام، بالكلمة الطيبة، والموعظة الحسنة، والقدوة الصالحة. اجعلوا الدعوة إلى الله شغلكم الشاغل، كما تحفظون القرآن اجتهدوا في نشره، وكونوا ممن قال الله فيهم: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (فصلت: 33). أنا أخوكم في الله فيصل الشريف، أعمل بفضل الله في الدعوة الإلكترونية والميدانية طوال العام، وأسلم على يدي الكثير، وأتمنى أن تكونوا مثلي، بل أفضل مني! أريد أن أراكم علماء ودعاة، حفظة لكتاب الله، تحملون رسالة الإسلام وتنشرونها في كل مكان. إلى معلمي القرآن الكريم إخوتي الكرام، أنتم حراس القرآن، وصناع الأجيال، ومفتاح الخير لهذه الأمة، فكونوا قدوةً لطلابكم في حب القرآن والعمل به والدعوة إليه. لا تكتفوا بتعليمهم الحفظ والتجويد، بل اغرسوا فيهم حب الدعوة إلى الله، علموهم أن حامل القرآن يجب أن يكون داعية، وأن الحفظ وحده لا يكفي، بل يجب أن يكونوا مصابيح هداية في مجتمعاتهم. اجعلوا القرآن حياةً يعيشها الطلاب، لا مجرد كلمات تُحفظ، واربطوا لهم معانيه بواقعهم، علموهم كيف يكونون دعاةً بأخلاقهم وسلوكهم قبل كلامهم، وازرعوا فيهم حب الدعوة وحب الدعاة، حتى يكونوا دعاةً صادقين، يحملون رسالة الإسلام بأمانة وقوة. شكر وتقدير لأعضاء جمعية ساهم للتنمية والتعليم والدعوة إلى الله في غانا لا يسعنا إلا أن نتوجه بخالص الشكر والتقدير لإخواننا في جمعية ساهم للتنمية والتعليم والدعوة إلى الله في دولة غانا، الذين يبذلون جهودًا عظيمة في نشر دين الله، وتعليم القرآن، وتربية الدعاة. أنتم بإذن الله سبب في هداية الناس، وبناء جيلٍ يحمل راية الإسلام، وينشر الخير في الأرض. نسأل الله أن يبارك في جهودكم، ويجعل كل كلمة تعلمونها، وكل طالب تخرجونه، وكل عمل تقومون به في موازين حسناتكم يوم القيامة. ختامًا أحبتي، اجمعوا بين حفظ القرآن وحب الدعوة، اجعلوا الدعوة شغلكم الشاغل، كونوا دعاةً يحملون النور، ولا تكونوا مجرد حفاظ لا تأثير لهم. فأنتم أمل الأمة، ونورها، ومستقبلها، فانطلقوا في طريق العلم والدعوة، حتى تكونوا ممن قال فيهم النبي ﷺ: “نضّر الله امرأً سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه” (رواه الترمذي). نسأل الله أن يجعلنا جميعًا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن يرزقنا الإخلاص في الدعوة إليه، وأن يجمعنا في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

Comments