
أبو أحمد الخطيب عادل بن حميد | الخطيب للثقافة والفنون
February 24, 2025 at 10:45 AM
*نقطة أول السطر*
*الإفضاء .. بين حضنٍ وحرف*
بعض المشاعر أعمق من أن تُترجم إلى كلمات، وبعض الهموم أثقل من أن تحملها الحروف.. أحيانًا لا نحتاج إلى حديث طويل أو نصائح مسطورة، بل نحتاج إلى حضن دافئ، إلى صدر يُخبئنا من ضجيج العالم. هناك لحظات نختنق فيها بالكلمات، لا نعرف كيف نقول ما بداخلنا، أو ربما لا نريد أن نقوله! يكفي أن نجد من يحتوينا بصمته، يعانقنا بقلبه قبل ذراعيه، وكأن كل خاطرة بين الضلوع تتحول إلى *همسات مشفرة* تُفهم من دون كلمات.
الحضن الصامت لقاء أرواح، هو اعتراف غير منطوق بأنك لست وحدك، وأن حزنك ليس ملكًا لك وحدك، بل هناك من يقتسمه معك دون أن تسأل.. إنه حين يلتصق الرأس بالرأس، والنفس بالنفس، ويصبح الصدر مأوى للضعف والدموع.. وكأن كل خفقة قلب تنادي: أنا هنا… *افضِ كل ما بداخلك* ، لا أحتاج إلى أن أسمع، فقط دعني أكون لك ملاذًا.
أحيانًا تكون *أعمق الحوارات تلك التي لا تُقال* ، تلك التي تُترجمها *دمعة صامتة* أو ز *فرة طويلة* . وكأنك تُلقي بكل ما يثقل قلبك إلى قلب آخر، يحتضن همك ويربت على شعورك دون أن يُحمّلك عبء الشرح أو التبرير.
فليست كل المشاعر تُكتب، وليست كل الهموم تُقال..
لكن بعضها يُحتضن، ويُدفن في حضن صديق، أو صدر حبيب، أو بين ذراعي *أمٍ* تعرف كيف تُخفيك من العالم وأنت في أعمق حالات ضعفك. لذلك، حين تشعر أن الكلمات خانتك، ابحث عن *حضن صادق* .. فهناك فقط، ستجد أن *الشفاء* أحيانًا يكمن في الصمت، وأن *الإفضاء الحقيقي* قد يكون في *لحظة* من *العناق الصامت* الذي يقول كل شيء دون أن يُقال شيء.
أبو أحمد الخطيب