
أبو أحمد الخطيب عادل بن حميد | الخطيب للثقافة والفنون
February 24, 2025 at 04:56 PM
*نقطة أول السطر*
🧡 *جماعة أبي الحسن البسيوي… قصة قلب واحد في أجساد متعددة*
في زاوية من زوايا الحيل الجنوبية بولاية السيب، هناك حكاية تُروى على جدران الذاكرة، عن جماعة أبي الحسن البسيوي، عن قلوب اجتمعت على الحب، وأرواح توحدت في الألفة، وعائلات تمازجت حتى صارت أسرة واحدة تُضفي على الحياة ألوانًا من السعادة والطمأنينة. منذ أن عيّنت عندهم وبينهم لأول مرة في منتصف سبتمبر من عام 2013، شعرت أنني لم أكن غريبًا، بل كنت ابنًا عاد إلى أهله، وأخًا وجد إخوته. يتعاملون معي وكأني قطعة من نسيجهم، يحتضنونني بقلوبهم قبل أذرعهم، يُشعرونني بوجودهم بالأمان والراحة، وكأن بيني وبينهم عهودًا قديمة من الود لم تُقطع.
يجتمعون لا لهدف مادي أو غاية دنيوية، وإنما يلتقون لأن الأرواح إذا تآلفت لا تحتاج إلى عذر للقاء. برنامج رحلات الشتاء والصيف، يجمعهم والزيارات البينية السريعة بعد صلاة العصر ومجلس السدرة والصبارة، والمناسبات الإنسانية اللطيفة، هم كخيوط السجادة الجميلة، تتشابك لتُظهر لوحة فنية تُبهر كل من يراها.
*عطفاء رحماء.. كأنهم أسرة واحدة*
عندما تنظر إليهم في تجمعاتهم، ترى في عيونهم لغة خاصة لا تُترجم بالكلمات، ترى ابتسامات صادقة، وأحاديث تخرج من القلب لتستقر في القلب. إنهم سُرُجُ الضوء في المشكاة، كل واحد منهم يُضيء الآخر، وكل مجلس لهم يُصبح واحة من الحب والسكينة.
في مجلسهم، لا يشعر الغريب بغربته، ولا يبقى المريض إلا وقد نال من دعائهم، ولا يمر العابر إلا وقد أخذ نصيبه من كرمهم. إنهم مدرسة للإنسانية الحقة، حيث لا يُترك أحد خلفهم، ولا يُنسى أحدٌ بينهم.
عندما انتقلت إلى العمل الإداري في 2021، كان الفراق مكانيًا فقط، أما القلوب فقد بقيت متصلة، كأنهم جسر يمتد من الحيل الجنوبية إلى حيثما تكون. لم يتركوا مناسبة إلا ودعوني، لم يكن لهم لقاء إلا واستدعوني، كأنهم يُخبرونني في كل مرة: *مهما ابتعدت، فأنت منا، ونحن منك.*
*أحبهم في الله… وحب الله أعظم الأواصر*
حبي لهم ليس حبًا عابرًا، بل هو حب في الله، والحب في الله ليس له مقابل، ولا يُشترط له رد، إنه ذلك الحب الذي يُزهر في القلوب دون أن ينتظر ماءً أو سماءً. أدعو الله لهم بظهر الغيب، أسأله أن يُبارك في جمعهم، أن يُسعدهم وعيالهم وآلهم، أن يُظلهم بظله يوم لا ظل إلا ظله، وأن يُبقي على هذا الرباط المبارك الذي جمعهم على المحبة والألفة والرحمة.
*جماعة أبي الحسن البسيوي*
إنهم ليسوا مجرد جيران، بل أيقونة إنسانية تُظهر كيف يكون المجتمع الإسلامي حين يجتمع على القيم والمبادئ النبيلة. إنهم ليسوا فقط أسرة متماسكة، بل هم بصمة مضيئة في تاريخ الإنسانية، هم الحكاية التي نرويها لأبنائنا لنقول لهم: *هكذا تكون الألفة، وهكذا يكون الحب الصادق.*
فيا رب اجعل محبتهم لك خالصة، واجعل جمعهم مباركًا، ولا تُبدل قلوبهم إلا للخير، ولا تُغير حالهم إلا إلى الأفضل. واجعلني دائمًا معهم، في حضورهم وغيابهم، في دعائي وسري، في قلبي وحبي، حتى نلتقي جميعًا في جنات النعيم، في ظلٍ ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة.
اللهم آمين.
25 شعبان 1446هـ
24 فبراير 2025 م
استراحة الظهران - ولاية بركاء
أبو أحمد الخطيب