ترجمات عبرية
ترجمات عبرية
February 25, 2025 at 07:26 PM
🔴 يتبع التجديد الحقيقي إزالة التهديدات لإسرائيل من هذه المناطق إن منظومة الدفاع المتقدمة الثالثة التي تُعتبر التجديد الحقيقي، هي  نزع السلاح من هذه المناطق التي تشكل تهديداً لإسرائيل. في قطاع غزة، أُعلن أن أيّ تسوية بشأن إنهاء الحرب، يجب أن تتضمن، ليس فقط إعادة كل المخطوفين وتفكيك سلطة "حماس" المدنية والعسكرية، بل أيضاً نزع  سلاح القطاع. قد يكون نزع السلاح مصطلحاً عمومياً، معناه أن المنطقة التي تدخل ضمن إطار ترتيبات نزع السلاح، يجب ألّا تحتوي على أيّ سلاح في المطلق، ومن أيّ نوع كان، وعلى سبيل المثال، سيُسمح بالسلاح الفردي والكلاشينكوفات والمسدسات  التي يمكن أن تستخدمها الشرطة من أجل فرض النظام، لكن سيُمنع كل سلاح هجومي، مثل القذائف وصواريخ أرض- أرض والراجمات وصواريخ الآر بي جي والمركبات المدرعة والسفن الحربية والمسيّرات، أي كل الأسلحة التي يمكن أن تُستخدم ضد إسرائيل وتكبّدها خسائر. في إطار اتفاقات السلام مع مصر، وفي إطار ترتيبات وقف إطلاق النار مع سورية، هناك مناطق جرى تقليص وجود القوات فيها، أي من المسموح الاحتفاظ بعدد معين من الدبابات، وممنوع تحليق الطائرات الحربية ووجود مدافع وراجمات بقُطر معين، وهلم جراً. من هنا، فإن مسألة نزع السلاح مسألة معقدة. وعندما يكون المقصود نزع السلاح، فإن الشيطان يكمن في التفاصيل الصغيرة. ينطبق هذا على الجنوب اللبناني أيضاً. وفي الواقع، تطالب إسرائيل بأن تكون منطقة الجنوب اللبناني، من جنوب الليطاني وشرقه،  منزوعة القذائف والصواريخ بمختلف أنواعها: صواريخ مضادة للدروع، والراجمات والمسيّرات الكبيرة. كذلك، تطالب إسرائيل بعدم السماح لمسلحي الحزب بالتجول في المنطقة بسلاحهم الخفيف. من المفترض أن يفرض الجيش اللبناني ذلك، لكن إذا لم ينجح في القيام بهذه المهمة، فإن إسرائيل هي التي ستفعل ذلك. في سورية، أعلن رئيس الحكومة بصورة واضحة أنه يطالب بنزع السلاح من الجولان السوري إلى الحدود مع الأردن، جنوباً وشرقاً، حتى المعبر نحو منطقة السويداء التي نسميها جبل الدروز. في هذه المنطقة، يطالب نتنياهو بعدم وجود للتنظيم الجهادي الذي يسيطر على سورية حالياً، وهو نسخة عصرية من تنظيم القاعدة، وبصورة خاصة، هو لا يريد أيّ وجود لجيش سورية الجديدة، وهو تحالف لتنظيمات إسلامية مسلحة انضمت إلى هيئة تحرير الشام وزعيمها أحمد الشرع (الجولاني). تحاول هيئة تحرير الشام  إقناع العالم بأنه صحيح أنها تنظيم إسلامي، لكنها نصيرة للسلام والعلاقات الطيبة مع دول الجوار، ومع العالم كله. وأحمد الشرع الذي بدّل ملابسه العسكرية ببدلة أنيقة، يحاول الآن إقناع العالم بأن كل اهتمامه منصبّ على إعادة إعمار سورية جرّاء الدمار الذي لحِق بها في الحرب الأهلية والقضاء على فلول نظام عائلة الأسد والأقلية العلوية. ويشدد بصراحة على أنه يريد علاقات جوار غير عنيفة مع إسرائيل، لكنه لا يتحدث عن السلام. في الخلفية، يوجد الأتراك، المؤيدون الأساسيون للجولاني وأنصاره، لكنهم لا يسيطرون عليه. يتخوفون في إسرائيل من أن يأتي اليوم الذي يتبدل فيه الجهاديون، الذين يرتدون البدلات ويتحدثون بلغة دولة تريد السلام، فيغيّرون جلدهم، ويتحولون إلى إسلاميين جهاديين، تحت غطاء "جيش سورية الجديدة" على حدودنا. بالإضافة إلى ذلك، تهدد الهيئة أبناء الطائفة الدرزية في منطقة السويداء، وإخوتهم في إسرائيل يشعرون بالقلق مما سيحدث في المستقبل. حالياً، يحاول أحمد الشرع تهدئة الدروز وإشراكهم في نظامه، لكن الدروز أقلية تختلف عن السلفيين الذين يشكلون هيئة تحرير الشام، لذلك، هم يشعرون بالتهديد، ومن مصلحة إسرئيل الدفاع عنهم. لذلك، أصرّ نتنياهو في خطابه في حفل تخريج دورة الضباط على مطالبة إسرائيل بمنع دخول عناصر من هيئة تحرير الشام، وأيضاً من الجيش السوري الجديد الذي ينتمي إلى التركيبة الجهادية نفسها بلباس جديد، إلى المحافظات الواقعة في جنوبي دمشق، والقنيطرة، ودرعا المحاذية لإسرائيل، ومنطقة السويداء الموجودة شرقاً، والتي تضم بلدات درزية. عندما سألت عمّا يعني منع دخول الجيش السوري الجديد وعناصر هيئة تحرير الشام إلى المنطقة الواقعة في جنوبي دمشق، شرحت لي شخصية أمنية رفيعة المستوى أن إسرائيل تريد نزع السلاح من هذه المنطقة، وليس فقط السلاح الثقيل، بل أيضاً القذائف والصواريخ والمسيّرات، ولا تريد وجود إسلاميين يمكن أن ينفّذوا من الحدود السورية هجوماً يشبه هجوم 7 أكتوبر. وفي الواقع، فإن المنظومة الدفاعية المتعددة الطبقات هذه تهدف إلى الدفاع عن إسرائيل في مواجهة الإسلاميين المتطرفين في قطاع غزة، وفي الجنوب اللبناني، وفي سورية أيضاً. والعناصر التي تشكل خطراً على إسرائيل: الجهاديون الشيعة والسّنة، الذين تعتقد إسرائيل أنهم سيظلون يشكلون خطراً على إسرائيل، حتى في "اليوم التالي" في سورية، وفي لبنان، وفي قطاع غزة. إيران الشيعية ستواصل تأييد الميليشيات التي يمكن أن تصل إلينا فجأة من الأراضي العراقية، وتركيا التي تؤيد  ميليشيات جهادية من هيئة تحرير الشام، والتي يمكن أن تأتي من وسط سورية، ومن الشمال. ولا حاجة إلى الحديث عن "حماس" في غزة. يجب أن تقدم طبقات الدفاع الثالثة لسكان شمال وجنوب إسرائيل وشرقها دفاعاً ضد نوعين من الهجمات: هجوم برّي وتسلّل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية وإطلاق نار مباشر، مثلما يجري في الشمال، وإلى حدّ معين، في غلاف غزة. وفعلياً، تعتمد العقيدة الدفاعية عن الحدود على طبقة رابعة، وهي القدرة الاستخباراتية والجوية لدولة إسرائيل. أحد دروس 7 أكتوبر 2023، هو ضرورة وجود سلاح الجو في الميدان، وأن يشكل جزءاً لا يتجزأ من الدفاع الجديد عن الحدود. تمتاز هذه العقيدة الأمنية بميزات أمنية وعسكرية واضحة، والسؤال هو هل يمكن تحقيقها، وكم تستغرق من الوقت. بالنسبة إلى سورية، أوضحت إسرائيل لتركيا، وللحكام الجدد في دمشق، من خلال وسطاء، أنها لا تنوي البقاء بصورة دائمة في المنطقة العازلة وإقامة دفاع متقدم، إذا جرى التوصل إلى ترتيبات أمنية ثابتة، ربما يكون لتركيا دور فيها. وفيما يخص لبنان، عملياً، ليس من المفترض أن يستمر الأسلوب الحالي، وقد تسحب إسرائيل منظومة الدفاع المتقدمة، أي المواقع المُشرفة ونقاط المراقبة، إذا تبين أن الجيش اللبناني بسط السيطرة على المنطقة الواقعة في جنوبي الليطاني بصورة فعالة وثابتة وجذرية. تريد إسرائيل نزع سلاح حزب الله بصورة كاملة، على الأقل في جنوب الليطاني. هذه النظرية الدفاعية الشاملة هي التي تريد إسرائيل تحقيقها وثمة فرصة لذلك، هي الإدارة الأميركية في واشنطن، وعلى رأسها دونالد ترامب. فخلال ولاية أوباما، أو بايدن، لم يكن هناك فرصة لإسرائيل في أن تهتم الإدارة الأميركية بهذه النظرية التي يجري جزء كبير منها في أراضٍ ليست تابعة للسيادة الإسرائيلية، لكن هذه النظرية لديها فرصة الآن مع ترامب.

Comments