ترجمات عبرية
ترجمات عبرية
March 1, 2025 at 07:53 PM
🔴النقاش الدراماتيكي بشأن "الأداة السرية"، والفجوات في التحقيقات - والاستنتاجات التي لم يتم التوصل لها بقلم: رونين برغمان المصدر: يديعوت أحرونوت أعرض لكم الآن حدثَين غير موجودَين في صلب التحقيقات التي ستُنشر مساء اليوم (الخميس). لن نجد في التحقيقات، ولا في الأحداث، ولا ما كان يمكن أن يجري بعدها- خطوات كان يمكن أن تجعل السابع من أكتوبرمختلفاً كلياً، ولا الاستخلاصات التي يمكن الاستفادة منها مستقبلاً. جرى نقاش، في 17 آب/أغسطس 2023، لدى الجنرال (ج)، وهو رئيس قسم العمليات في شعبة الاستخبارات العسكرية، أحد أهم المناصب في الاستخبارات، تحت عنوان "تقييم الوضع بالنسبة إلى قطاع غزة (ملخص النصف الأول من سنة2023)- ملخص رئيس قسم العمليات". شارك في هذا النقاش ضباط كبار من قيادة المنطقة الجنوبية ومجتمع الاستخبارات، ومن ضمنه الوحدة 8200، بالإضافة إلى جهات أُخرى في مجتمع الاستخبارات وتجميع المعلومات عمّا يحدث في غزة. القضية التي كانت في مركز النقاش، ولا يمكن القول إلّا إنها دراماتيكية، كانت الأداة التي سُميت سابقاً في مقالاتي"الأداة السرية"- والتي لا يتم استعمالها في أغلبية الوقت بسبب صعوبات تكنولوجية ومشاكل أُخرى، على الرغم من الجهود الكثيرة. هذه "الأداة السرية" كانت أداة جمع معلومات استخباراتية مركزية من داخل "حماس"، واعتمدت عليها دولة إسرائيل لكي تمنحها التحذير اللازم. قال الجنرال (ج) في الملخص الخاص به إنه "على الرغم من العمل الواسع والمهم، استخباراتياً وعملياتياً، فإن القدرة الاستخباراتية في هذه المنطقة لا تزال متوسطة، على الرغم من أن قطاع غزة على رأس أولويات شعبة الاستخبارات العسكرية". بعدها، عاد فأثنى على كلّ مَن يبذل جهداً في هذا السياق، ثم شدد رئيس قسم العمليات على أنه على الرغم من العمل المهم والذي يستحق كل التقدير، فإن هذا التقييم المذكور أعلاه يتعزز في ضوء حقيقة أننا لم ننجح بعد في توسيع عمل "الأداة السرية" إلى قطاع غزة. وأضاف أن "التحسين الجدي في أداء المهمات في القطاع لن يتم قبل نهاية الربع الأول من سنة2024". وهنا، وصل إلى النقطة المهمة، وقال: "من المهم أن يتم توضيح هذا لكلّ الضباط الكبار في الجيش الذين يعملون على هذه الجبهة، وذلك لأخذه بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات التي تؤثر في العمليات على هذه الجبهة". وبكلمات أُخرى: على الرغم من كل الجهود المبذولة - فإن التغطية الاستخباراتية التي تعتمد عليها منظومة الأمن برمتها، في وضع سيئ جداً، ولا يجب أن نتوقع تحسُّنه فوراً، هذا إذا تحسّن. إن عدم نجاح شعبة الاستخبارات العسكرية في تحسين هذا الوضع - أي الخطر الكامن والواضح والفوري من أن "الأداة السرية" لم تستطع توجيه التحذير الاستخباراتي اللازم إلى القوات، كان يجب أن يكون هذا التحذير مطروحاً على الضباط في الجيش وقيادة الجبهة عندما يريدون تقييم المخاطر. وبشكل أدق: كان يجب استبدال التحذير الذي لن يأتي بسبب الخلل، بوجود قوات بحجم كبير على الجدار. يوم 3 أيلول/ سبتمبر، قبل هجوم "حماس" بشهر و4 أيام، تم طرح هذه القضية المهمة مرة أُخرى في صلب نقاش في نقاشات منتدى رفيع المستوى ومطّلع، في مقر قائد قيادة المنطقة الجنوبية، الجنرال يارون فينكلمان، تحت عنوان "زيادة الجاهزية للمعركة". هذه المرة، لم يقتصر الحضور على مندوبين من قيادة المنطقة فقط، بل أيضاً حضرت مجموعة كبيرة، بينها مندوبون من سلاح الجو، ومسؤول المنطقة الجنوبية في "الشاباك"، ورئيس قسم العمليات فيه، ورئيس المنطقة الجنوبية في شعبة العمليات في الجيش، وغيرهم. كان هدف النقاش، بحسب تلخيصه يوم 14 أيلول/سبتمبر في ورقة تم توزيعها على الجيش ومنظومة الأمن، "التنسيق بين الأجهزة المختلفة ورسم المبادىء التوجيهية لزيادة جاهزية الأجهزة للمعركة". رئيس المنطقة الجنوبية في الشاباك قال في النقاش إن "حماس ستبادر إلى هجوم استباقي، إذا شعرت بأن هذا يخدمها". بما معناه، أنه يأخذ بعين الاعتبار فكرة أن تحاول "حماس" فتح معركة بشكل مفاجئ. وكان أحد الجهود المركزية التي فكر فيها أن مجتمع الاستخبارات يجب أن يحصل على "تحذير، حتى من دون الأداة السرية". وبكلمات أُخرى: كان يجب على المجتمع الاستخباراتي بذل جهود قصوى لإيجاد الطرق الأُخرى التي يمكن أن تحضر له التحذير اللازم، وألّا يعتمد على "الأداة السرية". شدد فينكلمان في تلخيصه على "الفجوات الجدية الموجودة"، بما معناه الفجوة بين المكان الذي يجب أن يكون فيه الجيش ومجتمع الاستخبارات، وأين هما اليوم: "إن جودة التغطية الاستخباراتية تتضاءل من دون توقُّع تحسينها في الوقت القريب". أمّا على الصعيد العملياتي، فتطرّق فينكلمان إلى الفجوة في القوات لدى الجيش، وقال إن "المنافسة في مجال التعلم مع العدو دفعت إلى زيادة الجاهزية والحساسية ورفع مستوى التأهب لديه، لدرجة تفرض تحديات على الخطط الهجومية الحالية المتوفرة بشأن قطاع غزة، والتي تعتمد على الهجمات الروتينية، وتجعل بعض هذه الخطط غير صالح". بما معناه: في مقابل الاستخبارات التي تتراجع، يشير فينكلمان إلى أن العدو - "حماس" - يزيد في جاهزيته لمهاجمة إسرائيل. وقال مصدر استخباراتي كبير إن "هذا يحدث أحياناً". وبحسبه، "حتى الاستخبارات الإسرائيلية المذهلة، ليس لديها القدرة على الوصول إلى المعلومات أحياناً. لا شك في أن شعبة الاستخبارات ووحداتها الخاصة والوحدة 8200، إلى جانب الشاباك، كان يجب عليهم القيام بما هو أكثر من ذلك لتحسين التغطية الاستخباراتية في القطاع. فهُم المسؤولون عن عدم التغطية الكافية يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفي الأعوام العشرة التي سبقته، والمسؤولية ستقع على عاتقهم إلى الأبد". ويضيف أن "السؤال الأكثر دراماتيكية الذي يطرح نفسه من خلال الوثائق التي اطّلعنا عليها في التحقيق، ومن خلال هاتين الجلستين، هو سؤال فجّ ومحبط أيضاً: ما الذي قام به الجيش عندما عرف خلال هذه الجلسات أن الوضع سيئ فعلياً، وأن الأداة السرية لا تعمل، وأن احتمال الحصول على تحذير مسبق سيكون ضئيلاً جداً؟ وليس السؤال عن واجب مجتمع الاستخبارات بشأن القيام بجهد أكبر للوصول إلى المعلومات، وخصوصاً أن الأداة السرية كانت تعمل أحياناً، وفي أغلبية الوقت لم تساعد". وبحسبه، فإن "شعبة الاستخبارات والشاباك قاما بفعل أمر بعيد عن الثقافة الإسرائيلية - لقد اعترفا بأن لديهما مصاعب في التنفيذ، ومرّرا هذه المعلومات إلى الرتب الأعلى، وأيضاً إلى الأطراف. وماذا حدث؟ لا يُعقل ألّا يتخذ الضباط الكبار في سلاحَي البر والجو، وقيادة المنطقة الجنوبية، وفرقة غزة، أيّ خطوة. كان يجب تعويض النقص بالمعلومات الاستخباراتية، بزيادة الدبابات في المواقع، وزيادة عديد الجنود على السياج الحدودي، وزيادة الطائرات والمسيّرات ووضعها في حالة جاهزية عالية، للاستجابة في حال قررت حماس مفاجأتنا. لا يوجد هنا احتمال آخر".

Comments