روضة المحبين
روضة المحبين
February 18, 2025 at 06:42 PM
خُلاصة كتاب الدّاء والدّواء في فتوى عظيمة للشّيخ إبن تيمية: « سُئِلَ ابنُ تَيمِيَة - رَحِمَهُ اللَّه -: مَا دَوَاءُ مَن تَحَكَّمَ فِيهِ الدَاءُ، ومَا الإحتِيَالُ فِيمَنْ تَسَلَطَ عَلَيهِ الخَبالُ، ومَا العَمَلُ فِيمَنْ غَلَبَ عَلَيهِ الكَسَلُ، ومَا الطَرِيقُ إلى التَوفِيقِ، ومَا الحِيلَةُ فِيمَنْ سَطَت عَلَيهِ الحَيرَة، إن قَصَدَ التَوَجُهَ إلى اللَّهِ مَنَعَهُ هَواهُ.. وإن أرَادَ يَشتَغِل لَم يُطَاوِعَهُ الفَشَل؟ غَلَب الهَوَى فتَراهُ فِي أوقاتِه .. حَيران صَاحِي بَل هُو السَّكران إِن رَام قُرْباً للحَبِيب تَفرّقت .. أسبابُه وتَواصَل الهُجران هَجَر الأقارِب والمعارِف علّه .. يجِدُ الغِنى وعلى الغنَاء يُعان ما ازْداد إلّا حيرَة وتوانِيا .. أكَذا بِهم من يسْتجِير يُهان فَأجَابَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: دَوَاؤهُ الإلتِجَاءُ إلى اللَّهِ تَعَالى، ودَوَامُ التَضَرُع إلى اللَّهِ سُبحَانَه، والدُّعَاءُ، بِأن يَتَعَلم الأدعِيةَ المَأثُورَة، وَيَتَوخى الدُّعَاء فِي مَظَانِّ الإجَابَة، مِثلُ آخِرُ الَلِّيل، وأوقَاتُ الأذَان والإقَامَة، وَفِي سُجُودِهِ، وَفِي أدبَارِ الصلَوَات. ويَضُمُّ إلى ذَلِك الإستِغفَارُ، فَإنَّهُ مَن استَغفَر اللَّه ثُمَّ تَابَ إليه مَتَّعَهُ مَتَاعًا حَسنًا إلى أجَلٍ مُّسَمًّى. وليَتَخِذَ وِردًا مِنَ الأذكَــارِ طَرَفي النَّهارِ ووَقتَ النَومِ. وليَصبِر عَلَى مَا يَعرِضُ لَهُ مِنَ المَوَانِع وَالصَوارِف، فَإنَّهُ لا يَلبَث أن يُؤيدَهُ اللَّهُ بِرُوحٍ مِنه، ويَكتُبُ الإيمَانُ فِي قَلبِهِ. وليَحرِص عَلَى إكمَالِ الفَرَائِضِ مِنَ الصَلَواتِ الخَمس بِبَـاطِـنـهِ وَظَاهِره فَإنَّها عَمُود الدِّينِ. وليَكُنْ هجِّيرَاهُ: لا حَولَ وَلا قُوَةَ إلا باللَّه العَلِّيِّ العَظِيم، فَإنَّهُ بِها تُحمَّلُ الأثقَال، وتُكَابُد الأهوَال ويُنَالُ رَفِيعُ الأحوَال. ولا يَسأمُ مِنَ الدُّعَاءِ والطَلَب، فَإنَّ العَبدَ يُستَجَابُ لَهُ مَا لَم يُعَجِل فَيَقول: قَد دَعَوتُ فَلَم يُستَجَبُ لِي. وَلَيعلَم أنَّ النَّصرَ مَعَ الصَّبرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وأنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا، ولَم يَنَل أحَدٌ شَيئًا مِن جُسَيمِ الخَيرِ - نَّبِيٌّ فَمَن دُونَهُ - إلا بِالصَّبرِ، والحَمدُ للَّه رَبِّ العَالَمِين ». ▪️جَامِعُ الرَسَائِل ٧ / ٤٤٦.

Comments