
قناة الفقيه المفكّر الأستاذ ميمون نكاز
March 1, 2025 at 04:51 PM
[من قرآن الفجر]
﴿لَقَدۡ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكُمۡ كِتَـٰبࣰا فِیهِ ذِكۡرُكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ}[الأنبياء١٠]
من ضرورات "العقلانية الإسلامية" القطع الجازم بأنه "لا ذكر لهذه الأمة ولا رفع لشأنها وقدرها في الوجود إلا بالكتاب المننزل، بالقرآن المجيد، بالوحي الشريف، بالذكر الحكيم...
من أجل ذلك جاءت التوصية الوجوبية بتكليف "الاستمساك" بالوحي الشريف صراطا مستقيما أوحد لا ند له ولا مزاحم لرفع الشأن الوجودي لهذه الأمة ، وإعزازها بالذكر الإظهاري التشريفي لها بين الأمم، وأن التلهي والغفلة عن لوازم هذا "الاستمساك" من "الإيمان" و"الصدق" و"الحرص" و"العزيمة" و"الكدح" و"العلم" و"العمل" و"البذل" و"التضحية" و"القسط" و"العدل" "والمجاهدة" و"الاحتساب" والانتصار" و"الموالاة" و"الجهاد"، وغيرها من التكاليف الكلية المفصلة، والقيم التأسيسية البانية، يوقع هذه الأمة تحت طائلة "المساءلة" و"المحاسبة" و"المؤاخذة" و"المعاقبة"...
{فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِیۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ، وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرࣱ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسۡـَٔلُونَ}[الزخرف ٤٣-٤٤]...
في الآيتين "تذكير" للنفس "الغافلة المعرضة" عن "الذكر المحدث"، أقصد الوحي الشريف، النفسِ"اللاعبة في سماعها" لنداءاته وخطاباته، "لاهيةِ القلب" عن ذكر الله تعالى، الشاردة عن "اقتراب حسابها"﴿ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِی غَفۡلَةࣲ مُّعۡرِضُونَ، مَا یَأۡتِیهِم مِّن ذِكۡرࣲ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ إِلَّا ٱسۡتَمَعُوهُ وَهُمۡ یَلۡعَبُونَ، لَاهِیَةࣰ قُلُوبُهُمۡۗ}[الأنبياء١-٢]....
كل ما يذكره "الكافرون" و"الملحدون" و"الاعتراضيون" و"المشككون" المحدثون من "كفريات" و"ملحدات" و"اعتراضات" و"تشكيكات" في "الذكر المحدث" وعليه، -أقصد الوحي الشريف- لا يخرج في جملته عن عامة مواقف "المشركين العرب الأقدمين"( مثل ادعاء "بشرية الرسول" التي تعني قطع النسب الإلهي عن الوحي والزعم بالتلقي عن أهل الكتاب، والذي حَدَّثَهُ أتباعهم من المحدثين ممن ذكرنا حين قولهم بتاريخية النص، ودعوتهم إلى نزع "القداسة" عنه، ودعوتهم إلى الفصل بين القائل والمقول، التي تستبطن الدعوة إلى "فصل الإنساني عن الإلهي"، التي تجننت في بطنها مقولة "موت المؤلف"، حيث الغرض الخفي منها التأسيس لمقولة "موت الإله"...)
لا نبتغي النظر النقدي المفصل في "تشابه القلوب والعقول" بين "الأقدمين" و"المحدثين" من حيث جملة اعتراضاتهم على عامة "ذكرهم" في الوحي الشريف للآفات والعلل المذكورة(الغفلة المعرضة، السماع اللاعب، القلوب اللاهية)، ولكنا قصدنا الدعوة إلى ضرورة "الاستمساك" بالوحي الشريف لأنه مرجع التذكير، تذكير العقل بحدوده، وتذكير النفس بعللها وآفاتها، كما أنه من جهة الكسب والعمل هو -كما ذكرنا- الصراط الأوحد لرفع الذكر ونيل شرف الوجود بين العالمين...{وَهَـٰذَا ذِكۡرࣱ مُّبَارَكٌ أَنزَلۡنَـٰهُۚ أَفَأَنتُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ﴾ [الأنبياء ٥٠]...
ذ. ميمون نكاز
01/03/2025
❤️
1