رمــــــضــــــان. قال الشّيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - : والّذي يَنْبَغِي للمُسْلِمِ في استقبال رمضانَ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ بِصَدْرٍ مُنْشَرِحٍ، وَنَفْسٍ مُطْمَئِنَّة، عازمة على فعل الخير، وتَرْكِ المنكر، وليس كما يَفْعَلُ بعضُ النَّاسِ اليوم، يَسْتَقْبِلُ رمضان بكثرة الموائد والأطعمة، والسهر بالليل، والنوم بالنهار! حتَّى إِنَّ بعضَهُمْ رُبَّما ينامُ عَنِ الصلواتِ - والعياذ بالله - في النهار، فينامُ مِنْ بعد صلاة الفَجْرِ حَتَّى غُرُوبِ الشّمس! وهذا لا شَكٍّ أَنَّه خِلَافُ دَأْبِ الصَّالِحِينَ، فَقَدْ رُوِيَ أَنَّ السلف الصالِحَ كَانُوا يَسْأَلُونَ اللهَ تعالَى سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَنْ يُبَلِّغَهُمْ رمضانَ، فإذا بَلَغَهُمُ اللهُ رمضانَ دَعَوُا اللهَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَنْ يَقْبَلَهُ منهم؛ اعْتِنَاء به، وليس كما يَفْعَلُ بعضُ النَّاسِ اليوم؛ حيثُ يَجْعَلُونَه مَيْدَانًا لِكَثْرَةِ الموائد والمأكولات، والتسكع في الأسواق بالليل، والنوم بالنهار! نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا وإِيَّاكُمْ ممَّنْ يَصُومُه ويَقُومُه إيمانًا واحتسابًا، إنَّه على كلّ شيء قدير. شرح مشكاة المصابيح (٢\٦٥٧).