قصص من التاريخ
قصص من التاريخ
January 31, 2025 at 06:26 PM
البرامكة عائلة فارسية مجوسية عريقة كان جدهم الأكبر برمَك أحد كبار الكهنة وسدنة بيت النار وخُدامه الكبار في معبد النوبهار الفارسي ، وكان البرامكة على دين المجـ. ـوس، ثم أسلم من أسلم منهم وحسن إسلامهم ، وساهموا في مقارعة الأمويين في خرسان وفي قيام الدولة العباسية ، وكانت لهم مآثر وفضائل في الدعوة العباسية ثم تأسيس الدولة العباسية ... وبعد نجاحهم في الدعوة جعلوا أسماءهم عربية وقد على نجمهم أيام الرشيد؛ فالأب يحيى بن خالد البرمكي كان المسؤول عن تربية الرشيد، وزوجته أرضعت هارون الرشيد، وهو الذي حافظ لهارون على ولاية العهد عندما هم الخليفة الهادي بخلع أخيه الرشيد. استطاع يحي البرمكي بمساعد أولاده الفضل وجعفر أن يدير الدولة العباسية لمدة 17 عاما ، في الفترة خلافة هارون الرشيد. فأما الفضل بن يحيى البرمكي فقد تولى تربية الأمين بن هارون الرشيد، وتم تعيينه واليا على شرق الدولة العباسية ، وأما جعفر بن يحيى عين مستشاره الأول في بغداد لهارون الرشيد ،فكان يُلازمه ليله ونهاره ، ثم أشركه معه في ولاية المظالم ، وجعله مديرا على دار (سك العُملة) والبريد و الاختام ، بل أمر بكتابة اسمه على الدراهم والدنانير في بغداد وما حولها، بل راح الرشيد إلى أبعد من ذلك حين أسند إليه ولاية غرب الدولة من الأنبار إلى أفريقية (تونس)، فأصبح أبناء البرامكة يتقلّدون أهم الولايات في الدولة شرقا وغربا، فضلا عن المالية والبريد والحجابة وغيرها، فأصبح الرشيد بينهم مُحاصرا على الحقيقة! وهكذا استمر نفوذ البرامكة إلى أن دخل "جعفر بن يحيى" في خاصة شؤون الرشيد ، حتى أوقع بين وَلِيَّيْ عهده الأمين والمأمون، وغرس الحقد بينهما بما يهدد مستقبل الخلافة ، ومنع المال عن الرشيد بحجة المحافظة على أموال المسلمين، التي راح هو وجماعته يرتعون فيها بغير حساب، وبلغ الأمر إلى أن بات جعفر يحاسب الرشيد على تصرفاته، ولا يأبه إلى إعتراضاته، بينما كان البرامكة يعيشون في ترف شديد جدًا، حتى أنهم كانوا يبنون قصورهم ويضعون على الحوائط بلاط الذهب والفضة، وبنى جعفر بيتًا له كلفه آلاف كثيرة من الدراهم . وقد كان الرشيد يعاني ضيقًا شديدًا من هذه التصرفات لكنه يصبر ، حتى كان الرشيد يطلب اليسير من المال فلا يصل إليه ، إلى أن قام الفضل بن يحيى بتكوين جيـ. ـش عظيم من العجم، قوامه خمسمائة ألف جند.ي وسماه "العباسية"، وجعل ولاء هذا الجـ. ـيش للبرامكة وحدهم، وأدخل للرُصافة ببغداد فرقة من هذا الجيـ. ـش سماها بفرقة "الكرمينية" عددها عشرون ألف جندي فارسي ، لتكون تحت إمرتهم في قلب بغداد، وبعد فترة قصيرة من إقامتها أخذوا عددًا من جنو.دها وأسكنوهم قصر الخلد ؛ ليكونوا حرسًا لشخص الرشيد وأسرته، وبذلك يضعون مصير الرشيد والخلافة العباسية في قبضة أيديهم! استمرَّ البرامكة في وجودهم في مركز صناعة القرار حتَّى كانت نهايتهم في عهد الخليفة هارون الرشيد الذي قضى عليهم في حدث تاريخي يُسمى نكبة البرامكة. فرأى الرشيد أنه أصبح أمام انقلا.ب مسـ. ـلح وشيك الوقوع يطيح به وبدولته ، فانقلب عليهم فجاة فأمر بقـ. تل جعفر وصلـ. ـبه على جسر بغداد ، وحبـ س باقي البرامكة في السجـ. ـون، والاستيلاء على أموالهم وقصورهم وكل ما لديهم وساموهم في السجـ. ـن سوء العذاب، وتبدل نعيمهم بؤسًا، وماتوا واحدًا تلو الآخر في السجـ. ـون ولقد ظهر من يحيى بن خالد كما قيل صبر عظيم ورضا بقضاء الله وقدره، ومن عجيب ما يذكر في هذه الحادثة ان جعفر قال لأبيه يحيى بن خالد ، وهُمْ في القيود والحَبْس : يا أبتِ بعدَ الأمر والنهي و الأموالِ العظيمة ، أصارَنا الَّدهرُ إلى القُيُودِ ولُبس الصُّوف والحَبْس! فقال له أبوه يحيى : يا بُنيَّ لَعلَّها دعوةُ مظلوم ؟! سَرَتْ بليل غَفَلنا عنها! ولم يَغْفُل اللهُ عنها ، ثم أنشأ يقول : رُبَّ قومٍ قد غَدَوْا في نَعْمةٍ زَمَناً والدهرُ رَيَّانٌ غَدَقْ سَكَتَ الدهرُ زَمَاناً عنهمُ ثم أبكاهُمْ دَماً حِينَ نَطَقْ ! المصادر : 1. "البرامكة في ظلال الخلفاء" تأليف محمد أحمد برانق 2. "أخبار البرامكة" تأليف جليل العطية 3. "مأساة البرامكة" ضمن كتاب "هارون الرشيد"
👍 😮 3

Comments