⚡️ *موعظة— زخرف الدنيا بين الغرور والزوال* إن الإنسان إذا تأمل في حال الدنيا وجدها دارًا لا تستقر على حال، تبتسم في وجه أحدهم اليوم، ثم تُعرض عنه غدًا، تجمع المال بيد، وتأخذه بالأخرى، تُغري بالمُلك والجاه، ثم تسلبه دون سابق إنذار. فهي فتنة لمن اغتر بها، وابتلاء لمن فهم حقيقتها. ولذلك، كان لزامًا على العاقل أن ينظر إليها نظرة متزنة، لا يُفتن بزخرفها، ولا يغتر بمتعها، بل يجعلها وسيلةً للطاعة، لا غايةً للركض خلف الأوهام. فكم من أناس ظنوا أن في أموالهم وسلطانهم ضمانًا للبقاء، فإذا بهم يصبحون أثرًا بعد عين! وكم من أشخاص بسطت لهم الدنيا كل ما يشتهون، ثم سلبتهم كل شيء في لحظة واحدة! إنما النجاة في أن يسلك المرء طريق التقوى، فلا يجعل الدنيا أكبر همّه، ولا مبلغ علمه، بل يعمل فيها لما هو أبقى وأعظم، لدار السعادة والكرامة، حيث لا زوال ولا نقص، بل نعيم دائم ورضوان من الله أكبر. فمن أراد الخير لنفسه، فليزن أفعاله بميزان الحكمة، وليحذر من أن تجره الدنيا إلى المهالك، فإنما هي ظلٌ زائل، وحياةٌ لا تدوم. #موعظة #الشيخ_وليد_السمامعة