⭐️ *العبرة بما عند الله وليس بما عند الناس* هذه القاعدة العظيمة تُذكّر بأن ميزان التفاضل الحقيقي عند الله تعالى، لا بما يشتهر به الإنسان بين الناس أو بما يُعرف عنه في الدنيا. ويُبرز هذا المعنى موقف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند سماعه خبر استشهاد القائد الصحابي النعمان بن مقرن رضي الله عنه في معركة فتح نهاوند. فقد كتب المسلمون إلى عمر رضي الله عنه يبشرونه بالنصر، فلما وصله الرسول قال له: «*أبشر يا أمير المؤمنين بفتح أعز الله به الإسلام وأهله، وأذل به الكفر وأهله*»، فحمد الله عز وجل، ثم سأل عن القائد النعمان، فأُخبر بأنه قد استُشهد، فبكى واسترجع [أي قال: إنَّا لله وإنا إليه راجعون]. ثم سأل عن بقية الشهداء، فذُكر له بعضهم، ثم قيل له: «*وآخرين يا أمير المؤمنين لا تعرفهم*»، فقال عمر رضي الله عنه وهو يبكي: «*لا يضرّهم ألا يعرفهم عمر*». ⚡️ *هذا الرد* من عمر رضي الله عنه يعكس فهمه العميق لحقيقة الفضل في ميزان الله تعالى، فليس المهم أن يُعرف الإنسان بين الخلق أو أن يُذكر اسمه، بل العبرة بما عند الله من الأجر والثواب. فكم من مجاهد مخلص، وعابد خفيّ، وعالم ناصح، وعامل مخلص، قد لا يعرفه الناس، لكنه عند الله عظيم القدر. *وهذه النظرة تربي النفس على الإخلاص، وتحررها من البحث عن الشهرة أو الثناء*، فليس العبرة بمدح الناس أو معرفتهم، بل بمقام العبد عند الله وما أعدّه له من الثواب. وهذا المفهوم هو الذي جعل الصحابة والسلف الصالح يعملون بصمت، لا يبتغون إلا رضا الله، كما قال بعضهم: «*كفى بالله عالِمًا، وكفى بالله شهيدًا*». ⭐ فمن أراد أن يكون عمله مباركًا، فليجعل وجهته لله، فإن كان معروفًا بين الناس أو مجهولًا، فلا فرق، ما دام عمله مقبولًا عند الله. 📚 *المصدر*: شرح الحديث (137-138) من رياض الصالحين · فضل المحافظة على الصلاة وأربعون خصلة موصلة للجنة https://shaykhwaleed.com/projects/رياض-الصالحين-الحديث-137-138/ #موعظة #الشيخ_وليد_السمامعة