الشيخ الدكتور وليد السمامعة
February 22, 2025 at 06:15 PM
#️⃣ *موعظة— حكمة العيش بين حتمية الفناء وميزان النجاة*
عَن سَهلِ بِنِ سَعدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: *جَاءَ جِبرِيلُ إِلَى النَّبِيّ ﷺ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ: عِشْ مَا شِئتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَاعمَلْ مَا شِئتََ فَإِنَّكَ مَجزِيٌّ بِهِ، وَأَحبِبْ مََن شِئتََ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعلَمْ أَنَّ شَرَفَ المُؤمِنِِ قِيَامُ اللَّيلِ، وَعِزَّهِ استِغنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ*. رَوَاهُ الحَافِظُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعجَمِهِ الأَوسَطِ بِإِسنَادٍ حَسَنٍ.
إن الإنسان في هذه الحياة يسعى ويعمل، يحب ويصادق، يفرح ويحزن، لكنه مهما طال عمره، فهو إلى زوال، ومهما جمع من متاع الدنيا، فهو عنها راحل. وهذا الكلام العظيم، الذي قاله جبريل عليه السلام إلى النبي ﷺ، يلخص حقيقة الدنيا وحكمة العيش فيها بأسلوب بليغ ومؤثر.
فحين قال جبريل عليه السلام: “*عِشْ مَا شِئتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ*”، فهو يذكرنا بحتمية الموت، وأن الحياة مهما امتدت فهي قصيرة، فلا ينبغي للإنسان أن يغتر بها أو يظن أنه باقٍ فيها للأبد.
ثم جاء التنبيه العظيم: “*واعمَلْ مَا شِئتَ فَإِنَّكَ مَجزِيٌّ بِهِ*”، تأكيدًا على مبدأ الجزاء، وأن كل ما يعمله الإنسان من خير أو شر، فإنه سيلاقيه في الآخرة، حيث لا ظلم ولا نقصان.
أما قوله: “*وَأَحبِبْ مََن شِئتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ*”، فهو تذكير بأن العلاقات الدنيوية، مهما كانت قوية، فإنها ستنتهي بالموت أو الفراق، فلا ينبغي أن يتعلق الإنسان تعلّقًا يُنسيه الآخرة، بل يجعل حبه ووده في الله، ليبقى أثره ممتدًا حتى بعد الرحيل.
*ثم يختم الحديث بإشارة عظيمة* إلى ما يرفع قدر المؤمن ويزيد مكانته: “*وَاعلَمْ أَنَّ شَرَفَ المُؤمِنِ قِيَامُ اللَّيلِ، وَعِزَّهُ استِغنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ*”، فالشرف الحقيقي ليس في المال أو الجاه، بل في وقوف العبد بين يدي الله في ظلمة الليل، يناجيه ويسأله، وعزة المؤمن ليست في التذلل للمخلوقين أو مدّ اليد إليهم، وإنما في غناه بالله وثقته برزقه.
⚖️ إن هذا الحديث يضع للإنسان ميزانًا صحيحًا للحياة، ويهديه إلى ما ينفعه في دنياه وآخرته، فالسعيد من وعى هذه الوصايا وعمل بها، وجعل قلبه متعلقًا بالله لا بزخارف الدنيا الزائلة.
#موعظة
#الشيخ_وليد_السمامعة
❤️
👍
✍️
🍀
💚
💡
25