عبد القادر عثمان
عبد القادر عثمان
February 14, 2025 at 08:09 PM
في السنوات الأخيرة، ثمة محاولات سعودية لنسب البن الخولاني إلى السعودية، خصوصًا بعد تسجيله كمنتج في هيئة التراث السعودية واعتباره جزءًا من التراث الثقافي غير المادي للمملكة. البن الخولاني يُزرع في جبال خولان، وهي سلسلة جبلية تمتد بين اليمن والسعودية، وتشمل خولان بن عامر في صعدة داخل اليمن، وتمتد إلى جبال جيزان في السعودية. السعوديون يستندون إلى وجود زراعة للبن في منطقة "جازان"، حيث تزرع القهوة في مناطق مثل الداير وفيفا والريث، لكن هذه المساحات صغيرة جدا مقارنة ببعض المناطق في صعدة اليمن، فضلا عن كون اليمن أول بلد اكتشفت فيه شجرة البن وتم تصديرها للعالم. عام 2022، أعلنت السعودية عام "القهوة السعودية" وأدرجت البن الخولاني كجزء من تراثها الوطني. كما سعت إلى تسجيل القهوة السعودية في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو، مما أثار جدلًا حول أصول القهوة في المنطقة، واستثمرت بشكل كبير في زراعة البن بجبال جيزان وأطلقت مشاريع لدعم المزارعين هناك. فهل البن الخولاني يمني أم سعودي؟ تاريخيًا: زراعة البن الخولاني بدأت في اليمن قبل السعودية بقرون، وكان اليمن هو المصدر العالمي الأول للبن عبر ميناء المخا (موكا)، بينما لم يكن هناك أي تصدير عالمي للقهوة السعودية حتى وقت قريب. الخلاصة أن السعودية تحاول ربط البن الخولاني بتراثها الثقافي، وهذه سرقة تاريخية؛ لأنها لا تستطيع إنكار أن أصل البن الخولاني يمني، وأن اليمن هو الذي نشر القهوة للعالم، ما زراعة البن في السعودية فهي حديثة مقارنة بالإرث اليمني العريق.

Comments