
تنسيقية مدينة تدمر
February 24, 2025 at 11:10 AM
حوامل المدافعة الحقيقية في صفوفنا أكثر تجذراً وعمقاً من تصور كثيرٍ من المُستهدفين والمُخططين والماكرين
طوال هذه السنوات لم نرى معنى الثورة على الظلم والعجز في عيون الانتهازيين والمتقلبين مهما بلغ شأنهم وتصدّرهم
لكن رأيتها والله باستمرارٍ في عيونٍ ابتلعت الصبر أشواكاً وحنظلاً وقدمت الوسع فما أمسكت مما بين أيديها شيئاً
ثمّ ما زادها ذلك إلا قناعةً بقبح ما تواجهه من باطلٍ
وحسن ظنٍ بالله ورجاءً لسعةِ فضله ورضوانه ونعيمه
رجالٌ ونساءٌ لم يشتهروا بين الناس ببطولاتهم في الغالب
لكنهم كانوا الحاضن دوماً لكل صحوةٍ وانتفاضةٍ في وجه الظلم والعجز ، والزجاجة الحانية التي احتضنت وما تزال شعلتها بعد أن خفتت في نفوس الكثيرين
أباءٌ وأمهاتٌ ورجالٌ ونساءٌ دفعوا الأثمان الغالية
فيهم المعتقلون الصابرون والمرابطون الثابتون
منهم من غُرِّب في شتاء عمره عن داره وحيّه وأهله وجواره الذين أحبهم وقضى عمره يألف ويؤلف بينهم .. فشرد في أصقاع الأرض متألماً أن يضمه قبرٌ باردٌ في أطرافها البعيدة
ومنهم التي ما زالت تأبى أن تفارق بيتها ودارها خشيةَ أن يطرق ابنها المغيب منذ سنواتٍ طويلةٍ لا تعرف عنه شيئاً باب البيت فجأةً فلا يجدها في انتظاره
ومنهم من فقدت الزوج ثم الأولاد وهم يدافعون في وجه صولة المجرم وجيشه وأوليائه حتى لم يبق لها في هذه الحياة من نبضٍ إلا لهفة الانتظار للقائهم هناك في ظل رحمنٍ رحيمٍ .. جبارٍ منتقم..
هذه الحوامل لا يمكن استهدافها ولا هزيمتها
وبإذن الله ورغم أنف جميع المتربصين ستحمل وتورّث الغضب والألم والمسؤوليّة والصبر والإيمان حتى يقضي الله أمره بإذنه وفضله وقد أخذ كرامُ كلٍّ جيلٍ نصيبهم من غنيمة تدافعات زمانهم.
#تدمر #سورية #الثورة_السورية #palmyra #syria