
ABU_KHALED
February 25, 2025 at 05:54 PM
الأسهم .. بين قسوة السوق ولذة الصبر!
يقولون: «من صبر ظفر»…
لكنهم نسوا أن يخبرونا عن الصبر في الأسهم، حيث الظفر قد يأتي بعد أن تكون الأظافر قد اختفت من شدة القضم!
يا صديقي المستثمر، إذا كنت ممن يشترون السهم ثم يشهدون الشاشة كل ثلاث دقائق كأنهم يتفقدون القدر على النار،
فاسمح لي أن أخبرك بأنك في الطريق السريع نحو الضغط والسكر ورفع الضغط مرة أخرى! فالأسهم ليست بيتزا تطلبها من المطعم وتصل في 30 دقيقة، بل شجرة تزرعها وتسقيها وربما تناقشها وتقنعها قبل أن تعطيك ثمارها!
حين يصبح الصبر استثمارًا!
السوق يا عزيزي ليس متجرك الخاص، وليس من الضروري أن يصعد سهمك بمجرد أن تشتريه، بل الأغلب أنه سيهبط قليلاً احترامًا لقدومك! وكأن هناك قانونًا غير مكتوب: «اشترِ… ليهبط»، لكن لا تقلق، فكما أن الشتاء يعقبه الربيع، فإن كل هبوط محترم يعقبه صعود محترم (إلا إذا كان السهم من فئة "لا حياة لمن تنادي").
لا تتعامل مع الأسهم وكأنها مكينة صرف، تضغط الزر فتخرج النقود، بل تعامل معها كما يتعامل الفلاح مع مزرعته، يزرع في موسمه، يصبر، يروي، ويتابع، ثم يحصد بفرح. أما الذي يريد أن يزرع اليوم ويحصد غدًا، فسينتهي به المطاف يبيع ماءً بدلًا من الفاكهة!
الخسائر… عضّة السوق!
من لم يخسر في الأسهم، فإما أنه لم يستثمر بعد، أو أنه قادم من كوكب آخر. السوق ليس أبًا حنونًا، بل أحيانًا يكون مثل معلم الرياضيات الذي يعاقبك إذا أخطأت، لكن الجميل أنه يعيد الاختبار كل يوم! وإذا كنت تظن أن مجرد خسارتك تعني نهاية العالم، فتذكر أن السوق السعودي مر بتقلبات جعلت أقوى المستثمرين يعيدون حساباتهم، لكن الفرق أن الذكي لا يستسلم بل يتعلم ويتأقلم.
الخاتمة: هل أنت مستثمر أم مضارب عاطفي؟
إذا كنت تشتري السهم وتريد أن تصبح مليونيرًا قبل العشاء، فالموضوع قد يحتاج إعادة نظر. أما إذا كنت تفكر بمنطق الاستثمار، فهنيئًا لك، لأنك ستتعلم أن السوق يعطي للصابرين أكثر مما يعطي للمتسرعين.
في النهاية، السوق كالبحر، تارة أمواجه هادئة، وتارة يكون هائجًا، لكن الصياد الذكي لا يرمي شبكته ثم يغضب لأنها لم تمتلئ فورًا، بل ينتظر، وينتظر، ثم يفرح بالصيد الوفير.
وأنت، هل أنت مستعد للصبر حتى تحصد ثمار استثمارك، أم أنك ستبيع قبل نضوج الفاكهة؟!
👍
❤️
😢
11