- الباب الأول: حيـــــاة محمدﷺ من مولــــــده إلى وفاتــــــه. - الفصل السادس: الحلقــــــة الأولــــــى (1️⃣) ( حواضنه ومرضعاته ﷺ ) https://chat.whatsapp.com/LqhXCkw2EWOFPysMJObh1U - فلما ولد ﷺ حضنته بركة أم أيمن -رَضِيَ ٱللَّه عنها-فقد كانت وصيفة لأبيه عبداللّٰه بن عبدالمطلب،وكانت من الحبشة،فلما كبر ﷺ أعتقها،ثم أنكحها زيد بن حارثة-رَضِيَ ٱللَّهُ عَنهُ-وأنحبت له أسامة بن زيد-رَضِيَ ٱللَّهُ عَنهُ-ثم توفيت بعدما توفي رسول اللّٰه ﷺ بخمسه شهور(١)• - وأرضعته ثوبية مولاة أبي لهب: - عن زينب بنت أبي سلمة: أن أمَّ حبيبة -رَضِيَ ٱللَّه عنها-أخبرتها: أنها قالت: يا رسول اللّٰه! انكح بنت أبي سفيان،فقال : «أو تحبين ذلك؟»،فقالت: نعم،لست لك بمخلية،وأَحَبُّ مَن شاركني في خيرِ أختي. فقال النَّبيُّ ﷺ : «إن ذلك لايحلُّ لي» ،قلت: فإما تُحَدَّثُ أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة. قال: «بنت أم سلمة؟» ،قالت: نعم. قال: «لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلَّت لي؛إنَّها لابنة أخي من الرضاعة،أرضعتني وأبا سلمة ثويبة،فلا تَعْرِضَنَّ علي بناتكن،ولاأخواتكن»(٢)• - ثم أُرسِل ﷺ إلى بادية بني سعد: عن عبداللّٰه بن جعفر-رَضِيَ ٱللَّهُ عَنهَما-قال: لما ولد رسول اللّٰهﷺ قدمت حليمة بنت الحارث،في نسوة من بني سعد بن بكر؛يلتمسون الرضعاء بمكة• ___________________________________ (١) صحيح-أخرجه مسلم (١٧٧١) من حديث أنس-رضي اللَّه عنه• (٢) صحيح-أخرجه البخاري(٥١٠١)،ومسلم(١٤٤٩)• الصحيح المصفَّى لـــــــــــــــــــــــــــــــــ[٣١] قالت حليمة: خرجت في أوائل النُّسوة على أتانٍ لي،قمراء(١)،ومعي زوجي الحارث بن عبد العزى،أحد بني سعد بن بكرٍ،ثم أحد بني ناضرة،قد أدمت(٢)أتاننا،ومعي بالركب شارفٌ(٣)واللّٰه! ماتبض(٤)بقطرة لبن،في سنة شهباء(٥). قد جاع النَّاس حتَّى خلص إليهم الجهد،ومعي ابنٌ لي،واللَّه! ماينام ليلنا،وما أجد في يديَّ شيئـًا أعللِّه به؛إلا أنَّا نرجو الغيث،وكانت لنا غنم ،فنحنا نرجوها. فلما قدمنا مكَّة فما بقي منَّا أحدٌ إلا عرض عليها رسول اللّٰهﷺ فكرهته،فقلنا: إنه يتيم،وإنَّما يكرم الظئر ويحسن إليها الوالد،فقلنا: ماعسى أن تصنع بنا أمُة أو عمُّه أو جدُّه،فكلُّ صواحبي أخذ رضيعـًا،فلمَّا لم أجد غيره،رجعت إليه،وأخذته،واللّٰه! ما أخذته إلَّا إنِّي لم أجد غيره،فقلت لصاحبي: واللّٰه! لآخذنَّ هذا اليتيم من بني عبدالمطلب،فعسى اللّٰه أن ينفعنا به،ولا أرجع من بين صواحبي ولاآخذ شيئـًا فقال: قد أصبت• ___________________________________ (١) القمرة: لون البياض إلى الحمره• (٢) حدثت في ركبها جروح دامية لأصطكاكها• (٣) الناقة المسنة• (٤) سنةٌ مجدبةٌ؛لاخضرة فيها ولامطر• [٣٢]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــالصحيح المصفَّى قالت: فأخذته،فأتيت به الرَّحل،فو اللّٰه! ماهو إلَّا أن أتيت به الرَّحل،فأمسيت أقبل ثدياي باللَّبن،حتى أرويته،وأرويت أخاه،وقام أبوه إلى شارفنا تلك يلمسها فإذا هي حافلٌ(١)؛فحلبها،فأرواني وروي،فقال: ياحليمة! تعلمين-واللّٰه!-لقد أصبنا نسمةً مباركةً (٢)،ولقد أعطى اللّٰه عليها مالم نتمنَّ،قالت: فبتنا بخير ليلةٍ : شباعـًا،وكنَّا لا ننام ليلنا مع صبيِّنا• ثم اغتدينا راجعين إلى بلادنــــا أنا وصواحبي،فركبت أتاني القمراء،فحملته معي،فو الذي نفس حليمة بيده! لقطعت الرَّكب(٣)حتَّى أَنَّ النُّسوة ليقلن: أمسكي علينا،أهذه أتانك التي خرجت عليها؟ فقلت: نعم،فقالوا: إنها كانت أدمت حين أقبلنا،فما شأنها؟ قالت،فقلت: واللّٰه! حملت عليها غلامًا مباركًا• قالت: فخرجنا،فما زال يزيدنا اللّٰه كلَّ يومٍ خيرًا،حتَّى قدمنا والبلاد سنةً،ولقد كان رعاتنا يسرحون ثم يريحون،فتروح أغنام بني سعد جياعًا،وتروح غنمي شباعًا،بطانًا(٤)،حفلًا(٥)؛فنحتلب ونشرب ، فيقولون: ما شأن غنم الحارث بن عبد العزَّى،وغنم حليمةتروح شباعًا حفلًا،وتروح غنمكم جياعًا؟ ويلكم! اسرحو حيث تسرح غنم رعاؤهم،فيسرحون معهم،فما تروح إلا جياعًا،كما كانت،وتروح غنمي كما كانت• قالت وكان يشبُّ شبابًا مايشبه أحد من الغلمان،يشبُّ في اليوم شباب الغلام في الشهر،ويشبُّ في الشهر شباب السَّنة،فلما استكمل سنتين أقدمناه مكة : أنا وأبوه ، فقلنا: واللّٰه لا نفارقه أبدًا ونحن نستطيع،فلما أتينا أمَّه، قلنا: أي ظئر! واللّٰه ما رأينا ___________________________________ (١) كثير اللبن• (٢) نفس مباركة• (٣) سبقت الركب• (٤) الممتلئة البطون• (٥) كثيرات اللبن• الصحيح المصفَّى لـــــــــــــــــــــــــــــــــ[٣٣] صبيًا قط أعظم بركة منه،وإنا نتخوف عليه وباء(١) مكة وأسقامها،فدعيه نرجع به حتَّى تبرئي من دائك،فلم نَزَلْ بها حتَّى أذنت،فرجعنا به،فأقمنا أشهرًا ثلاثةً أو أربعةً؛فبينما هو يلعب خلف البيوت هو وأخوه في بُهْم له(٢)،إذ أتى أخوه يشتدّ،وأنا وأبوه في البدن ، فقال: إنَّ أخي القرشيّ،أتاه رجلان عليهما ثيابٌ بيضٌ،فأخذاه واضطجعاه،فشقَّا بطنه،فخرجت أنا وأبوه يشتدُّ،فوجدناه قائمًا قد انتقع لونه(٣)،فلما رآنا أجهش إلينا،وبكى،قالت: فالتزمته أنا وأبوه،فضممناه إلينا ، فقلنا: مالك بأبي أنت؟ فقال: أتاني رجلان وأضجعاني،فشقَّا بطني،وصنعا به شيئًا،ثم ردَّاه كما هو ، فقال أبوه: واللّٰه! ما رأى ابني إلَّا وقد أصيب،إلحقي بأهله،فرُدِّيه إليهم قبل أن يظهر له ما نتخوَّف منه• قالت: فاحتملنا،فقدمنا به أمَّه،فلمَّا رأتنا أنكرت شأننا ، وقالت: ما رجعكما به قبل أن أسألكماه،وقد كنتما حريصين على حبسه؟ فقلنا: لا شيء؛إلا أن قضى اللّٰه الرَّضاعة وسرَّنا مانرى ، وقلنا: نؤويه كما تحبُّون أحبَّ إلينا ، قال: فقالت: أنَّ لكما شأنًا فأخبراني ماهو؟ فلم تدعنا حتَّى أخبرناها ، فقالت: كلًّا واللّٰه! لا يصنع اللّٰه ذلك به،إن لابني شأنًا،أفلا أخبركماخبره؛إنِّي حملت به،فو اللّٰه ماحملت حملًا قط،كان أخفُّ عليَّ منه،ولا أيسر منه،ثم أُريتُ حين حملته خرج مني نور أضاء منه قصور بصرى(٤)• ___________________________________ (١) المرض• (٢) صغار الضأن والماعز• (٣) تغير لونه• (٤) حسن -أخرجه ابن حيان(٥١٢و٥١٣-موارد)،والبيهقي في«الدلائل»( ١٣٣/١-١٣٦)• وبصرى من أعمال دمشق،وهي قصبة حوران• [٣٤]ـــــــــــــــــــــــــــــــــــالصحيح المصفَّى ❖‏ انضموا ليصلكم كل جديد ومفيد في السيرة النبوية الصحيحة الصافية 👇 -الصحيح المصفى من سيرة النبي المصطفىﷺ (٢) https://chat.whatsapp.com/FKZlNLEP0aT2Gp9IWWbgOR ❖‏ متابعة وتحميل • حلقـــــــات | 🖼️ • قصـــــــص | 📜 • صوتيــــات | 🎵 • مقــــــالات | 📋 • أحــــــداث | 🗺️ ❖‏ ستجد كل مافاتك على الحسابات التالية👇 -تيليقــرام:(الصحيح المصفى) https://t.me/AlshyhAlmsfy_Salim_Al_Helali/137 -فيسبــوك:(الصحيح المصفى) https://www.facebook.com/alshyhalmsfy -‏استفســار:أضف رقمي كجهة اتصال في واتساب. https://wa.me/qr/7CDGCHYYI3LWE1