
كتابات وإقتباسات_ faizalhamati
June 4, 2025 at 01:11 AM
*رحيل عمّي يحيى توام… فاجعة بحجم الجبل وألم لا يزول*
مات عمّي يحيى توام، زوج عمتي الذي كان لي أكثر من عم، بل كان بمثابة أبي وسندي ومعلمي وشيخي وناصحي الأمين. مات الرجل الذي حمل كل الألقاب الجميلة في حياته: المربي والمعلم والمدير والمصلح الاجتماعي، الذي وهب عمره كله للخير والعلم والإصلاح بين الناس. مات صاحب القلب الواسع الذي كان صدراً حانياً لكل من لجأ إليه، مات صاحب القلم الذي لم يجف يوماً عن كتابة الحلول والنصائح بين المتخاصمين، مات رفيق درب والدي وصاحبه في السراء والضراء، واللذين عاشا معاً سنوات طويلة أكثر من الإخوة.
وجع رحيلك يا عم يحيى لا يساويه وجع، وفقدك ليس على أسرتنا وحدها، بل على خولان بن عامر وصعدة بأسرها. لم يكن وجودك في المجتمع مجرد اسم، بل كان ميزاناً للحكمة والصلاح. أينما ذهبتَ، تركت أثرك الطيب وبصمتك التي لا تُنسى. كنتَ مرجعاً في الإصلاح، حاضراً في كل بيتٍ فيه خصام، وفي كل مجلسٍ فيه فتنة، لتطفئ النار وتزرع السكينة.
كلما أغمضت عيني، أراك أمامي ببسمتك التي لا تفارق محياك، وأتذكر دموعك النقية التي كنت تذرفها حتى وأنت تضحك. لا أعلم أحداً اشتكى منك، ولا أعلم قلباً آذيته، بل كنت كالغيث أينما حل نفع، وكالبلسم أينما مر شفى.
كنت أول الدعاة إلى منهج أهل السنة في بني بحر، وجعلت من منبر المسجد مدرسة لتعليم الدين الوسطي النقي. أتذكر جيداً خطبك بعد عودتك من دماج، يوم علمتنا فيها العقيدة السمحة والأخلاق الفاضلة، والاعتدال في الفكر والسلوك. أتخيل مكتبتك العامرة بكتب العلم: البخاري، ومسلم، والبداية والنهاية، وابن عقيل، والسنن الستة… كانت تلك الكتب وقودك اليومي في التربية والعلم والإرشاد.
وكنت القدوة الحسنة في طفولتنا، كنا صغاراً نتسابق في تقليدك، نلبس العمامة، ونمسك العصا، ونرتقي المنبر تقليداً لك، وكأننا نرى فيك صورة حية من السلف الصالح في هذا العصر. هيبتك في المجلس لم تكن من خوف، بل من هيبة العلم والحلم والأدب الجم.
موتك يا أبا بكر زلزل كياني وأوجع قلبي، لكنه قضاء الله الذي لا راد له، ولا سبيل إلا للرضا والتسليم، وما يطمئن القلب أنك رحلت وأنت على نهج السلف الصالح، عابداً، صائماً، قائماً، صابراً، معلماً، ومصلحاً. نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
رحمك الله يا عم يحيى، وجعل الفردوس الأعلى مقامك، وجبر الله كسر قلوبنا وقلوب أسرتك الكريمة وكل من عرفك وأحبك.
عزاؤنا ومواساتنا لأبي الغالي وعمتي الغالية، ولأخي يحيى بن يحيى توام وعبد الله يحيى وعبد الرحمن ومحمد والكافة من أسرة آل توام.
لقد كان المصاب جللاً، والحدث عظيماً، والوجع مشترك في قلوبنا جميعاً.
> إنا لله وإنا إليه راجعون
الأسيف/
فايز أحمد الحماطي.
https://www.facebook.com/share/p/1DXpSy4nex/
🤲
💔
😭
4